قائد الطوفان قائد الطوفان

خطة المرور الجديدة.. هل توقف النزيف على الطرق؟

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت- ياسمين السلفيتي

استهتار، إهمال، قلة وعي، بالإضافة إلى ضعف في الإمكانيات، كلها طرق مفتوحة تؤدي إلى الهلاك بشتى أنواعه؛ موت، إعاقة، أو مستقبل بلا ملامح.

وتعد حوادث الطرق من أكبر وأخطر المشاكل التي يواجهها العالم ولاسيما غزة المحاصر التي تسببت فيها الحوادث في الآونة الأخيرة لعدد من حالات الوفاة لمواطنين في مختلف الأعمار ما يدق ناقوس الخطر ويدعو لخطة شاملة للحل.

فاجعة غير متوقعة

ورغم انخفاض أعداد الحوادث مقارنة بالسنوات الماضية والتي تجاوزت (10000) حادث وفق إحصائيات إدارة شرطة المرور في العام 2011، لتصل إلى (2342) حادثا في العام 2020 إلا أن الأمر لازال في غاية الخطورة مع تسجيل عدد من الوفيات في الآونة الأخيرة ومنها لفتيات في عمر العشرينات.

ووفق إحصائيات المرور سجل عام 2021م وحتى نهاية أكتوبر 2043 حادث مروري من بينها 42 حالة وفاة.

ومن أبرز الحوادث التي هزت قطاع غزة خلال العام الحادث الذي تعرضت له فتاتين من عائلة كريزم وثالثة من عائلة شحيبر والذي وقع في إحدى ليالي الصيف، وبمكان ليس ببعيد عن شاطئ البحر المتنفس الوحيد لسكان القطاع، ليشكل صدمة لرواد الشاطئ ويحول أنسهم إلى خوف.

ووفق تحقيقات الإدارة العامة لشرطة المرور فإن سائق السيارة محمد ابو حصيرة ارتكب خطأ بأن تجاوز عن اليمين في منطقة مظلمة غير مكشوفة بالنسبة له بالتزامن مع وجود الفتيات الثلاثة (سالي فارس كريزم، سمر فارس كريزم، شهيرة صائب شحيبر) بجانب الرصيف.

 أخطاء قد يراها البعض بسيطة إلا أنها أدت إلى مصرع (سمر فارس كريزم، شهيرة صائب شحيبر) على الفور، وإصابة (سالي فارس كريزم) إصابة خطيرة تسببت في إعاقتها، أما السائق محمد أبو حصيرة فمازال داخل السجن، إضافة إلى القضايا العالقة بين العائلتين.

قلة الوعي بكيفية استخدام الطريق وانقطاع الكهرباء في شارع رئيسي، أسباب دمرت حياة أربعة أشخاص في ريعان شبابهم.

أسباب واحتياطات

وعن أسباب حوادث السير يقول ناصر مشتهى مدير جمعية المجلس الأهلي لمنع حوادث الطرق:" استهتار السائق وعدم التزامه بالسرعة القانونية والتجاوز الخاطئ، وانشغاله بأمور أخرى أثناء القيادة من أخطر الأسباب"، مؤكدا أن وجود عطل في جسم المركبة، وعدم أهلية بعض المركبات للسير بشكل آمن اسباب أكثر خطورة.

ودعا مشتهى السائقين لاتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير اللازمة لسير آمن؛ داعيا لتنفيذ حملات توعوية توجه إلى جميع فئات المجتمع لضمان عبور آمن للطرق ولفهم فنون وقوانين السير.

وأوضح أنه يتوجب على كل شخص معرفة كيف يقطع الطريق؟ ومن أين؟ ومن أي اتجاه؟ حتى يظل في مأمن ولا يخسر حياته كما حدث مع الفتاة آية خضر التي فقدت حياتها عندما أساءت عبور الطريق.

وشدد على ضرورة ترخيص جميع المركبات بما فيها الدراجات النارية، وكذلك تزويد جميع الدراجات وعربات الكارو بعواكس فسفورية تضئ ليلا لتفادي الحوادث.

إقامة الحجة أولا

ومما لا شك فيه أن التقليل من الحوادث المرورية يتطلب من المسؤولين عدم التهاون مع المخالفين، حيث يرى مدير جمعية المجلس الأهلي لمنع حوادث الطرق من باب "من أمن العقاب أساء الأدب" ضرورة الضرب بيد من حديد كل مستهتر مخالف للقانون.

من جهته يقول العميد تامر شحادة مدير عام شرطة المرور" الحلول النمطية مع ظروف سياسية وأمنية واقتصادية سيئة لن تجدي نفعا ولا سيما أن تلك الظروف شكلت ضغوطا نفسية على المواطنين".

 وأضاف:" هناك سلوك خاطئ أصبح ثقافة وفكر لدى شريحة كبيرة، وهذا السلوك لا يمكن مجابهته بقوة الردع ولكن بنشر الوعي أولا"، موضحا أن الهدف ليس تحميل المسؤوليات ولكن وضع حلول جذرية مناسبة.

ويتابع شحادة:" نحن نرفض تماما مبدأ الحملات الرادعة أو بمعنى التعامل بردات الفعل ثم تعود ريما لعادتها القديمة"، مؤكدا أنهم بصدد تنفيذ خطة تدريجية، ممنهجة وواضحة.

ولفت إلى أن الخطة بدأت ببناء جسور ثقة مع السائقين وأصحاب السيارات حيث بادرت إدارة المرور بالتعاون مع وزارة المواصلات بتخفيض رسوم الترخيص بنسبة 50%.

ويقول العميد:" واجب علينا إقامة الحجة على الناس أولا، وحل مشاكلهم، والأخذ بأيديهم قبل استخدام قوة الردع".

ويعترف شحادة أنهم كانوا شركاء مع أصحاب السيارات غير المرخصة في الجريمة لأننا لم نقدم لهم المساعدة منذ البداية، منوها إلى أنهم  بصدد صقل قدرات كوادرهم، ومهاراتهم، ورفع آدائهم ليكونوا على مستوى المرحلة القادمة من التغيير.

وفي النهاية أكد على أن شرطة المرور لن تتهاون وستضرب بيد من حديد كل من يخالف القوانين خصوصا بعد إقامة الحجة.

حوادث استهتار.jpg
444.jpg
 

 

 

البث المباشر