جددّت عوائل بحي الشيخ جراح، تأكيدها وجود اجماع وطني بين العوائل، برفض أي تسوية مع المستوطنين.
بحسب العوائل التي تحدثت لـ"الرسالة نت"، فإنها قدمت تأكيدا عبر المحامي لمحكمة الاستئناف بالقدس، رفضها تقديم أي تسوية مع مستوطنات الاحتلال.
استمرار العهد!
بدوره، أكدّ أبو العلاء سكافي أحد أعضاء لجنة حي الشيخ جراح، وجود اجماع لدى عوائل الحي برفض أي تسوية مع مستوطني الاحتلال.
وقال سكافي لـ"الرسالة نت" إن العوائل جميعا تؤكد عدم الاعتراف بملكية المستوطنين بالأرض".
وأضاف: "العهد هو العهد ولن نفرط بشبر واحد من أرضنا، ونرفض أي تسوية لا تحمي حقوقنا".
وذكر أن الانباء التي تحدثت عن قبولهم للتسوية تهدف لإشاعة حالة الإحباط لدى الجمهور والادعاء بأن أهالي الحي تنازلوا عن ارضهم وقضيتهم".
من جهته، أكدّ نبيل الكرد أحد سكان حي الشيخ جراح، أن أهالي الحي جميعا رفضوا اقتراح المحكمة الإسرائيلية بإجراء تسوية مع المستوطنين الإسرائيليين، ورفع محاميهم بشكل رسمي رفض الحي لهذه التسوية.
ونفى الكرد بشدة الانباء التي تحدثت عن موافقة بعض الأهالي للتسوية، مضيفا: "هذا كذب وعار عن الصحة ولا أحد مخول أن يتحدث نيابة عن أهالي الحي".
وأوضح أن ملكية الأرض تعود أساسا للحكومة الأردنية التي كان يفترض ان تملكنا إياها في شهر ابريل من عام 1967، لكنّ مع اندلاع الحرب لم يتسنى استكمال هذه التمليكات.
وبين الكرد أنه تم الاتفاق بحسب كل التفاهمات اللاحقة بين (إسرائيل) والأردن والأمم المتحدة، بضرورة استكمال إجراءات الحكومة الأردنية في تمليك الأراضي.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال استكملت جرائم الحرب والتطهير العرقي.
وذكر أن المحكمة الإسرائيلية عدّت هذا التسجيل مبدئي وغير مستكمل، وطلبت اجراء تسوية مع المستوطنين، فيما أعلن وبشدة أهالي الحي رفضهم اجراء أي تسوية معهم، بحسب تعبيره.
من جانبه، أعلن رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المحتلة المطران عطالله حنا وجود اجماع وطني من مختلف القوى والفعاليات الشعبية والأهلية، إلى جانب موقف العوائل، برفض أي تسوية في حي الشيخ جراح لا تأخذ تثبيت ملكية الأراضي لأهالي الحي.
وقال حنا لـ"الرسالة نت" إنّ هذا الموقف ينسجم مع اجماع أهالي الحي الذين أكدوا رفضهم أي صيغة تتحدث عن استئجار أو حماية أو غيرها، فجميع هذه الصيغ غير مضمونة.
وذكر حنا أن قرار المحكمة سيأتي بعد النظر لكل هذه الردود، "لا نعرف ان كانت سترد الاستئناف أو ستقبله أو تخرج بصيغة أخرى".
** الحي في سطور!
ويعود تاريخ الحيّ إلى ما قبل أكثر من 900 عام، وأخذ اسمه من الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، وهو طبيب القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي.
ويبلغ عدد العقارات في الحيّ 28 منزلًا يقطنها نحو 500 فلسطيني، وتوصلت هذه العائلات عام 1956، وجميعها من اللاجئين الذين فقدوا منازلهم عقبة نكبة فلسطين عام 1948، إلى اتفاق مع وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" على توفير مساكن لها بحي الشيخ جراح.
وتبقى من مساحة حيّ الشيخ جراح نحو ألف دونم للفلسطينيين، ويقطن فيه أكثر من 3 آلاف فلسطيني، فيما صادر الاحتلال آلاف الدونمات من أراضي المواطنين وأقام عليها ثلاث مستوطنات تُعرف بـ "التلة الفرنسية".
وخلال الأشهر الماضية توجهت الأنظار نحو قضيّة حي الشيخ جراح، لا سيما في ظل الملاحقة الإسرائيلية لـ 4 عائلات لإخلاء منازلها ما أدى فلتفجير الأوضاع بسائر الأراضي الفلسطينية في مايو/ أيار الماضي.
وفي أكتوبر/ تشرين أول الماضي، عرضت محكمة إسرائيلية على عائلات فلسطينية بالحيّ، البقاء في منازلهم كـ"مستأجرين" لمدة 15 عام، أو حتى يتم التوصل إلى ترتيب آخر.
وقررت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، أمس الأربعاء، إقامة روضة أطفال في حي الشيخ جراح؛ لتعزيز وجود المستوطنين في الحي.
وسلمت محكمة الاحتلال، أمس الأربعاء، 7 عائلات مقدسية قرارات إخلاء من منازلهم في الحي الغربي من الشيخ جراح بالقدس.
وذكرت مصادر صحفية، أن شركة "فيلبين إينك" طالبت العائلات بإخلاء منازلهم في حي الشيخ جراح، بزعم أنها المالكة للعقارات.