قائمة الموقع

قرن من الوعد المشؤوم.. مأساة تتجدد وخيمة تتمدد!

2021-11-02T17:15:00+02:00
بلفور
الرسالة نت – محمود هنية

على أطراف فلسطين المحتلة لجأ قرابة مليون ونصف فلسطيني عام 1948، كما تروي سطور الحكاية الفلسطينية التي بدأت كتابتها مع وعد بلفور المشؤوم عام 1917، حيث استحلت الأرض الفلسطينية وقدمت هدية لكيان جمع شتيت قومه من أصقاع الأرض.

ورغم الاعتقاد أنها النهاية لكنها كانت بداية لصراع مرير، تحولت فيه الأدوات من أداة عبرية مباشرة في أحيان كثيرة، إلى أياد عربية هذه المرة تحقق ما يرنو إليه "حاخام" الدولة العبرية وساساتها من استمرار تهجير الشعب الفلسطيني.

مأساة بدأت باللجوء لمناطق الشتات المحيطة بفلسطين، ليستقر المقام في الأردن ولبنان وسوريا تحديدا، ومنها تهجر غالبيتهم أولا من الأردن، ثم مرورا بسوريا ولبنان.

في سوريا ومع أحداث الانقسام الدموي في البلاد، دفع الفلسطينيون ثمنا باهظا تهجر إثره غالبيتهم اما داخل سوريا وفي خارج مخيمات، أو خارج سوريا أصلا.

سوريا!

تفيد الأونروا، في آخر إحصائية صدرت عنها، أنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين ينتمون إلى الفئات "الأشد عرضة للمخاطر" في سورية، وصل إلى 135 ألف لاجئ.

وبحسب الوكالة، فإنه "بعد عشر سنوات من بدء التظاهرات في سورية، نزح أكثر من نصف مليون لاجئي فلسطين في البلاد مرة واحدة على الأقل بسبب النزاع الوحشي الذي أعقب ذلك، بمن في ذلك 120 ألفاً منهم بحثوا عن الأمان في البلدان المجاورة، وخاصة لبنان والأردن وخارجها".

ودفع تدمير المخيمات لنزوح الآلاف من العوائل للشمال السوري على الحدود التركية، لتجد نفسها رهينة للفقر والجوع والحرمان التي تقوض حيواتهم.

وقتل ما يزيد عن 3980 لاجئا أثناء الاحداث الدموية الجارية في سوريا منذ ثمانية أعوام، وأكثر من 280 ألف مهجر فلسطيني داخل البلاد، تبعا لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا.

ويتوزع اللاجئون المشردون خارج سوريا، ما بين قرابة 28 ألف تبقوا في لبنان ويعانون من أزمات اغاثية وقانونية، وقرابة 18 ألف لاجئ تقريبا نزحوا للخارج، وفي غزة تبقى منهم قرابة 300 من أصل الف نزحوا للقطاع، تبعا لإبراهيم العلي مدير قسم الدارسات والتقارير في مجموعة العمل لأجل فلسطيني سوريا.

وقال العلي لـ"الرسالة نت" إنّ 10 آلاف لاجئ فلسطيني يتواجدون في تركيا، و1400 عائلة فلسطينية نزحت للشمال السوري وجميعها تعاني من أوضاع إنسانية صعبة، خاصة وان مساعدات الاونروا لا تصل اليهم كما أنهم لا يتلقون مساعدات من الجهات الأخرى بوصفهم تحت ولاية الاونروا.

وأوضح أن الأونروا تسجل عدد الفلسطينيين حاليا بسوريا بـ460 ألف فلسطيني من أصل 560 ألف، 95% أصبحت مساعدة الوكالة هي الدخل الرئيسي لهم".

وتبعا للعلي، فإن قرابة 4 آلاف لاجئ عالقين في الجزر واثينا لا يستطيعون مغادرتها ويرزحون تحت أوضاع إنسانية قاسية.

وذكر أن سكان هذه المخيمات يعانون من فقر مدقع نتيجة الأزمة، فيما استشهد أكثر من 600 فلسطيني تحت التعذيب سواء في سجون النظام أو المعارضة.

وقال إنّ سكان مخيمي اليرموك والحميدات لم يعودوا لهذه اللحظة، فيما جرت عودة جزئية لبعض المخيمات كدرعا والحسينية وسبينية.

ولفت العلي إلى أنّ 750 لاجئا مغيبون قسريا في السجون، و330 لاجئا في عداد المفقودون.

وعن النازحين بالخارج، بيّن العلي أن 28 ألف لاجئ نزحوا في لبنان يعيشون في ظروف إنسانية قاهرة للغاية، "فالتضييق لم يسلم منه الفلسطيني الذي عاش في لبنان منذ سبعين عاما، فكيف بمن نزح من سوريا؟".

وفي تركيا تمكث 2400 عائلة أغلبها لا تحمل بطاقات الحماية والانتقال، وهي مهددة بالترحيل والاعادة لسوريا في أي لحظة، تبعا لقوله.

النازحين بغزة

في قطاع غزة، تفاقمت المعاناة أكثر لدى من تبقى من النازحين الفلسطينيين في القطاع، بعدما غادرها 60% منهم تقريبا.

وقال عضو لجنة متابعة اللاجئين السوريين بغزة عمر عودة: "عدد العوائل التي نزحت لغزة منذ بداية الأحداث في سوريا عام 2011، حوالي 365 أسرة، بقي منها حوالي 160 أسرة تقريبا".

وأوضح عودة في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" "إن 60% من العوائل التي نزحت من سوريا لغزة بفعل الحرب، غادروا القطاع بفعل ظروفهم الإنسانية القاسية".

وأضاف: "لو أتيحت للأسر المتواجدة حاليًا في القطاع فرصة المغادرة، فلن تتردد، فليس هناك أي ركيزة يمكنهم البناء عليها في القطاع".

ووفق عودة، فإن "الأونروا" أوقفت مساعداتها "بدل الإيجار" عن اللاجئين، منذ ما يزيد عن عام".

لبنان!

تدافع الأزمات في لبنان أدّت إلى ارتفاع كبير في نسب البطالة والفقر داخل المخيمات، أوصلتها حد الحاجة لتأمين وجبات الطعام الأساسية لمئات آلاف الأسر، في إشارة تعكس حجم تفشي الأزمة الاقتصادية بحسب مراقبين فلسطينيين في لبنان.

مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" في لبنان علي هويدي، أوضح لـ"الرسالة نت" أن نسبة البطالة قفزت عن 90%.

وقفزت مؤشرات الفقر عن 80% بمخيمات اللجوء، خاصة بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان الذي يعيش ظروفا اقتصادية صعبة.

وزاد فايروس "كورونا" الطين بلة لدى البلد المتدهور اقتصاديًا، ما انعكس بشكل سلبي على أوضاع اللاجئين، خاصة بعد الارتفاع الجنوني بالأسعار الذي وصل لـقرابة 400%، بحسب هويدي.

4 فئات

وأوضح أن الفلسطينيين في لبنان ينقسمون لـ4 أقسام، "اللاجئ المسجل في لبنان بشكل رسمي، والمهجر من سوريا، وفاقدو الأوراق الثبوتية، وغير المسجلين".

يتكبد المهجرون من سوريا وفاقدي الأوراق الثبوتية ثم غير المسجلين المعاناة الأكبر، الى جانب اللاجئ المسجل في لبنان بشكل رسمي.

وبحسب آخر إحصائية قامت بها الدولة اللبنانية فإن عدد الفلسطينيين لا يتجاوز 250 ألفا في لبنان.

وساهمت تقليص خدمات الاونروا بتفاقم المعاناة كذلك.

وتشرف الأونروا على 16 مخيما رسميا في لبنان، كما أن سكانها محرومون من 70 مهنة رسمية في البلاد.

 

 

اخبار ذات صلة