يا عمر يا ابن الخطاب جبنالك زين الشباب"... وبلغ الشاباك الليلة الاشتباك، وبلغ وحدة اليامان، سباع البلد ما بتنام.
كان هذا جانب من هتافات المواطنين قبيل البدء بتشييع جثمان الشهيد صدام بني عودة الذي ارتقى برصاص الاحتلال في طوباس فجر اليوم، ونام إلى الأبد، وبقيت هتافات الحرقة المخلوطة بالعجز في بلد صودر منها حتى حقها في المقاومة العادلة.
ارتقى صدام بعد مواجهات عنيفة، اعتداء جنود الاحتلال يسري ليلا تحت جنح الظلام، ثم مع شروق الشمس نسمع اسم شهيد دون أن نرى الجريمة، وهكذا رحل صدام ليلا، كإصابة أخيرة قاتلة، بعد أن أصيب مرة واثنتين وفي كل مرة كان يقوم راكضا مقاوما كما في السابق، حتى أتت الرصاصة القاتلة بالأمس لتسمح له بالمغادرة بصمت.
الشهيد شاب من بلدة طمون، لم يتجاوز السادسة والعشرين، تخرج من كلية التمريض، ويعمل مزارعا في أراضي القرية، أصيب في تصدي شباب القرية لاقتحامات سيارات الاحتلال إصابة بالغة اخترقت صدره وأتلفت رئتيه فوصل إلى المستشفى شهيدا.
كان صدام يهب في كل مرة للتصدي للقوات الخاصة، وقد أصيب قبل أشهر إصابة بالغة في الرأس، وأصيب قبلها إصابة أخرى واعتقل أيضا قبل عام، وكانت هذه الإصابة الثالثة، في نفس ساحة الاشتباكات اليومية التي يقف للتصدي لها أهالي القرية.
بين بلدة طموس وطوباس عرف صدام بجرأته، حتى أنه يصور نفسه وهو يلقي الحجارة على سيارة جيب تابعة للاحتلال وهي تلاحقه عبر الطرقات الجبلية الوعرة، ثم يتضاحك مع رفاقه.
وأوضحت مصادر طبية من داخل مشفى طوباس التركي الحكومي الذي نقل إليه الشهيد، أن إصابته كانت في منطقة القلب، كما أكدت وزارة الصحة -في بيان عاجل لها- أن الشهيد أصيب برصاصة اخترقت كتفه الأيسر والقلب واستقرت في رئته اليسرى.
نعت الفصائل الفلسطينية صدام، كما نعت الكثير من الشهداء قبله، و أكدت الناشطة والمرشحة عن قائمة القدس موعدنا وفاء جرار على أن ارتقاء الشهيد صدام بني عودة دليل على أن فكر المقاومة متجذر في عروق الشباب الفلسطيني.
وشددت جرار على أن المقاومة هي السبيل الوحيد والأقصر لنيل الحقوق المسلوبة، وما ارتقاء الشهداء إلا علامة واضحة على أن الشعب لا يمل التضحيات في سبيل تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها.