قائمة الموقع

عبر "بيغاسوس" .. الاحتلال يتجسس على حقوقين

2021-11-09T16:07:00+02:00
توضيحية
الرسالة نت – مها شهوان

لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بالتوقيع على أمرا عسكريا لملاحقة 6 مؤسسات حقوقية بالضفة المحتلة، بل ووسم تلك المؤسسات بالإرهاب، وأعطى الضوء الأخضر بالتحرك الفوري ضدها واعتقال موظفيها ومداهمة مكاتبهم ومصادرة محتوياتها.

كما واتهم الاحتلال تلك المؤسسات وغالبيتها حقوقية تعنى بالطفل والمرأة وهي " الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، مؤسسة القانون من أجل حقوق الإنسان (الحق)، اتحاد لجان العمل الزراعي، اتحاد لجان المرأة العربية، ومركز بيسان للبحوث والإنماء" بالحصول بين 2014 وحتى 2021 على 200 مليون يورو من دول أوروبية.

ومنذ سنوات يشن الاحتلال حملة تحريض واسعة على مؤسسات حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي لمحاولة قطع تمويلها، رغم أن الوثائق السرية لإسرائيلية، تكشف أن وصف تلك المؤسسات بالإرهاب، ليس دقيقا، ولا يستند على أدلة قوية، وقد رفض الاتحاد الأوروبي الملف الإسرائيلي المقدم إليه.

ملاحقة تلك المؤسسات الحقوقية وصل إلى التجسس على موظفيها عبر اختراق هواتفهم بواسطة برنامج بيغاسوس الإسرائيلي الذي أنتجته شركة NSO الاسرائيلية لاختراق الهواتف المحمولة والسيطرة عليها سراً، وبمجرد تنزيله على هاتف جوال، يتيح التجسّس على مستخدم الهاتف من خلال الاطّلاع على الرسائل والبيانات والصور وجهات الاتصال وتفعيل الميكروفون والكاميرا عن بُعد.

وما كشف عملية الاختراق، هو تكليف مؤسسة "الحق" منظمة "فرونت لاين ديفندرز" غير الربحية ومقرها إيرلندا (المنظمة الدولية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان) بالتحقيق الاستقصائي وفحص 75 حاسوبا محمولا للعاملين، فيما إذا كانت مخترقة ببرمجيات التجسس "بيغاسوس".

وخلص تحقيق المنظمة في مختبر "سيتزن لاب" في جامعة تورنتو ومختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية إلى أن 6 أجهزة استخدمها موظفو المؤسسات الفلسطينية المستهدفة "تم اختراقها ببرمجيات التجسس الإسرائيلية.

ومن بين هؤلاء الستة، المحامي الفرنسي الفلسطيني صلاح الحموري، الذي سحبت "إسرائيل" منه إقامته الدائمة في القدس مؤخرا، مما مهد الطريق لترحيله وكذلك مدير "بيسان" المواطن الأمريكي أبي عابودي.

تقول هند شريدة زوجة الحقوقي عابودي الذي اخترق الاحتلال هاتفه وجهازه اللابتوب:" ما حدث هو انتهاك خصوصية للعائلة كلها، لاسيما وأننا نتشارك في كل شيء، بات الأمر خطرا علينا كون البرنامج الذي اخترق الأجهزة من شأنه فتح الكاميرا واجراء اتصال مع اخرين او وضع بيانات في الهاتف دون أن يشعر أحد".

وأوضحت للرسالة نت أن زوجها مدير "بيسان" يتواصل مع شخصيات رفيعة كالسفراء والقناصل ويعمل مع جهات مثل "علماء من أجل فلسطين" من أجل رصد الانتهاكات الإسرائيلية وفضحها أمام العالم، لافتة إلى أن حادثة التعقب الحالية من شأنها أن تكون مقدمة لتعقب على مستوى عال.

ولا ترى شريدة اختلاف ما بين اعتقال زوجها في سجون الاحتلال وملاحقته عبر التجسس ففي كلا الحالتين هم في سجن.

ونوهت إلى أنه خلال التحقيق الاستقصائي الذي أجرته منظمة "فرونت لاين ديفندرز "وُجدت أن العمليات التي كانت تحدث على جهاز أُبَيّ هي نفس العمليات التي أصيبت بها هواتف صحفيي الجزيرة، وكذلك هاتف الناشطة الحقوقية والمعارضة الإماراتية الراحلة آلاء الصديق، التي كانت تشغل منصب المدير التنفيذي لمنظمة القسط الحقوقية، والتي حسب تقرير صحيفة الغارديان كانت "ضحية تجسس واختراق عبر بيغاسوس"، إذ قتلت بحادث سيارة في لندن قبل عدة أشهر.

وتساءلت:" هل عليّ أن أقلق على صحة وسلامة وأمن زوجي وعائلتي؟، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة على حياة زوجا وعائلتها.

اخبار ذات صلة