من منابر القدس التي صدحت كلماته نصرة لها، ومن ساحات المسجد الأقصى التي ظل مرابطًا فيها، ومدارس مدينته التي علم أبناءها وأجيالها، ومن بين أزقة مخيماتها الثابت فيها، يطل البطل “فادي القدس” ليفدي مدينته وأقصاه ووطنه بروحه ودمه.
بسلاح “الكارلو” ورصاصاته، جندل الشهيد البطل الشيخ فادي أبو شخيدم جنود الاحتلال الإسرائيلي، ليوقعهم بين قتيل وجريح على أبواب البلدة القديمة في القدس المحتلة.
الشيخ الشهيد
والشهيد أبو شخيدم (42 عامًا) هو أسير محرر سابق من سجون الاحتلال، حاصل على ماجستير في الشريعة الإسلامية، يعمل مربياً ومدرساً للتربية الإسلامية في مدرسة الراشيدية بالقدس.
يعتبر الشهيد الشيخ فادي أبو اشخيدم من روّاد وشيوخ المسجد الأقصى المبارك وأحد أعلام المرابطين في ساحاته، كما عمل خطيباً لعدد من المساجد في مدينة القدس، إضافة لكونه أحد وجهاء وأعلام وقادة حركة حماس في مخيم شعفاط.
وفي بيان نعيها، زفت حركة حماس ابنها الشهيد البطل الشيخ فادي محمود أبو شخيدم، القيادي في الحركة بمخيم شعفاط.
وقالت: “لقد أمضى شهيدنا في القدس حياته بين دعوة وجهاد، وتشهد له أرجاء المدينة وجنبات المسجد الأقصى، وها هو يرتقي اليوم بعد معركة بطولية جندل فيها قوات الاحتلال، وأوقع فيهم قتلى وجرحى”.
وأكدت أن “رسالة العملية البطولية تحمل التحذير للعدو المجرم وحكومته بوقف الاعتداءات على أرضنا ومقدساتنا، وأن حالة التغول التي تمارسها ضد المسجد الأقصى وسلوان والشيخ جراح وغيرها، ستدفع ثمنها”.
نصير الأسرى
وفي آخر ما كتبه الشهيد الشيخ أبو شخيدم عبر صفحته “فيسبوك”: “إن قضية المسرى قضية ربانية يدبرها الله بعظيم حكمته وعظيم قدرته ويختار لها من يشاء من عباده ويضعهم حيث شاءت أقداره”.
وتداولت مقاطع فيديو للشيخ أبو شخيدم، يؤكد فيها خلال كلماته على الوقوف في وجه الظالمين ونصرة المظلومين والوقوف سندًا وعونًا للأسرى في سجون الاحتلال.
وأفادت مصادر مقدسية أن قوات الاحتلال اقتحمت مدرسة الرشيدية في القدس برفقة الكلاب، واستدعت بعض طالباتها للتحقيق.
كما واقتحمت قوات الاحتلال مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، مكان سكن منفذ العملية الشيخ أبو شخيدم، واستدعت شقيقه للتحقيق، وسط إضراب يعم المخيم.
عملية بطولية
واشتبك الفدائي البطل الشهيد فادي أبو شخيدم، صباح اليوم، مع قوات الاحتلال عند باب السلسلة في البلدة القديمة، وقتل جنديًا إسرائيليا وأصاب ثلاثة بعملية إطلاق النار، أحد الجرحى حالته خطرة، فيما حالة الاثنين الآخرين تتراوح ما بين متوسطة إلى شديدة.
وذكرت مصادر إعلام عبرية أن الشهيد أبو اشخيدم قد تنكّر في زيّ مستوطن؛ وكان يخفي سلاح “كارلو” وقد أطلق النار من مسافة صفر على رأس جنود الاحتلال في عملية وصفها الاعلام العبري بـ”القاسية” التي استمرت من 30-36 ثانية فقط.
وأظهرت مقاطع فيديو، إطلاق نار كثيف في البلدة القديمة، واستنفار كبير لقوات الاحتلال عقب عملية إطلاق النار.
وأكدت حركة حماس أن “خيار المقاومة الشاملة بأشكالها كافة وعلى رأسها المقاومة المسلحة هو القادر على لجم العدو ووقف عدوانه”.
وشددت على أن “شعبنا الفلسطيني ماض في جهاده، ولا يأبه بكل القرارات المعادية التي تصدر عن الدول الاستعمارية والتي تهدف إلى تكريس الاحتلال، والتنصل من حقوق شعبنا التاريخية”.
وقالت: “إننا إذ ننعى الشهيد البطل فادي أبو شخيدم، لنؤكد للاحتلال أن جرائمه لن تبقى دون رد رادع، وأن سيف القدس لا يزال مشرعا”.