في اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، تواصل (إسرائيل) ملاحقتها للعاملين في مجال الاعلام على الأراضي المحتلة فتصادر أدواتهم وتقمع أصواتهم وتعتقلهم، بدلا من احترام حرية الرأي والتعبير.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت، قرارا في جلستها الثامنة والستين عام 2013، يقتضي بأن الثاني من نوفمبر كل عام سيكون "اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين" وقد حث هذا القرار الدول الأعضاء على اتخاذ تدابير محددة لإنهاء الافلات من العقاب.
ويدين هذا القرار التاريخي جميع الهجمات وأعمال العنف التي ترتكب في حق الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، كما يحث الدول الأعضاء على بذل قصارى جهودهم لمنع العنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائل الاعلام .
ويدعو لمساءلة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين وتقديمهم للعدالة، كما يشير لَضرورة ضمان حصول الضحايا على العلاج المناسب ويدعو الدول إلى تعزيز بيئة آمنه ومواتية للصحفيين لممارسة عملهم بشكل مستقل ومن دون أي تدخل غير مبرر.
طفح الكيل
ولأن (إسرائيل) تضرب بعرض الحائط كل القرارات والقوانين، استدعت مخابرات الاحتلال أمس الصحافية بشرى الطويل من البيرة للتحقيق معها في معسكر عوفر غرب رام الله، ويأتي ذلك بعد 25 يوماً فقط من الإفراج عنها إثر اعتقال إداري استمر 11 شهراً في سجن الدامون.
واعتقلت بشرى في التاسع من نوفمبر 2020 أثناء مرورها عن حاجز عسكري جنوب مدينة نابلس، وحولتها سلطات الاحتلال للاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر، تم تجديده لأكثر من مرة.
تقول الطويل "للرسالة" إنه تم استدعاءها للتنغيص عليها وهذا الأمر اعتاد عليه الصحفيون في الضفة المحتلة وإذ يعتبرونه شيء روتيني ينفذه الاحتلال بعد الافراج عنهم من السجون، مشيرة إلى أن الاستدعاء كان بصيغة التهديد والوعيد وعدم تخطي الخطوط الحمراء في عملها الصحفي.
وتوضح الطويل أنها تمارس عملها بشكل طبيعي حيث تلتقط الصور في الفعاليات وتعود لبيتها، لكن من خلال التحقيق معها تبين أن الاحتلال يلاحقها بسبب عملها الصحفي وليس كما يدعي أنها تنمي لمنظمة معادية.
وتقول الطويل "طفح الكيل" بسبب ما يدفعه الصحافي ثمنا لصورة والكلمة الحرة، مطالبة بضرورة التحرك الإعلامي على المستوى العربي والدولي من قبل الإعلاميين والنشطاء والمؤسسات الدولية الحقوقية بعيدا عن الحكومات المتواطئة مع الاحتلال.
وفي السياق ذاته أصدر الاعلام الحكومي بغزة بيانا بمناسبة "اليوم العالمي لإنهاء الافلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين"، جاء فيه أن الاحتلال يعتقل في سجونه 19 صحافيا، وأن الانتهاكات الإسرائيلية بلغت 881 خلال عام2021م.
وأكد البيان أن الاحتلال استهدف الشهيد يوسف أبو حسين خلال قصف منزله في قطاع غزة خلال الحرب على قطاع غزة خلال شهر مايو، واصابة 13 صحفي خلال العدوان.
وأشار البيان أن حالات الاعتقال والاحتجاز والاستدعاء والابعاد والحبس المنزلي بحق الصحفيين بلغت 139 حالة، موضحا أنه تم رصد 184 انتهاك من خلال منع الصحفيين من التغطية وتعطيل عملهم، كما وتم تسجيل عدد 158حالات اتهام وتهديد وتحريض مواقع وصفحات ضمن إطار محاربة المحتوى الفلسطيني.
وأكد أنهم سجلوا 117 حالة اقتحام ومداهمة يتخللها تحطيم وسرقات وتدمير، من بينهم 23 تدمير منازل بغزة، و57 مؤسسة إعلامية واعلانية في قطاع غزة خلال العدوان، بالإضافة إلى تسجيل 37حالة مصادرة معدات وسحب هويات ومنع من السفر، وتسجيل عدد 25حالة تعذيب ومضايقات داخل السجون وفرض غرامات مالية بحق الصحفيين.