قائد الطوفان قائد الطوفان

استمرار محاكمة السلطة النشطاء.. حرب من نوع مختلف!

نشطاء يحتجون برام الله رفضا لعرضهم للمحاكمة بسبب مطالبتهم بالعدالة لنزار بنات
نشطاء يحتجون برام الله رفضا لعرضهم للمحاكمة بسبب مطالبتهم بالعدالة لنزار بنات

الرسالة نت- محمود هنية

تواصل أجهزة أمن السلطة محاكمة النشطاء السياسيين في الضفة، على خلفية نشاطهم السياسي، تحت مزاعم محاولة "إثارة النعرات العنصرية والطائفية"!

العالم الفلسطيني عماد البرغوثي، الذي حاز مؤخرا على لقب "العالم المدافع عن الحريات"، واحد من هؤلاء الذين تستدعيهم المحاكم، بغرض محاكمتهم على خلفية نشاطهم السياسي.

وحصل عالم الفيزياء الفلسطيني والأسير المحرر من سجون الاحتلال والمعتقل السياسي السابق لدى السلطة في رام الله، الدكتور عماد الــبرغوثي على جائزة دولية لدوره في الدفاع عن الحرية، من قبل "أكاديمية كارتا العالمية" خلال احتفال تم بالعاصمة البلجيكية بروكسل.

البرغوثي، الذي كتب سطورا مؤثرة، يعتذر فيها لطلابه عن المحاضرات في الفيزياء الذرية، بسبب المحاكمة.

يقول البرغوثي في سطوره عبر صفحته على الفيس بوك، "معذرة طلابي الأعزاء(..) لن أستطيع الحضور غدا الى قاعة المحاضرات لإعطائكم محاضرة في الفيزياء الذرية ومحاضرتين في الكهرومغناطيسية وذلك لأنني سأكون في محكمة السلطة الفلسطينية أنا ومجموعة من شرفاء هذا البلد".

يضيف البرغوثي: "وجهت لنا سابقاً تهمة المشاركة في مسيرة لم تحدث وسب الرئيس وإثارة النعرات العنصرية، ونحن منها براء".

ويذكّر البرغوثي طلابه بالقول: "وكما تعلمون فقد منحت في الشهر الماضي جائزة عالمية وأعطوني لقب "العالم الذي يدافع عن الحريات" وأنا هنا في بلدي مقيد ومتهم".

ويختم بالقول: "العالم يكرم ويكافئ علماءنا والسلطة تعتقلهم وتهينهم وتزجهم بالسجون بسبب آرائهم السياسية والوطنية والإنسانية".

والبرغوثي حاصل على درجة الدكتوراه في فيزياء الفضاء من جامعة ولاية "يوتا" الأمريكية الرسمية، وعمل لفترة في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، قبل أن يعمل في عدة جامعات عربية وعالمية، ويستقر به المقام عام 2000 في فلسطين، ليعمل في قسم الفيزياء بجامعة القدس ببلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة.
البرغوثي علقّ على استمرار محاكمته لـ"الرسالة نت" بالقول، إن الهدف منها قمع الحريات، واخماد الصوت الذي بات يرتفع في الميادين بعد اعدام الشهيد نزار بنات.

وأضاف: "أنّ هذا نوع من محاولة إرهاب ومرمطة وتخويف النشطاء، وادخالهم في محاكمات لسنوات عديدة على تهم باطلة".

وأوضح أن الهدف هو الضغط على النشطاء في محاولة لجعلهم يصمتون عن المطالبة برفع يد الامن عنهم.

وطالب بإنهاء المحاكمات الباطلة، مشيرا إلى أنه في حال جرت المماطلة في الإجراءات سيعلن تعليق حضوره للمحكمة ومقاطعته لمحاكم السلطة".

إلى جانب البرغوثي، يحاكم الناشط السياسي عمر عساف، الذي رأى في استمرار المحاكمات محاولة للماطلة.

يقول عساف لـ"الرسالة نت" إنّ الأجهزة الأمنية والنيابة العامة، تتعمدان سياسة المماطلة والتسويف واستمرار عرض النشطاء على المحاكم.

وأوضح عساف أن الهدف من إطالة مدة المحاكمة "مرمطة" النشطاء المتهمين على حساب وقتهم وصولا إلى تناسي القضايا أو إصدار أحكام بشأنها"، على حد وصفه.

**محاكمة مستمرة!

المعتقلة السياسية السابقة سهى جبارة، لم يكن حالها بأفضل، فمنذ الافراج عنها قبل عامين تقريبا، يواصل أمن السلطة محاكمتها.

ومنذ ذلك الحين؛ وجبارة تحاكم أمام المحكمة المختصة، ومعها المعتقل أحمد السالك الذي اتهم هو الآخر بجمع وتلقي أموال لجمعيات غير مشروعة، مع العلم أن النيابة العامة لم تقدم في بينتها سوى شاهد واحد، بحسب جبارة.

تقول جبارة لـ"الرسالة نت": تغيرت هيئة المحكمة أكثر من مرة، فكلمها جاء قاضٍ منصف يجري تغييره، مشيرة إلى أنها لا تثق في المنظومة القضائية التي كان من المفترض أن تحسم القضية لسذاجة التهم الموجهة لها.

ووفق جبارة فإن الأجهزة الأمنية، وتحديداً المخابرات والوقائي يحرصان على المشاركة في كل جلسة تُعقد لها.

وأكدّ منسق المجموعة مهند كراجة، أن ما تتعرض له المعتقلة السياسية المفرج عنها جبارة يأتي في سياق الضغط عليها في الوقت الذي تقترب فيه قضية ملاحقتها أمام القضاء من نهايتها.

وكانت منظمه العفو الدولية قد طالبت المدعي العام الفلسطيني بضمان إجراءات المحاكمة العادلة لجبارة حسب المعايير الدولية.

البث المباشر