قائد الطوفان قائد الطوفان

كورونا تفسد تحضيرات "فتح" لمؤتمر تطبيعي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الرسالة-محمود فودة

بدون خجل، قررت حركة فتح، استضافة إسرائيليين لزيارة مقر القيادة المسمى بالمقاطعة برام الله، وكأن فتح في المقاطعة لا ترى ما يحصل على أسوارها.

الاستضافة من أجل السلام، هكذا تقول ما تسمى بـ "لجنة التواصل مع الجمهور الإسرائيلي في منظمة التحرير الفلسطينية"، ووجهت اللجنة دعوة للإسرائيليين للاشتراك في مؤتمر تطبيعي كان مقررًا أمس الاثنين، وجرى تأجيله في اللحظات الأخيرة، نتيجة تطورات وباء كورونا، وليس لسبب آخر قد يتمناه الكثيرين.

وجاء في كتاب الدعوة الموجه من مسؤول اللجنة محمود المدني: "على المناضلين لأجل السلام وحل الدولتين الاشتراك في المؤتمر الجماهيري الداعي لإنهاء الصراع في قاعة الشقيري داخل مقر المقاطعة غداً الساعة السادسة مساءً".

وتضيف الدعوة: "سنلتقي جميعاً فلسطينيين وإسرائيليين في رام الله لإنهاء الصراع ودعم حل الدولتين، نأمل رؤيتكم مشاركين في المؤتمر دعماً لجهود تحقيق السلام ولضمان مستقبل أبنائنا وأحفادنا".

تطبيع في وضح النهار، رغم حال الضفة التي لا يهدأ فيها الاستيطان والاعتداء الآثم للمستوطنين وجنود الاحتلال على سكانها، وعلى مرمى حجر من مدينة القدس التي أكل التهويد أحيائها وتاريخها.

ويأتي هذا التطبيع بل الخيانة الوطنية، رغم الرفض الفلسطيني الشعبي والوطني لكل مسار التطبيع العلني أو السري مع الاحتلال الإسرائيلي، في كل بقاع الأرض، إلا أن فتح والمنظمة خارج قرار رفض التطبيع، بل يسعون إليه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

ولعل من الحسنات النادرة لفيروس كورونا و"أميكرون" على وجه التحديد أنه حال دون عقد اللقاء، ودفع رئيس لجنة التواصل محمود المدني إلى تقديم الاعتذار، وجاء في بيانه: "نظرا للتطورات المؤسفة بسبب انتشار متحور كورونا، وحرصا على سلامتكم" نرجو منكم قبول اعتذارنا عن عقد اللقاء، في مقر الرئاسة، قاعة الشقيري، نتمنى لكم السلامة والصحة، وشكرا على سعة صدركم وموقفكم الإيجابي المميز"، فيما وقع على نهاية الخطاب بقوله: "أخوكم المدني".

وفي التعقيب على ما سبق، قال عضو اللّجنة الوطنيّة لمقاطعة إسرائيل عمر عسّاف إن هذا المسار من التطبيع العلني مع الاحتلال الإسرائيلي يمثل تجاوزًا لكل الخطوط الحمراء، التي وضعناها نحن الفلسطينيين على مدار العقود الماضية أمام التطبيع العربي مع الاحتلال.

وأضاف عساف في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الجانب الفلسطيني لا يستفيد شيئًا من عقد هذه اللقاءات، بعكس الاحتلال الذي يستغلها جيدًا في الترويج للتطبيع وإظهار علاقته بالفلسطيني بهذه الشاكلة، وإخفاء وجه الفلسطيني الحقيقي الرافض للاحتلال وكل أشكال العلاقة معه.

وأكد أن مسار التطبيع العلني الذي تتخذه السلطة منذ سنوات، يتعاكس بشكل مطلق مع إرادة الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بشتى أنواع المقاومة، وبالتالي إن السلطة تقدم خدمة مجانية للاحتلال باستمرار اللقاءات التطبيعية.

وأوضح أن مسار السلطة في المفاوضات والتطبيع العلني على مدار 25 عامًا لم ينتج عنه سوى المزيد من الاستيطان ومصادرة الأرض والتهويد والتنكر لحقوق الشعب، وهذا يعني أن الاستمرار في هذا المسار يتعارض مع حقوق الفلسطينيين ومصالحهم الوطنية العليا.

وطالب عساف كل الوطنيين إلى ضرورة إجبار السلطة والمنظمة على وقف هذا المسار فورًا والعودة إلى ما يريده الشارع الفلسطيني من مقاومة للاحتلال باعتبارها الحل الوحيد لنيل الحقوق.

ولطالما أثارت لجنة التواصل التي تشكلت بقرار من قيادة المنظمة قبل 9 سنوات، الجدل في ظل ممارستها التطبيع العلني والفاضح مع المحتل، في وقت تقول فيه حركة مقاطعة إسرائيل وبضائع المستوطنات (BDS)، إن "التطبيع الرسمي الفلسطيني ورقة خطيرة لتمرير وتبرير التطبيع الرسمي العربي".

البث المباشر