قائمة الموقع

مع استمرار الحصار.. هل تعود طوابير المخابز؟

2010-12-09T10:33:00+02:00

الرسالة نت – رائد أبو جراد

عاد المواطن الخمسيني أبو إسماعيل بذاكرته إلى العامين السابقين عائداً بشريط ذكريات الحصار المؤلم المفروض على قطاع غزة منذ أربع سنوات على التوالي ليروي صورة الغزيين واصطفاف طوابير منهم أمام المخابز تتصارع على رغيف من الخبز يسدون فيه رمق أطفالهم.

فيما بدا جبين الغزي أبو أحمد حمد (40 عاماً) صاحب مخبز آلي وسط غزة مكفهراً يشوبه الحزن والألم على الأزمة المتكررة في قطاع غزة، وقال :"المشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم بدءاً بانقطاع التيار الكهربائي ومروراً بنقص القمح والدقيق في المطاحن ولا نعرف ماذا نفعل".

أزمة قمح

ويستهلك قطاع غزة 600 طن من القمح توفر 500-550 طنا من الدقيق يومياً، تساهم المطاحن الفلسطينية في انتاج الجزء الأكبر وتوفر المؤسسات الدولية الجزء المتبقي عبر توزيع الكوبونات.

وفي هذا الصدد، شدد عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة على وجود أزمة قمح في القطاع بسبب تقليص الاحتلال فتح معبر المنطار "كارني" الواقع شرق غزة، أسبوعياً إلى جانب ارتفاع أسعار القمح عالمياً.

وقال العجرمي في مؤتمر صحفي عقد بغزة :"إن إسرائيل تفتح المعبر يوما واحدا فقط في الأسبوع لإدخال قرابة 100 شاحنة من القمح والأعلاف".

وأشار رئيس جمعية أصحاب المخابز إلى أن الاحتلال فتح الأسبوع الماضي معبر "كارني" يومين في الأسبوع بحالة استثنائية وسمح بإدخال قرابة 70 شاحنة قمح اي ما يقرب من 2800 الى 3000 طن.

وأكد العجرمي ان المطاحن في القطاع لا يوجد لديها قمح، وان المخابز تعمل على قدر استهلاكها اليومي، مطالبا بضرورة فتح المعبر ثلاثة أيام في الأسبوع لتجنب حدوث أزمة في القمح.

وعن الأسعار أشار العجرمي إلى ان سعر كيس الدقيق الإسرائيلي 50 كيلو يصل سعره قرابة 140 شيقلا, بينما يصل سعره بالضفة الغربية قرابة 125 شيقلا، كما يصل سعر كيس الدقيق الغزاوي قرابة 100 شيقل بينما كان في السابق من 80 إلى 90 شيقلا.

وأصدر الاحتلال الصهيوني  قبل أكثر من شهر قراراً بتقليص كميات الدقيق المسموح إدخالها لقطاع غزة.

وفي سياق الأزمة المرتقبة على قطاع غزة يشير مدير شركة المطاحن الفلسطينية زياد الفرا إلى  أن المطاحن اضطرت إلى التوقف عن العمل عدة أيام لنقص إمدادات القمح بسبب خفض أيام عمل معبر المنطار "كارني" شرق غزة ليوم واحد الذي انعكس على أعمال المخابز.

ولفت إلى أن بوادر أزمة الطحين والقمح بدأت تظهر منذ أن طلبت وكالة الغوث الدولية "الأونروا" من الاحتلال إدخال الحصمة إلى قطاع غزة.

وبين الفرا في تصريح لـ"الرسالة نت" أن الاحتلال يدخل في اليوم المخصص للقمح والطحين أنواعًا أخرى من الأعلاف والحبوب بكميات أكبر، مؤكدًا على وجود أزمة في الطحين والخبز إلى جانب أزمة في الحبوب والأعلاف.

تقليل الأيام

وحذر الفرا من أنه لا يوجد في غزة مخزون حقيقي من القمح، والاعتماد الكلي في قطاع غزة على استيراد القمح يعتمد على الكيان الصهيوني وما يتم توريده لغزة".

في حين أكد الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية أن القرار الإسرائيلي لتقليل أيام العمل عبر معبر المنطار هو السبب الأساسي لقرب نفاد مخزون القمح لدى هذه المطاحن.

واعتبر أن آثار القرار الصهيوني ستنعكس بشكل سلبي على قطاع الصناعة وخاصة المطاحن الفلسطينية التي ستتكبد خسائر كبيرة جراء انخفاض كميات القمح المدخلة وتخصيص يوم واحد لإدخالها، ذلك لارتباط عدد منها بعقود توريد مع بعض الجهات الدولية.

وكشف الاتحاد في بيان "وصل "الرسالة نت" نسخة عنه النقاب عن وجود أزمة حقيقية في كميات الدقيق المتوفرة لدى المطاحن الفلسطينية في قطاع غزة، وأن أزمة الدقيق ستتفاقم وتظهر نتائجها خلال الأيام المقبلة, وبين وجود انخفاض كبير في كميات القمح المدخلة إلى قطاع غزة في الفترة الماضية.

ويؤكد الاتحاد أن الضرر سينعكس كذلك على أصحاب المخابز وعلى المواطن الفلسطيني الذي ستزيد معاناته لأن انخفاض الكميات المدخلة من القمح سيقلل من توفر الطحين بالأسواق.

وأوضح أن التكلفة ستزيد مما يؤثر على المواطن الفلسطيني الذي يعاني الحصار والإغلاق المطبق على قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أعوام.

وسينخفض الإنتاج اليومي من الدقيق ليصل إلى 270 طنا، في حين أن القدرة الإنتاجية اليومية للمطاحن من الدقيق يمكن أن تصل لحوالي 700 طن، أما القدرة التخزينية وصلت إلى حوالي 1500 من القمح في حين كانت القدرة التخزينية للمطاحن في عام 2007 حوالي 50000 طن.

وطالب اتحاد الصناعات لفلسطينية الاحتلال الصهيوني بفتح المعبر لعدة أيام لإدخال كميات القمح المطلوبة والعودة لمعدلات الإنتاج السابقة، وزيادة هذه الكميات لمساعدة هذه المطاحن على استغلال إمكانياتها الذاتية في التخزين والتي قد تصل لـ 50 ألف طن من القمح خصوصاً في ظل عدم وجود مخزون رسمي من القمح.

ومع استمرار الحصار المضروب على القطاع بات السؤال الذي يطرح نفسه مجدداً في الشارع الغزي هل سيتكرر مشهد اصطفاف المئات من المواطنين على أبواب المخابز والشوارع والمفترقات المحاذية لها قريباً.

اخبار ذات صلة