أعاد ما كشفته قناة الجزيرة القطرية في برنامج "ما خفي أعظم" الطريق للحرية، ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال إلى الواجهة من جديد، خاصة وأنه كشف عن لقطات حصرية توثق جانبا من المعاناة المريرة التي يعيشها الأسرى من قمع وتعذيب داخل المعتقلات الإسرائيلية.
الأهم كان الكشف عن مقطع فيديو لحركة تطلق على نفسها حرية تتبنى خطف (إسرائيليين) كانا في مهمات أمنية خارج "إسرائيل"، ويظهر المخطوفَين الاثنين مع صور أوراق ثبوتية إسرائيلية ويعرفان نفسيهما بأنهما ديفيد بيري وديفيد بن روزي".
وبين أن خاطفي الإسرائيليين تكتموا على مكان الاحتجاز وربطوا مصيرهما بالإفراج عن أسرى فلسطينيين، مما يعني زيادة غلة جنود الاحتلال الإسرائيليين المفقودين داخل قطاع غزة وخارجه.
وتمكن برنامج "ما خفي أعظم" من كشف أسماء وصور ضباط إسرائيليين شاركوا في تعذيب أسرى في سجن النقب عام 2019، وتكتم واخفاء إدارة السجون الإسرائيلية لكل معالم الجريمة واقفال الملف دون التحقيق.
ولعل تداعيات هذا الأمر ستكون وخيمة على حكومة نفتالي بينت التي تحاول التهرب من تقديم أي تنازلات في أي من الملفات المصيرية ومنها صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة.
رسائل متنوعة
ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني أن البرنامج قدم ثلاثة رسائل مختلفة أهمها أن حجم المعاناة التي يعاني منها أسرانا كفيلة بأن يحتضن شعبنا مقاومته للوصول إلى صفقة مشرفة.
ويوضح الدجني في حديثه لـ "الرسالة" أن الرسالة المهمة أيضا كانت مقطع الفيديو الذي نشرته قبل عام حركة حرية وهو ما يعني أن ملف الإسرائيليان في الخارج أصبح له عنوان قد يكون عند المقاومة الفلسطينية أو الإسلامية في الخارج.
ولفت إلى أن البرنامج يشكل ورقة دعم لتحرك الوزير عباس كامل عبر الضغط على بينيت وحكومته بعد اقرار الموازنة لأن يتخذ قرارات مؤلمة بالنسبة للمجتمع الصهيوني والموافقة على صفقة تبادل قد تكون شاملة.
فيما يعتقد الكاتب والمختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة أن ما كشفه برنامج ما خفي أعظم بزيادة غلة الـمـقاومة بعد المماطلة الاسرائيلية في إنجاز صفقة تبادل جديدة؛ تأكيد على أهمية تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي وسعي الـمـقاومة لتبييض السجون بما لديها من جنود وضباط.
ويوضح أبو زبيدة في منشور على صفحته بالفيسبوك، أن الكشف عن أسر الضابطين الاسرائيليين له ما بعده وسيكون سببًا في إثارة الرأي العام الإسرائيلي -خاصة ذوي الجنود المأسورين في غزة- وذوي الضباط الجدد ضد الحكومة الصهيونية.
وأضاف أن الـمـقاومة اكتسبت خبرة في التعامل مع الاحتلال في قضية تبادل الأسرى وهي تعلم أن البعد النفسي عامل مهم في تحريك العملية، إضافة لتحريك الرأي العام داخل المجتمع الإسرائيلي.
وبين أن هذا الكشف يمثل صفعة قوية على وجه القيادة الصهيونية السياسية والعسكرية التي تعمل على تضليل الشارع الإسرائيلي عندما يصر أن الجنديين قتلا وهو يريد إعادة جثمانيهما إلى ذويهم وهو يجهل مصيرهم ولا توجد لديه معلومات حقيقية عن حقيقة أسرهم، وهل هم أحياء أو أموات؟
ويشير إلى أن هذا الكشف الجديد في هذا الظرف وبعد عملية نفق الحرية والتنكيل بالأسرى يعطي زخماً جديداً ويبرز جانباً مهماً من فلسفة الـمـقاومة وقدرتها على اتخاذ القرار الشجاع والمضي في تحمل تبعاته وتحقيق أهدافه حتى النهاية.
وتشير الأرقام إلى وجود 4500 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، يتوزعون على 19 سجنا، و544 أسيرا محكوما بالمؤبد.