أجهزة السلطة تصّعد من قمع الجنازات ومواكب الأسرى المحررين!

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت- محمد عطا الله

من الواضح أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة المحتلة، باتت تستشرس في ملاحقتها وقمعها للمشاركين في جنازات الشهداء ومواكب الأسرى المحررين في الآونة الأخيرة وتجبرهم على إنزال الرايات وعدم اظهار أي مراسم وطنية.

وهاجم عناصر من أمن السلطة أمس جنازة الشهيد أمجد أبو سلطان في مدينة بيت لحم، وأجبروا المشاركين فيها على إنزال رايات تنظيم الجبهة الشعبية، وفي وقت سابق اعتدت أجهزة السلطة على موكب استقبال الأسير المحرر معتصم زلوم من مدينة البيرة.

واشترطت أجهزة السلطة على المشاركين في الاستقبال إنزال رايات حركة حماس من أجل فتح الطريق أمام الموكب والسماح له بالمرور، فيما هاجمت الموكب وبادرت برش الغاز تجاه المشاركين وقامت بضرب عائلة الأسير، ومصادرة رايات حركة حماس التي كانت مرفوعة من قبل المشاركين.

وليس إلى هذا الحد، فقبل أيام كانت قوات من أجهزة أمن السلطة قطعت الطريق على موكب لاستقبال الأسير المحرر عزمي بني عودة من حركة الجهاد الإسلامي وأطلقت النار على الموكب بشكل جنوني، بسبب هتاف المشاركين للمقاومة ورفعهم رايات حركة الجهاد.

ما سبق يدلل على حالة الإقصاء والتمييز والملاحقة السياسية وقمع أي فصيل فلسطيني في سابقة خطيرة، تسعى السلطة من خلالها إلى إرساء النهج القمعي والاعتداء والاعتقال على خلفية سياسية وتنظيمية.

واستنكرت مجموعة محامون من أجل العدالة مشاهد قمع الحريات، وملاحقة الناشطين والمواطنين على خلفية انتمائهم السياسي والتي رصدتها خلال جنازة الشهيد أمجد أبو سلطان في مدينة بيت لحم.

وجددت المجموعة في بيان صحفي، الدعوة إلى ضمان حرية الرأي والتعبير، وضمان حرية الانتماء والعمل والمشاركة السياسية التي يكفلها القانون الأساسي، واتفاقيات حقوق الإنسان التي تعد فلسطين طرفًا فيها.

وقالت إنها تابعت الصور والمقاطع الواردة من جنازة الشهيد أمجد أبو سلطان في بيت لحم، والتي ظهر فيها قمع عناصر أمنية بلباس مدني للمشاركين في الجنازة من أحزاب سياسية مختلفة.

فيما اعتبرت حركة حماس أن اعتداء أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية على فعاليات الفصائل الفلسطينية الخاصة باستقبال الأسرى الذين يفرج عنهم من سجون الاحتلال وتكسير رايات الفصائل، جريمة وطنية وأخلاقية وانتهاك لكل القيم الفلسطينية.

وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في بيان صحفي إن هذا السلوك من السلطة ضد الفعاليات الوطنية في الضفة الغربية، لا يخدم إلا الاحتلال وسياسته في ملاحقة العمل المقاوم في الضفة.

وأضاف "تتزامن هذه الملاحقة من أجهزة أمن السلطة لفصائل العمل الوطني مع تصاعد العدوان الصهيوني ضد مدن الضفة من اغتيالات واقتحامات واعتقالات، فكان الأولى بالسلطة حماية المواطن الفلسطيني من تغول الاحتلال بدل الانشغال بملاحقة ومصادرة فعاليات الفصائل الوطنية".

تمييز عنصري

ويرى النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة أن ما يجري من قبل السلطة حالة قمع وملاحقة لكافة الفصائل هو عملية تمييز عنصري وهو عمل مرفوض وعلى القوى السياسية المشاركة في السلطة أو منظمة التحرير أن تقول كلمتها في هذا الشأن.

ويضيف خريشة في حديثه لـ"الرسالة" قائلا: " من غير المعقول أن يتم اعتراض مواكب الأسرى المحررين سواء من حركة حماس أو الجهاد ونزع الرايات وهذا تعبير عن حالة عجز ومحاولة اقصاء الآخرين ويجب أن يتوقف".

وشدد على ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني واتمام المصالحة التي باتت يعرقلها قيادات متنفذة تماشيا مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يقف حجر عثرة أمام الوحدة الفلسطينية.

ويؤكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، اليوم الجمعة، أن أجهزة أمن السلطة تصعد الاعتقالات والملاحقات السياسية في الضفة الغربية.

وشدد عدنان خلال لقاء عبر فضائية الأقصى، على أن السلوك المجرم الذي تنفذه أجهزة أمن السلطة باعتراضها لمواكب الأسرى المحررين، يجب وقفه، موضحا أن الضفة الغربية تشهد حالة من الانفلات الأمني، وفوضى السلاح، وهناك انعطافه حادة في سلوك أجهزة أمن السلطة.

وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية في الضفة مستمرة، ولا يمكن لأي أحد أن يوقفها، و"أجهزة أمن السلطة تروج أكاذيب بعدم وجود مقاومة ضد الاحتلال في مخيم جنين، كي تستمر في سلوكها الأمني بحق المقاومة في المخيم".

 

البث المباشر