أكدت حركة حماس على أن المقاومة بكل أشكالها من الشعبية وحتى المسلحة، ستظل خيارًا مشروعًا أثبت جدواه، ولا تراجع عنه لاسترداد حق شعبنا المسلوب وكنس الاحتلال.
وشددت الحركة في بيان لها في الذكرى الـ104 على وعد بلفور المشؤوم على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأوطانهم التي هجروا منها هو حق شرعي وقانوني ثابت، ومكفول بالقوانين الدولية، والقرارات الأممية، ولا تراجع عنه ولا تفريط فيه أو المساومة عليه.
وقالت الحركة: "لقد ارتكبت بريطانيا مجزرة تاريخية بحق شعب له وجود وثقافة وتاريخ؛ وهي ملزمة اليوم بالتكفير عن خطيئتها بإعادة الحقوق لأهلها، والاعتذار العملي للشعب الفلسطيني بعودة اللاجئين الذين هُجروا من أرض فلسطين التاريخية موطنهم الأصلي، وتعويضهم عما لحق بهم، ودعم حقهم في الحرية والاستقلال".
ووجهت "التحية كل التحية لشعبنا المرابط في القدس وغزة والضفة وال 48 والشتات والمنافي على صموده وثباته وتصديه لكل المؤامرات والمخططات التي تهدف إلى تصفية حقوقنا الوطنية، وإثباته أنه عبر تعاقب السنين يزداد ارتباطنا بحقنا وإصرارنا على مقاومة عدونا".
وأضافت: "نحيي أهلنا في القدس وهم يقفون سدًا منيعًا في وجه المخططات الصهيونية الشرهة لقضم الهوية والتاريخ في القدس، وهم بذلك إنما يؤكدون أن المستقبل لهذا الشعب الصامد الذي لم يتنازل عن حقه، كما ندعو الأمة العربية والإسلامية إلى نصرة القدس وقضاياها في هذه المرحلة الحساسة".
وأكملت"إيماننا وسعينا الدؤوب لتحقيق الوحدة الوطنية كضرورة استراتيجية تستلزم العمل من أجلها من قبل كل مكونات الشعب الفلسطيني، لبناء استراتيجية صمود ومقاومة للاحتلال الذي نتج عن هذا الوعد المشؤوم".
وتابعت: "104 من الأعوام تمر على الجريمة التي ارتكبها المدعو بلفور يوم أن تعهد للصهاينة بوطن على فلسطين الأرض التي لا حق لهم فيها ولا مكان، ومنذ ذلك اليوم ومأساة الشعب الفلسطيني مستمرة بين نهب للأرض، وتشريدٍ منها، وقتلٍ لشعبها واعتقال".
وأردفت: "وجدت الصهيونية ضالّتها في هذا "الوعد" الباطل غير الشرعي وغير القانوني، في ترويج مشروعها بإقامة وطن قومي يهودي على الأرض الفلسطينية، وصولًا إلى إنشاء كيانهم الصهيوني عام 1948".
وقالت: "تتكرر الذكرى وما زال شعبنا الفلسطيني في معاناة متواصلة من قمع وقتل وتهجير، والمجتمع الدولي يواصل صمته، وأمريكا تمارس الدور ذاته الذي مارسته حليفتها بريطانيا في سعيها إلى استنساخ وعود جديدة مغلفة بمسميات حديثة، وهي ليست بأقل شؤمًا ولا أهون خطرًا من مؤامرة بلفور".
وأكدت أن "شعبنا الفلسطيني وقف سدًا منيعًا أمام هذا الوعد المشؤوم، وقدم نموذجًا فريدًا في مقاومته والتصدي له، لكن المؤامرة كانت أكبر منه ومن مقدراته، واستمرت بريطانيا في تقديم الدعم السياسي واللوجستي للمشروع الصهيوني حتى احتلال فلسطين عام 1948، وهي بالتالي تتحمل وزر هذا الوعد من حيث إصداره وتبنيه".
وأكملت: "إن شعبنا الفلسطيني أكد على مر التاريخ، ورغم الكثير من المحطات الدموية والمؤلمة والكثير من القرارات الباطلة والمؤامرات الدولية، تمسكه بوطنه فلسطين، وأنها لا تزال تسكن قلبه وروحه، وأن لديه الاستعداد للتضحية من أجل حريته واستقلاله، وأنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يتخلى عن ذرة تراب منها".