قائمة الموقع

حين نذكر القدس

2021-12-03T10:32:00+02:00
مانويل مسلم.jpg
الاب منويل مسلم

حين نذكر القدس يقفز الى ذهننا: الله والأقصى وكنيسة القيامة والشيخ جراح وسلوان والمقبرة اليوسفية والمقدسيون. ويتلألأ في البعيد، البُعْد القومي لكل فلسطين ارضا وشعبا وقدسا ومقدسات. فالقدس هي مدينة الله فيها عهد الله القديم بالتوراة والعهد الجديد بالإنجيل، والقرآن بالإسراء والمعراج.

القدس في العقيدة الدينية هي مدينة يوم القيامة، يوم البعث العظيم والتي ستشهد عودة السيد المسيح كما جاء في نبوءة زكريا:"  "وَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ الَّذِي قُدَّامَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الشَّرْقِ" (14: 4) وامتد المعتقد هذا الى المسيحية والإسلام.

هذه العاطفة الدينية علاوة على العاطفة الإنسانية التي تربط الانسان بقبر أحبائه تدوسها إسرائيل وتسحقها في المقبرة اليوسفية. وفي مقبرة اليوسفية قبور شهداء معارك الجيش الأردني/ الفلسطيني. وهنا أصرخ: يا جيشنا العربي نشامى الأردن:" إسرائيل نبشت قبور شهداء جيشكم. أيحق لجيش أن ينام في الفراش وعظام شهدائه منثورة في العراء؟ فأين أنتم يا حماة كرامتنا؟ وأين ردّكم، الذي يقهرُ غزاةِ قبورِكم؟

أما الأقصى فهو النواة الصلبة في القدس حيث يجب أن تتكسر عليها الغزوة الصهيونية الاستعمارية الإحلالية ويتلاشى حلم الصهيونية والمسيحية الأصولية والكنائس الانجيلية. حصول قرار قضائي يعطي الصهاينة الحق أن يصلوا في ساحات الأقصى هو قرار يورثهم حقا في تراب الأقصى. بل إصرار منهم أن جبل الأقصى هو جبل الهيكل.  فكيف يسمح المسلمون لغريب غازٍ أن يرث معنا في الأقصى؟ نتمنى على جلالة الملك عبد الله المعظم والأوقاف الأردنية والفلسطينية ونناشدهم بأن يعملوا  على تقنين عدد الزائرين اليهود والاجانب  للأقصى وأن يكون دخولهم بهدف السياحة لا للعبادة. وأن يكون جميع رجال الشرطة داخل ساحات الأقصى وعلى بواباته عربا وليس إسرائيليين وليس بينهم شرطيات أيضا. فالأقصى مكان عبادة وتقوى وخشوع وليس متحفا أو معلما مدنيا تدوسه أقدام الأمم للنزهة.

 

عندما كلّف الرئيس أوباما وزيرة خارجيته السيدة هيلاري كلينتون أن تحاور نتنياهو حول وقف بناء المستوطنات في القدس أجابها نتنياهو:" القدس ليست مستوطنة إنها عاصمة دولة إسرائيل." وأنا أقول لكم بشجاعة ووضوح رؤية:" إذا قَنِعنا بذميم وضعنا الحالي واكتفينا بهزل المفاوضات وعبثية أوسلو والمبادرة العربية واستجداء هيئة الأمم ومجلس الامن،  فلن تعطينا إسرائيل  سنتمترا مربعا واحدا من مدينة القدس عاصمة لنا." القدس لا يحررها حوار في هيئة الأمم والكنيست الإسرائيلي ولا يحل قضيتها الدين الابراهيمي وتوقعوا ان تجعل اسرائيل مقره الأقصى. القدس تتحرر فقط بالمقاومة والبندقية.

فمن لا يقاوم من أجل القدس لا يستحق القدس ولا مقدساتها. ومن لا يطعم الجياع ولا يسقى العطاش ولا يرحم اليتامى والمشردين والمتألمين في القدس فهو ليس مسلما ولا مسيحيا. ومن لا يسرج قناديل الأقصى والقيامة ومن لا يبني للأطفال منازل ومدارس على أرض الوقف الإسلامي والمسيحي والعربي في القدس فليس جنديا للحق ولا يقاوم. ومن لا يقاوم فليس منّا وليس لنا معه بعدا قوميا ولا حضاريا ولا إنسانيا. فأجيبونا: كم دولة إسلامية لم تعترف بإسرائيل؟ ربما لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة. وكم دولة عربية لم تتصالح أو لم تطبع مع إسرائيل؟ لا جواب الان لان الحبل على الجرار. فأين أنتم أيها العرب والمسلمون من القدس ومقدساتها وشعبها وبعدها القومي الذي يسقي عنفوان ايمانكم؟

 

أما نحن الفلسطينيين  فمصممون على اقتلاع رجاسة الخراب الصهيونية هذه من القدس. وحين تسقط إسرائيل في القدس ستسقط الغزوة الهمجية كلها وتزول اسرائيل. فإسرائيل غزوة وستبقى غزوة ولو احتلت كل بلاد العرب من الحيط الى الخليج حتى تتمكن وتبتلع القدس فتصبح دولة من الشرق الأوسط عندئذ.

إن كنا  لا نثق بمَنْ ليست القدس قضيتهم وأهملوا قضية أهلنا في الشتات وحق عودتهم، إلا أننا نثق كل الثقة بالشعوب العربية أنها ستبقى اسوارا منيعة للقدس. وأملنا في الأردن ألا يتزعزع  بل يبقى العين الساهرة التي لا تغفو عن ألأقصى والقيامة. وعلى جيشه ووصاية ملكه وشعبه على القدس والمقدسات لن تقوى أبواب الصهيونية. 

القدس تعلو ولا يعلى عليها. لن تهون القدس ولو فنينا كلنا.

والسلام عليكم

 

اخبار ذات صلة