منذ أسابيع يختار محمد اشتية رئيس الحكومة برام الله، محافظة من محافظات الضفة الغربية المحتلة لعقد الاجتماع الأسبوعي لحكومته وتقديم المشاريع لمن يقع عليها الاختيار، فيما يبدو واضحًا أنه لا يرى غزة جزءً من محافظات الوطن يجب زيارتها كسائر شقيقاتها.
وبرغم التشكيك في جدوى جولة اشتية على المحافظات، إلا أن إغفال غزة من الأجندة، يؤكد مرةً أخرى على أن حكومة اشتية انفصالية، وجدت لتخدم الضفة الغربية وحسب، بل بعض المحافظات هناك، في ظل الشكاوى المتكررة من حركة فتح نفسها، بوجود تقصير حكومي واضح في بعض المحافظات.
وتأتي الجولة والإعلان عن مشاريع لصالح المحافظات التي يزورها، في خضم شكوى السلطة من الأزمة المالية التي تعصف بها، نتيجة سوء استخدام الموارد المتاحة، وفقًا لما كشف عنه ديوان الرقابة المالية والإدارية ، بوجود فساد عميق في غالبية مؤسسة السلطة بما فيها هيئة مكافحة الفساد.
فكيف لأشتية أن يعلن عن مشاريع بعشرات ملايين الشواكل، فيما يشكك في قدرة السلطة على دفع رواتب الموظفين خلال المرحلة المقبلة، تمهيدًا لجولة أوروبية سيقوم بها في محاولة منها لحشد الدعم المالي لحكومته التي بدأت تتلمس الدول الأوروبية فسادها، كما جاء على لسان وزيرة خارجية السويد حينما قالت إن فساد السلطة يشكل جدارًا مانعًا للدعم السويدي لها.
ووفقًا لمصادر في السلطة، فإن جولة اشتية للمحافظات في الضفة إعلامية فقط، وأن الأموال التي يرصدها للمشروعات التي تطلب منه من فعاليات المحافظات وهمية كما جرت العادة، فيما يتباهى ببعض المشاريع التي لها دعم دولي مسبق، أو متوقع خلال العام الجديد.
وفي التعقيب على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف: "هل يعتبر عباس وشتيه جزء من الوطن حتى يعقد فيها مجلس وزراءه، وهل يستطيع اشتية تقديم حلا لمشاكل غزة حتى يأتي إليها؟ ثم هل حكومة اشتية حكومة وطنية حتى تزور كل الوطن.
وأضاف الصواف في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أنني لا اعتقد أن غزة تنتظر اشتية للحضور وهو وغيره يعلم ماذا تريد غزة وهو لا يستطيع أن يقدم حلول لها، ولو كان إشتية يريد غزة عليه أن يرفع كل العقوبات التي فرضت عليها، وأن يتعامل معها وفق القانون الاساسي لو كان يمتثل للقانون.
وأشار إلى أنه لو أراد أن يعقد مجلس وزراءه عليه أولا رد حقوق غزة سواء في الميزانيات والتي تصل إلى ٤٠%من ميزانية السلطة.
وتابع: "هل يستطيع حل قضايا الخليل وجنين وغيرها من المدن التي زارها وعقد فيها مجلس الوزراء؟؟، خيرًا فعل أشتية بإقصاء غزة من مشروعه".
وفي نهاية المطاف، تؤكد المواقف والأيام أن سلطة حركة فتح بكل مكوناتها قد ألغت قطاع غزة من حساباتها، وأبقت نطاق اهتمامها في أقاليم حركة فتح بالضفة، فيما لا تزال شكاوى المواطنين قائمة حول الفساد الحكومي في كافة القطاعات والمجالات الحيوية في الضفة.