صادق "مجلس التخطيط الأعلى"، التابع لـ"الإدارة المدنية" للاحتلال، الأربعاء، على مخطط لبناء 3144 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، وذلك رغم معارضة الولايات المتحدة الأميركية وأطراف في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي.
ومن المقرر أن تتوزّع الوحدات الاستيطانية على 30 مستوطنة وبؤرة استيطانية في الضفة الغربية والقدس، أكبرها في مستوطنتي "رفافا" (399 وحدة استيطانية) و"كدوميم" (380) و"كفار عتصيون" (292) و"هار براخا" (286).
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تتم فيها المصادقة على مخطط استيطاني بهذا الحجم من تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة في حزيران/ يونيو الماضي، وانتقال السلطة إلى الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة وتولي جو بايدن مهامه الرئاسية في كانون الثاني/ يناير الماضي.
ولفتت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") إلى أن آخر مرة تمت المصادقة فيها على البناء في المستوطنات، كانت قبل حوالي تسعة أشهر، وتحديدا في كانون الثاني/ يناير الماضي.
ووفقا للتقارير فإن 1800 وحدة استيطانية من بين الـ3144، حصلت على تصريح نهائي لمباشرة البناء الاستيطاني، بينما تم الدفع بمخطط لبناء 1344 وحدة استيطانية التي ستحتاج إلى تصاريح إضافية لتصبح نهائية.
وجاءت المصادقة على المخطط الاستيطاني الضخم، على الرغم من المعارضة "الشديدة" التي عبّرت عنها الولايات المتحدة إزاء التوسع الاستيطاني في الضفة المحتلة، والتصريحات العلنية التي صدرت عن المسؤولين في البيت الأبيض بهذا الشأن.
وفي وقت متأخر من مساء أمس، الثلاثاء، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في مؤتمر صحافي: "نحن قلقون للغاية إزاء خطة الحكومة الإسرائيلية بناء آلاف الوحدات الاستيطانية". وأضاف: "نعارض بشدة هذا التوسع الاستيطاني الذي لا يتماشى على الإطلاق مع جهود خفض منسوب التوتر ويضرّ بآفاق حلّ الدولتين".
وأعربت الإدارة الأميركية، خلال الأيام الأخيرة، في توجهات لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، عن احتجاجها على قرار سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، المصادقة على آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية.
كما حاولت الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن، الضغط على إسرائيل حتى "لا تقوم بهذه الخطوة، أو على الأقل تقليص عدد الوحدات السكنية التي ستتم الموافقة عليها"، بحسب ما أورد موقع "واللا"، أمس، نقلا عن مصادر قال إنها مطّلعة على الموضوع، دون أن يسمّها.
وكانت ما تسمى بـ"دائرة أراضي إسرائيل"، قد طرحت، يوم الأحد الماضي، مناقصات لبناء نحو 1,355 وحدة استيطانية جديدة في كل من "بيت إيل" (346 وحدة استيطانية جديدة)؛ "أريئيل" (729)؛"الكانا" (102)؛ "غيفع بنيامين" (96)؛ "عمانوئيل" (57)؛ "كارني شومرون" (22)؛ "بيتار عيليت" (1).
وفي هذا السياق، قال وزير البناء والإسكان الإسرائيلي، زئيف إلكين، الذي أوعز بطرح المناقصات الجديدة، إن "تعزيز وتوسيع الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة (الضفة المحتلة) أمر ضروري ومهم للغاية وفي صلب المشروع الصهيوني".
وأضاف أنه "بعد فترة طويلة من تجميد البناء في يهودا والسامرة، أرحب بطرح مناقصات لبناء أكثر من 1000 وحدة سكنية"؛ وتعهد إلكين، في بيان صدر عن مكتبه، بـ"مواصلة الحفاظ على الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة وتعزيزه".