قائمة الموقع

آخرها الحوض المقدس .. مشاريع استيطانية قائمة على الأساطير

2021-11-11T20:08:00+02:00
ارشيفية
الرسالة نت-رشا فرحات

قبل أيام خرجت بلدية الاحتلال بمشروع استيطاني جديد مبني أيضا على رواية توراتية وهو مشروع يأت ضمن أخطر المشاريع الاستيطانية في مدينة القدس وضمن المشاريع المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك وسور البلدة القديمة التاريخي، وهو "الحوض المقدس".

وهذا الحوض بروايته الكاذبة بدأ العمل به منذ عام 1999 بتنفيذ بعض الأجزاء منه والذي يمتد وفقا للدكتور خليل التفكجي من منطقة وادي الربابة في بلدة سلوان، مرورًا بحيي البستان ووادي حلوة في البلدة، ثم نحو منطقة طنطور فرعون والمقابر اليهودية في سفوح جبل الزيتون.

فوفقا للأسطورة اليهودية، ترتبط المقابر اليهودية في جبل الزيتون بـ"الهيكل الثالث" الذي سينزل المسيح المنتظر وهو يحمله من السماء باتجاه جبل الزيتون وسيدخل به من باب الرحمة (أحد أبواب المسجد الأقصى) لإقامة الهيكل الثالث داخل المسجد ! 

هذه الرواية تشبه روايات موقع تنطور فرعون الأثري، والذي تسعى (إسرائيل) لتحويله إلى مكان استعماري مستندة على ذات الرواية فهي تدعي أن أحد القبور يخص أبشالوم بن داود أحد رجال الدين اليهود، مؤكدين أنه دفن هناك، إلا أن الأبحاث التي أجريت على يد الإسرائيليين أنفسهم أثبتت أنه لم يكن لهذا الشخص أي علاقة بالمكان.

ولطالما ربط الاحتلال الاستيطان بالدين والروايات والأساطير فقد تحدث مركز مدار للدراسات عن ظهور ما يسمى " الأنوية الاستيطانية" وهم جماعات تحاول الترويج لفكرة تطهير الأرض من خلال الاستيطان.

وحسب مدار، فإن نواة التوراة تعمل على المشاريع الاستيطانية الزاحفة في المدن والبلدات الفلسطينية في الداخل المحتل ويتمثل هدفها الأسمى في محاصرة الفلسطينيين حتى تصل إلى طردهم من المدن المختلطة كـالرملة ويافا وعكا واللد.

وتقول الرواية الدينية لهذه الجماعات إنها تهدف إلى تطهير القلوب من خلال الاستيطان وما تتضمنه هذه العملية من سند توراتي لكل مناحي الحياة .

وحتى قبور الشهداء حولها المحتل إلى رواية كاذبة فهو لم يكتفِ بقتل وتهجير أهالي قرية دير ياسين غرب القدس المحتلة عام 1948 وإقامة مستوطنة "جفعات شاؤول" على أراضيها، بل إنه افتتح مقبرة تاريخية وهمية ادعى أنها قبور لأجداد يهود على أرض مقبرة دير ياسين وفوق رفات الشهداء.

 

وشرق المسجد الأقصى، يمتلئ جبل الزيتون أو الطور بنحو سبعين ألف قبر على مساحة تقدر بأربعمئة دونم ضمن أكبر وأبرز مقبرة يهودية في العالم "هارهزيتيم" معظمها قبور وهمية لشخصيات دينية أسطورية تدعي " إسرائيل" أنها دفنت فيها .

وبالعودة إلى مشروع الحوض يجب القول أنه جزء من مشروع  ما يسمى "مدينة داود"، وهو المشروع الذي تفتخر (إسرائيل) بأنه يستقبل نحو مليون سائح أجنبي وإسرائيلي سنويا، وتعود فكرته أيضا إلى رواية توراتية معقدة متضاربة المعاني .

وحسب المختص في تاريخ القدس أحمد الدبش فإنه رغم عشرات الطبقات الأثرية التي تم التنقيب عنها في مدينة القدس، فلم يوجد هناك أي دليل يثبت وجود الملك داود أو يهودا أو أي ملك آخر.

ويقول الدبش :" إن الادعاء القائل بأن الملك داود قد أعاد تأسيس "أورشليم" (مدينة داود) كعاصمة لملكه، قد جرى تكراره حتى انزرع في الخيال الشعبي العربي والغربي كحقيقة لا تحتاج إلى برهان.

ومنذ بداية تسعينيات القرن الماضي، بدأ المستوطنون عملية "نزوح" إلى سلوان، مدّعين أنّهم يملكون حقا توراتيا في امتلاك الأرض. 

وعن ذلك يقول الدكتور ناجح بكيرات المحاضر في جامعة القدس والمختص بقضايا القدس، في مقابلة مع الرسالة:" الاحتلال يستفيد من أبسط الموجودات التاريخية محولا اياها الى تاريخ يهودي، ضارباً بعرض الحائط الرواية الفلسطينية والعربية والإسلامية، امام روايته التوراتية التي يدّعي فيها كل الحقيقة".

وقد فعل الاحتلال ما بوسعه حينما دخل إلى القدس ولم يجد له جذورا تاريخيه فيه كما يؤكد الدكتور بكيرات، حيث بدأ ببناء حائط البراق ونسج روايات توراتية حوله، وأساطير استيطانية بدأت بحفريات حارة المغاربة، ولا زال يحفر حتى اليوم ليثبت أي وجود يهودي له مدعيا البحث عن الهيكل المزعوم.

صلاح الخواجا المختص في قضايا الاستيطان يشير إلىأن (إسرائيل) تحتاج إلى رواية، لأنها أمام العالم لا تريد أن تظهر بمظهر الابرتهايد الذي سرق أرضا من أصحابها، وهو جوهر الصراع مع دولة الاحتلال، الرواية.

ويلفت الخواجا إلى أن الاحتلال بعد حرق المسجد الأقصى برر ما فعله بأنه بني فوق مكان يهودي مقدس، كل ذلك لتثبت الحركة الصهيونية يهودية الأرض، وهذا يأت في إطار سياسة متدحرجة في كل الأراضي الفلسطينية ولكن القدس تظل الأهم.

وبين أن كل المقدسات اليهودية التي احتلتها سواء في قبر يوسف أو مقبرة مأمن الله أو محاولة إزالة مقبرة اليوسفية تأتي وفقا لروايات دينية وأساطير تريد أن تلغي التاريخ العربي في القدس .

ويذكر الخواجا أن هناك مشاريع مثل التليفريك في باب العامود الهدف منها تشويه منطقة باب العامود التاريخية العربية، لتضليل العالم ولتثبت أن وجودها وفق رواية تاريخية وهي تريد أن تستعيد وطنها الذي سلب منها وليس العكس وكل ذلك كان على أساس عنوان –شعب بلا أرض- الذي أراد أن يثبت تلك الرواية.

اخبار ذات صلة