مجددا الأراضي الفلسطينية تحت أطماع الاستيطان الإسرائيلي، هذه المرة إعلان إسرائيلي من حكومة تضم في ائتلافها كتلة عربية، وأمام إدارة أمريكية جديدة راهن المفاوض الفلسطيني كثيرا أن تكون مغايرة لما سبقها.
وصادقت حكومة الاحتلال على خطط تقضي ببناء نحو ثلاثة آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن متحدث باسم الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة توضيحه أن المجلس في جلسة اليوم أعطى الضوء الأخضر نهائيا لخطط بناء 1.8 ألف وحدة استيطانية، بالإضافة إلى موافقته بشكل أولي على بناء 1344 وحدة أخرى.
وهذه هي المرة الأولى التي تصادق فيها الحكومة الإسرائيلية على بناء وحدات استيطانية جديدة منذ تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن، مطلع العام الجاري 2021.
الإعلان الاستيطاني الجديد ترافق مع زيادة مضطردة في نسبة الاستيطان بالضفة المحتلة خلال العام الجاري، وصولا لمرحلة وجود مليون مستوطن بالضفة المحتلة.
مليونية الوجود (الإسرائيلي) تمثلت ضمن استراتيجيات الحكومة خلال السنوات الخمس الماضية، تحديدا في المناطق القريبة من القدس والضفة.
**تهديد ومصادرة
وبموجب اتفاق أوسلو، قسمت الأراضي الفلسطينية لثلاثة مناطق تخضع فيها منطقة c للسيطرة الأمنية والمدنية (الإسرائيلية) وهي منطقة المستوطنات وتشكل 61% من أراضي الضفة المحتلة.
مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس، أكدّ أن جهد الاحتلال ينصبّ حول وجود مليون مستوطن بالضفة خلال العام المقبل.
وقال دغلس لـ"الرسالة نت" إن هناك 184 مستوطنة و215 بؤرة استيطانية، يسكنها حاليا 735 ألف مستوطن بما فيها مستوطنات القدس.
وذكر أنّ الاحتلال يصر على إبقاء السيطرة على كامل المستوطنات بما فيها البؤر، مؤكدا أن كل مكان في الضفة قريب من القدس أو المستوطنات أو الجدار هو مهدد بالسيطرة.
وأوضح أن (إسرائيل) تستغل الدعم الأمريكي واللوبي الصهيوني ودعم الانجيليين، لفرض وقائع جوهرية في قضية المستوطنات لصالح وجود المستوطنين وزيادة أعدادهم وصولا لمليون مستوطن.
وخلال عام 2021، هدمت قوات الاحتلال مئات المنازل في مناطق مختلفة بالضفة بينها مئة منزل تقريبا في وادي الحمص شرق القدس المحتلة، فيما تهدد بإزالة 125 منزلا بالوادي خلال العام المقبل.
وقال وليد عساف وزير شؤون الاستيطان، "هناك 8 قرى مهددة في مناطق القدس، مشيرا الى 46 قرية مهددة بالترحيل ضمن مشروع شرق القدس".
وأوضح عساف لـ"الرسالة نت" أن عدد سكان وادي حمص يقارب لـ6 آلاف شخص تقريبا، مشيرا لوجود قرابة عشرة آلاف وحدة سكنية قرب حرم الجدار هي تحت طائلة التهديد بالهدم في أي وقت.
وذكر عساف أن 155 تجمع فلسطيني في المنطقة "ج" التي تخضع لسيطرة جيش الاحتلال مهددة بالهدم، بذريعة أنها غير معترف بها.
وتتخوف مئات العائلات المقدسية في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى من هدم منازلها، تحت ذريعة البناء دون ترخيص.
وقال عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب، إن الاحتلال يخطط لإقامة مشاريع تهويدية بمدينة القدس، وتحديدًا في سلوان، بهدف فرض مزيد من السيطرة على المدينة، وتغيير الوضع القائم فيها لإحلال المستوطنين مكان المقدسيين.
وأوضح أبو دياب لـ"الرسالة نت" أن طواقم البلدية الصهيونية صورت بعض المنازل، مما أثار مخاوف السكان من هدم منازلهم خلال الأيام أو الأشهر القادمة، كونها مهددة بالهدم وطرد سكانها منها بأية لحظة.
** الموقف الأمريكي
في ضوء ما سبق، لم يبرح الموقف الأمريكي موقع الإدانة والتعبير عن القلق من تفشي الحالة الاستيطانية، لا سيما في عهد إدارة تراهن السلطة الفلسطينية عليها بأن تكبح جماح الاستيطان.
الموقف الأمريكي وإن كان يحمل في طياته ادانة للسلوك الإسرائيلي، الا ان الاكتفاء بالإدانة دون أي إجراءات يعد بمنزلة تواطؤ، بحسب القيادي في حركة فتح عبد الله عبد الله.
وذكر عبد الله لـ"الرسالة نت" أنّ الموقف الأمريكي سبّب حالة إحباط للجانب الفلسطيني، ولم يبرح مربع خطوات بناء الثقة التي يستغلها الجانب الإسرائيلي لتعزيز واقعه الاستيطاني بالضفة.
وبين أن هذه الوحدات تمثل اختبارا حقيقيا للإدارة الامريكية وتعبيرا عن فشل الإدارة في مواجهة السلوك الإسرائيلي اليميني، معتبرا أن ذلك يعد محاولة إسرائيلية لفرض وقائع على الأرض قبل التوصل لاي محاولة لعملية تفاوضية، وإصرار على دفن حل الدولتين.
هي إذن محاولة لفرض واقع من طرف الاحتلال وبناء على رؤية سياسية منه يفرضها على الفلسطينيين، بحسب عبد الله.