قائمة الموقع

بعد جدار الأنفاق.. "إسرائيل" تحصن غلاف غزة من "الكورنيت"

2021-11-03T12:58:00+02:00
الرسالة نت- محمود فودة

لا تكاد تنتهي (إسرائيل) من حماية مستوطنيها من أحد أخطار المقاومة حتى يخرج لها خطر جديد يهدد حياة المئات من القاطنين في مستوطنات غلاف غزة، فبدأ جيش الاحتلال في بناء جدار خرساني حول المناطق التي تتعرض لصواريخ مضادة للدروع.

وفي التفاصيل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل على حماية مستوطنات غلاف غزة عبر بناء جدار خرساني حول المناطق التي تتعرض للنيران بشكل مباشر.

وأوضحت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، أن وحدات الهندسة في الجيش بدأت أعمال البنية التحتية لوضع جدار خرساني طويل عند مدخل مستوطنة في منطقة المجلس الإقليمي شاطئ عسقلان، لمواجهة تهديد الصواريخ المضادة للدروع نحو مستوطنات غلاف غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن أجزاء من تلك المنطقة تتعرض لنيران مباشرة، مؤكدةً أن بناء الجدار الخرساني سيكون على غرار الجدار الموضوع عند مدخل "كيبوتس إيرز"، وسيُقام الجدار الجديد في غضون أسبوعين.

ويأتي البدء في بناء جدار حماية المستوطنات من صواريخ المقاومة ورصاصها، بعد أن انتهى العمل في جدار حمايتها من خطر الأنفاق الأرضية، الذي استمر عدة سنوات، إلا أن الاحتلال ما يزال يتخوف من إمكانية اختراق الأنفاق للحدود حتى بعد الجدار، وكذلك إمكانية كسر الجدار بتفجير سيارات مفخخة فيه.

وكان الاحتلال قد اتجه لزراعة أشجار عالية الارتفاع في كافة مستوطنات غلاف غزة لحجب الرؤية عن المقاومة الفلسطينية، التي تفننت خلال السنوات الماضية في اصطياد جيبات الاحتلال ومستوطنيه العاملين في المنطقة من خلال صواريخ الكورنيت وغيرها من الصواريخ المضادة للدروع التي تمتلكها المقاومة.

ويسعى الاحتلال بكل السبل والوسائل لتخفيف أضرار القوة العسكرية للمقاومة الفلسطينية في غزة، في ظل تطورها في البر والبحر وكذلك الجو، وهذا ما ظهر جليًا خلال جولات التصعيد الأخيرة، حتى أنها أحدثت صدمة لدى قيادات الاحتلال العسكرية والسياسية.

وفي التعقيب على ذلك، قال العميد متقاعد رفيق أبو هاني الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية  إن أصل العقيدة العسكرية الإسرائيلية تعتمد على الدفاع والأمن لضمان استمرار وجودها وليس الهجوم والقتال.

وأضاف أبو هاني في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن لدى الاحتلال استراتيجية عميقة تسعى لإيجاد الأمان للمستوطنين في كافة المناطق، خصوصا الأطراف المتاخمة للحدود، وفي مقدمتها غزة ولبنان بصفتهما أكثر المناطق سخونة من الناحية الأمنية.

وأوضح أن الاحتلال يحاول إظهار الأمن لمستوطنيه، وكذلك تصدير صورة الأمن للخارج، بهدف استقطاب المهاجرين إلى الكيان، في ظل حالة القلق من الوضع الأمني، خصوصا بعد معركة سيف القدس، التي هزت صورة الاحتلال أمام العالم، ودفعت الكثيرين للتفكير مليًا قبل الهجرة إليه.

وبيّن أنه على مستوى التاريخ العسكري الإسرائيلي تتركز العقيدة على الاحتماء وراء الجدر، والاحتلال يحيط غزة بستة تحصينات وجدر، وهي جدار أسلاك، وجدار اسمنتي علوي، وتحت أرضي، ومجسات والكترونيات، وحقول ألغام.

وأكد أن ما سبق يدلل على قوة المقاومة الفلسطينية ونشاطها الدؤوب لتطوير قدراتها العسكرية، بما يدفع الاحتلال للبحث عن حلول لهذا التطور المستمر، وهذا يشير إلى تقدم لصالح المقاومة وتراجع للاحتلال، في ظل أن الهجوم بات سمة المقاومة الفلسطينية، والدفاع سمة الاحتلال، وليس كما جرت العادة.

ويشار إلى أن عديد المستوطنين والجنود قتلوا خلال السنوات الأخيرة نتيجة استهداف المقاومة الفلسطينية لا سيما كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس لقوات الاحتلال ومستوطنيه بقذائف مضادة للدروع وكذلك رصاص القناصة، والمدافع الرشاشة الثقيلة.

اخبار ذات صلة