لم يكتف الاحتلال بحكم نائل البرغوثي المحكوم بعدة بمؤبدات وفق السياسة الإسرائيلية والتي تجعله الأطول حكما في سجلات الأسر فعاود اعتقاله قبل ثلاث سنوات، وهو المفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار، والآن يريد أن يعيد إليه الحكم المؤبد مرة أخرى.
وبعد انتهاء محكوميته البالغة 32 شهرا بأيام، أعاد الاحتلال مع بداية العام الحالي في محكمة الاحتلال العسكرية في "عوفر"، الحكم السابق للأسير نائل البرغوثي بالسجن المؤبد و18 عاماً.
ويوم الخميس الماضي عقدت المحكمة بناء على التماس قدمه محامي الأسير نائل البرغوثي للاعتراض على قرار إعادة حكم المؤبد، وانتهت الجلسة دون حضور الأسير إلى قاعة المحكمة، كما أن المحكمة لم تحدّد موعداً لإصدار القرار.
وعلق حسن عبد ربه المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى على جلسة الاستئناف قائلا: جلسات الاستئناف لن تفيد أبدا لأن "إسرائيل" ستتمسك بورقتين للاستفادة منهما في ملف المفاوضات على صفقة جديدة، منها ورقة ستين أسيرا من المفرج عنهم في صفقة شاليط وقد أعاد الاحتلال اعتقالهم وبقي منهم 43 أسيرا منهم نائل البرغوثي.
والورقة الثانية – حسب عبد ربه- هي ملف جثامين الشهداء التي صودرت ومنهم شهداء الحركة الأسيرة، مضيفا:" وستحاول " إسرائيل" التضييق ما أمكنها للاستفادة من كل هذه الأوراق على طاولة التفاوض.
لكن الأمل لا زال حاضرا في حديث الأسيرة المحررة إيمان نافع زوجة الأسير نائل البرغوثي والتي لا زالت تنتظر خبرا من المحكمة العليا بالنظر في الالتماس المقدم ويفرج عن الأسير نائل.
وتقول نافع إن زوجها اعتقل وحكم عليه بالسجن 32 شهرا على خلفية خطاب قدمه في جامعة بيرزيت، ولم تكن هناك تهمة واضحة موجهة إليه، والآن بعد أن أتى موعد الافراج عنه وانتهاء محكوميته، فوجئت العائلة بتمديد فترة الاعتقال لشهرين آخرين على خلفية ما يسمى " الملف السري".
والملف السري هو تهمة موضوعة في أدراج المحاكم (الإسرائيلية) لا يعرف محتواه ويعتقد الجميع أنه وهمي لاختلاق تهم كذريعة للاعتقال دون سبب، حتى أن أحد الأسرى كشف أن سبب اعتقاله لخمس سنوات كان مكالمة مع أحد الأقارب في قطاع غزة، فرأى الاحتلال خوفا من الأسرى أمثال البرغوثي أن يحول الحجة إلى مصطلح " الملف السري".
بدوره حضر المحامي جواد بولص جلسة الاستئناف، والتي ستكون نتائجها عبارة عن إشارات عن تقدم أو تأخر المفاوضات بشأن الأسرى كما تقول زوجة البرغوثي، والتي تضيف في حديثها: "آمل أن يتم الافراج عن نائل، خاصة أن الحكم غير انساني وظالم، وهو من الأسرى المفرج عنهم مسبقا ضمن صفقة لها معايير وشروط دولية ووفق وساطة دول كبرى يجب أن تتدخل في قضية الأسرى المعاد اعتقالهم".
ويعتبر نائل البرغوثي أطول من قضى حكما بالاعتقال داخل السجون الإسرائيلية في تاريخ الحركة الأسيرة والتي وصل مجموعها لواحد وأربعين عاما قضى منها (34) عاماً بشكل متواصل، فقد خلالها معظم أقاربه وأبويه وإخوته.
من الجدير ذكره أن كتائب القسام كانت قد اشترطت أن أي صفقة مقبلة لتبادل الأسرى لن تتم الا بالإفراج عن الاسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار، الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم.