الرسالة نت-كمال عليان
استقبل المزارعون الغزيون أمطار الخير التي هطلت على قطاع غزة بتفاؤل كبير لما تعكسه من ايجابيات كبيرة على انتاجهم الزراعي من محاصيل وأشجار مثمرة وزيادة في المسطحات الخضراء الصالحة للرعي، بحسب ما تحدثوا.
وأكد مزارعون لـ"الرسالة نت " أن الأمطار ستكون مبشرا لموسم زراعي جيد، بعد التأخر الواضح في سقوط الأمطار الأمر الذي جعلهم يفقدون الأمل في الزراعة هذا الموسم.
وكانت كميات من الأمطار قد سقطت على قطاع غزة قبل عدة أيام الأمر الذي جعل التفاؤل والأمل يتسلل إلى قلوب المزارعين الفلسطينيين بعد فقدهم الأمل في محصول زراعي جيد هذا العام.
"اللهم زد الخير"
وبينما كان المزارع محمود سلطان من محافظة الشمال يقلب في التربة أعرب عن أمله في أن تكون هذه الأمطار مستمرة، مشيرا إلى أن أمطار الأيام الماضية كانت شحيحة مما اضطرهم لاستخدام صهاريج المياه لسقاية المزروعات.
وحول الثروة الحيوانية ومزارع الأغنام التي يمتلكها قال وهو يرفع كفيه إلى السماء:" اللهم زد من الخير والأمطار واجعل هذا الموسم خيرا علينا"، مبينا أن الأعشاب التي ستنمو بفعل المطر ستخفف من عبء الارتفاع الأخير أسعار الأعلاف.
وليس بعيدا عنه كان يجلس المزارع أبو محمد يونس ينظر إلى أرضه بتفاؤل كبير بعد سقوط كمية لا بأس بها من الأمطار عليها، مبينا أنه استقبل نبأ المنخفضات الجوية بفرح شديد "فالأمطار تدفعه للاهتمام بأرضه مجدداً بعد فقده الأمل في زراعتها هذا الموسم.
ولم يخف يونس تخوفه من قلة الأمطار في الفترة الماضية بعد تأخر سقوطه بل أنه كان ينوي شراء خزانات من المياه لري محصول الشعير، والفول الأخضر، والبطاطا، بعد أن بدأت علامات الذبول والجفاف تظهر على محصوله.
يحقق انتعاشا
وبعدما انتهى الحاج الستيني أبو سلطان من صلاة الظهر في أرضه الخضراء في منطقة العطاطرة تحدث للرسالة عن تفاؤله بهذا الموسم متوقعا أن يكون للأمطار الأخيرة انعكاس طيب على المراعي وأن تحقق انتعاشا في المناطق الزراعية المترامية على كافة أطراف منطقته.
وبجانبه كان يجلس جاره المزارع أبو فيصل الذي أبدى استبشاره بأمطار الخير التي هطلت مؤخرا مما شجعه على التوسع في زراعة الخضروات، مبينا انه موسم يدعو إلى التفاؤل ونعمة من نعم الله بعد الضائقة المائية في الأيام الماضية.
وقال أن توفر الأمطار يمد في عمر المراعي الخضراء وينعكس على أسعار الأعلاف التي ارتفعت في الوقت الأخير ، كما أن الأمطار تقضي على الآفات التي تصيب المزروعات.
وطالب وزارة الزراعة بالقيام بزيارات إرشادية إلى المزارعين خاصة بما يتعلق في مكافحة بعض الآفات الزراعية التي تسبب خسائر كبيرة للمزارعين سواء من الحشرات أو انتشار الفئران والجرادين.
نستبشر خيرا
بدوره يرى المهندس نزار الوحيدي خبير المياه الفلسطيني في وزارة الزراعة أن الموسم قد تأخر ولكنه لم ينته بعد، موضحا أن تأخر موسم الأمطار إلى شهر كانون الأول أمر طبيعي وغير مقلق.
وأشار الوحيدي في حديثه لـ"الرسالة نت " إلى أن الأمطار لا تزال قليلة ولكنها منشطة للمزارعين لما لها من آثار حيوية خاصة في المحاصيل الزراعية، مبينا أن المزارعين يستبشرون بكل قطرة مياه تسقط من السماء.
ونصح خبير المياه المزارعين بالصبر والتأني بالنسبة إلى المحاصيل الزراعية، داعيا إياهم إلى ري المحاصيل الزراعية التي تحتاج إلى الري اليدوي إلى أن تسقط كمية أمطار في وقت قادم.
لحظات سبتمبر أيلول قليلة تلك التي عايشت "الرسالة نت" فيها المزارعين الفلسطينيين لاحظت من خلالها أن الأمل ما زال موجودا عندهم وأن التفاؤل يملأ قلوبهم رغم قلة كمية الأمطار التي سقطت في الأيام الماضية.