أربع سنوات قضاها ابن الخليل الأسير مقداد القواسمي -24 عاما- متنقلا في سجون الاحتلال ما بين أحكام واعتقال إداري، فقد بدأت مواجهته لعمليات الاعتقال منذ 2015، لكن اليوم بات وضعه مختلفا فهو بعد اعتقاله الاداري يناير الماضي اتخذ قراره بالإضراب عن الطعام حتى نيل حريته.
بعد ثلاثة شهور من اضراب القواسمة عن الطعام، بات يقبع اليوم في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي، ويعاني من مضاعفات شديدة لدرجة أن المحرر خضر عدنان قال:" توصيفات أم اخي مقداد القواسمة لحالته تقول إننا نفقد مقداد ساعة بعد ساعة".
أما مقداد ذكر في أول رسالة له منذ اعتقاله:" لن أرجع عن قرار الإضراب حتى أنال حريتي كاملة ولا أرضى بقرار تجميد الاعتقال، ولن أتناول أي طعام ولا ملح ولا سكر ولا فيتامينات ولو اضطر الأمر أن أضرب عن الماء أيضا سأفعل ولن أتراجع حتى حصولي على قرار (إنهاء أمر اعتقال).
الاضراب عن الطعام لتلك المدة الطويلة أدت إلى تدهور حالته الصحية، فقد خرجت والدته عبر صفحتها على الفيسبوك باكية تطلب الدعاء لابنها وتقول:" ابني في وضع صحي سيء، بالإضافة إلى مضايقات كبيرة يتعرّض لها من قبل إدارة مستشفى "كابلان"، الذي يحتجزه الاحتلال فيه.
وأكدت الأم أن إدارة المستشفى تعمل للتضييق عليه بكل السُبل، وأصدرت رئيسة القسم الذي يحتجز فيه مقداد، أوامر بمنع بقاء مرافقين معه، وأن تكون الزيارة لمدة نصف ساعة فقط، بالإضافة لمنعه من الاتصال أو التواصل مع أحد.
حتى أن الزيارة للأسير المضرب عن الطعام مقداد ليست سهلة، فالاحتلال لا يسمح بزيارته إلا بحراسة مشدد وبوجود الشرطة.
ووفق ما ذكره نادي الأسير الفلسطيني فإن القواسمي يواجه وضعا صحيا حرجا، حيث يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة، كما أن الأعراض الظاهرة عليه تؤكد تراجع خطير على جهازه العصبي، ما قد يتسبب له بأضرار جسيمة في الدماغ.
وقال خالد الحاج القيادي في حركة حماس إن الوقت قد آن أكثر من أي مرحلة سابقة لإيجاد تحرك واسع شعبيا وفصائليا ورسميا لإنهاء معاناة الأسرى المضربين عن الطعام، مشددا على أن الخطر الذي يتهدد فعليا حياة أكثر من أسير في سجون الاحتلال يستوجب حراكات تناسب تلك الآلام التي يتجرعها هؤلاء الأسرى.
ودعا الحاج الجماهير بكافة أماكن التواجد الفلسطيني والفصائل العمل على ممارسة كل الضغوط من أجل إنقاذ حياة الأسرى المضربين الذين يدفعون حياتهم ثمنا للكرامة والحرية.
وطالب الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس عبر قنواتهم مع مصلحة السجون وأجهزتها لإنقاذ حياة مقداد القواسمي التي تتعرض لخطر حقيقي، وإنقاذ بقية المضربين عن الطعام، فالهيئة الآن هي السند الحقيقي لمقداد وإخوانه.
ولفت إلى أن الأسرى الإداريين بإضرابهم الجماعي أو الفردي، أو في خطواتهم المختلفة يحاولون كسر هذا القانون الذي يتنافى مع مقاييس العدالة، فكيف بصدوره عن دولة محتلة وعنصرية وتمارس كل أنواع العقاب والجريمة بحق الشعب الفلسطيني.
يذكر أن المعتقلين كايد الفسفوس، ومقداد القواسمة يقبعان في مشافي الاحتلال، بوضع صحيّ بالغ الخطورة، وقد وصلوا لمرحلة حرجة جدًا، حيث جمّدت المحكمة العليا للاحتلال اعتقالهم الإداريّ، والذي لا يعني إلغاءه.
وكان الأسرى في سجون الاحتلال قد وجهوا رسالة قالوا فيها:" نناشدكم بتصعيد حملة الإسناد مع الأسرى الإداريين المضربين، حيث أنّ الوقت ينفد وأبناؤكم كايد الفسفوس، ومقداد القواسمة بمثابة شهداء مع وقف التنفيذ عار على كل من يتأخر في إسنادهم لينالوا حريتهم.
وتابعوا: نحن كحركة أسيرة سنصعد من خطواتنا النضالية المستمرة للأسرى المضربين، وهذه رسالة إلى كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي أننا لا نفهم مستوى المشاركة المتدنية ووقفات الإسناد الدعم للأسرى المضربين أنقذوا أبناءكم قبل أن يستشهدوا وتصبح أرواحهم لعنة على كل من تقاعس.