أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأحد، بدء فعالياتِ انطلاقتها الرابعةِ والثلاثينَ، بعنوان (حماس.. درعُ القدسِ وطريقُ التحريرِ).
وقال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، في مؤتمر صحفي أمام منزل مؤسسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين، بحي الصبرة وسط مدينة غزة: "إننا في يومِ الوفاءِ لشعبِنا وللشهداءِ وللجرحى وللأسرى، ونظرًا للظروفِ الصعبةِ التي تمرُ بها فلسطينُ بشكلٍ عامٍ، وقطاعُ غزةَ المحاصرُ بشكلٍ خاصٍ، نعلنُ عنْ إلغاءِ المهرجانِ الجماهيريِ المركزيِ لهذهِ الانطلاقةِ، وستخصصُ الحركةُ موازناتِه للأعمالِ والمشاريعِ التطوعيةِ، وخدمةِ أبناءِ شعبِنا، وتعزيزِ صمودِهم.".
وأضاف "ستنطلقُ في هذهِ اللحظاتِ الفعالياتُ المختلفةُ الممتدةُ والمتواصلةُ في المناطقِ كافةً، حيثُ الأعمالُ التطوعيةُ، وزياراتُ أسرِ الشهداءِ والجرحى والأسرى، والمناوراتُ العسكريةُ لكتائبِ الشهيدِ عزِّ الدينِ القسام، والأنشطةُ والفعالياتُ الميدانيةُ والإعلاميةُ".
وبيّن أن الحركةُ أطلقَت اسمَ (درعُ القدسِ - وطريقُ التحرير) على انطلاقةِ هذا العامِ، والتي تأتي تتويجًا لانتصاراتِ شعبِنا المجاهدِ ومقاومتهِ المظفرةِ، وفي مقدمتِها كتائبُ الشهيدِ عزِّ الدينِ القسام التي بددَتْ وهمَ الجيشِ الصهيونيِّ وقياداتِهِ الجبانةِ، وكشفَت زيفَ كيانِهِ المزعومِ، وهزمَتْ منظومتَه الأمنيةَ والعسكريةَ والسياسيةَ، وما سيفُ القدسِ عنا ببعيدٍ.
وتابع برهوم "تأتي هذهِ الانطلاقةُ المباركةُ كي نؤكدَ مجددًا تمسكّنَا بثوابِت شعبِنا، حريصينَ على تجسيدِ كلِّ معاني الوحدةِ والأخوةِ، والشراكةِ واستعادةِ البعدِ الاستراتيجيِ لمحيطِنا العربيِ والإسلاميِ لقضيتِنا الفلسطينيةِ ومشروعِ المقاومةِ. "
واستطرد "جماهيرَ شعبِنا الفلسطينيِّ المجاهد، أمتَنا العربيةَ والإسلاميةَ، من هنا، ومن هذا المكانِ، الشاهدِ والشهيدِ، ومن على ترابِ غزةَ الصامدةِ، ومنْ أمامِ بيتِ الشيخِ الإمامِ المؤسسِ القائدِ الشهيدِ أحمد ياسين، حيثُ القرارُ الشجاعُ، والبيانُ الفصلُ، ورسمُ معالمِ المرحلةِ، وتحديدُ مسارِ الصراعِ مع العدوِ، كانَ الإعلانُ عن انطلاقةِ حركةِ المقاومةِ الإسلاميةِ حماس قبلَ أربعةٍ وثلاثين عامًا. "
وقال: "من هذا المكانِ، ونحنُ نتنسّمُ عبقَ الشهادةِ والجهادِ والمقاومةِ والثباتِ، حيثُ تجلّتْ كلُ معاني القوةِ والإخلاصِ والتضحياتِ، نعلنُ عن انطلاقِ فعالياتِ الذكرى الرابعةِ والثلاثينَ لانطلاقةِ حركةِ حماس، التي رسّختْ كلَّ معاني الجهادِ والنضالِ والمقاومةِ على مدى أكثرِ من ثلاثةِ عقودٍ من الزمنِ في وجهِ الاستهدافِ الصهيونيِ المتواصلِ لأرضِنا وشعبِنا ومقدساتِنا، وواجهتْ بثباتِها وتضحياتِ وصمودِ قياداتِها ورجالِها وشبابِها ونسائِها وجهازِها العسكريِّ كتائبِ الشهيدِ عزِ الدينِ القسامِ، ومعَها شعبُنا الفلسطينيُ المجاهدُ، أعتى وأشرسَ هجمةٍ صهيونيةٍ، استهدفَت الإنسانَ والأرضَ والهويةَ والتاريخَ والمقدساتِ."
وأضاف "ها نحنُ اليومَ، ومنْ هذا المكانِ الشاهدِ على هذا الإرثِ التاريخيِّ العظيمِ، وعلى العطاءِ المستمرِ والمتواصلِ، نجددُ العهدَ معَ الشهداءِ والجرحى والأسرى، ومعَ أرضِنا وقدسِنا، ومعَ شعبِنا في كلِ مكانٍ، في الداخلِ، وفي الشتاتِ، وفي غزةَ المجاهدةِ المنتصرةِ قاهرةِ الغزاةِ، وفي الضفةِ الصامدةِ الثائرةِ في وجهِ الاحتلالِ، وفي القدسِ صانعةِ الرجالِ والأبطالِ والثوارِ، وفي الداخلِ الفلسطينيِ المحتلِ عامَ ثمانيةٍ وأربعين المنتفضِ في وجهِ الاحتلالِ وكلِ مشاريعهِ ومخططاتهِ، ومعَ أهلِنا الصامدينَ في المنافي والشتاتِ".
وتابع "نجددُ العهدَ معَ كلِّ أبناءِ أمتِنا العربيةِ والإسلاميةِ، ومعَ كلِ أحرارِ العالمِ ومحبي القضيةِ الفلسطينيةِ والمدافعينَ عنها وعن مقاومتِنا الباسلةِ، أننا مستمرونَ في هذا الطريقِ والنهجِ وبرنامجِ المقاومةِ، وبأشكالِها وأدواتِها كافةً، وفي مقدمتِها المقاومةُ المسلحةُ، حتى تحريرِ أرضِنا ومقدساتِنا، وانتزاعِ حقوقِ شعبِنا كاملةً مهما بلغَ الثمنُ، ومهما عظُمتْ التضحياتُ، لنْ يضرَّنا مَنْ خالَفَنا ولا مَن خذلَنا أوْ تآمرَ علينا، ولنْ نتراجعَ عنْ ثوابتنِا ولا عن مبادئِنا، ولنْ نتنازلَ عنْ أيِّ حقٍ منْ حقوقِ شعبِنا، ولا عنْ ذرةِ ترابٍ منْ أرضِنا، ففلسطينُ كلُ فلسطينَ لنا منْ شرقِها إلى غربِها، ومنْ بحرِها إلى نهرِها."
وشدّد برهوم على أن أيَّ اتفاقاتٍ تنتقصُ من حقوقِ شعبِنا لنْ تغيرَ من الحقيقةِ شيئًا، وكلُ مشاريعِ التسويةِ والتطبيعِ ومحاولاتِ كيِّ الوعيِ وشيطنةِ المقاومةِ، ودمجِ الاحتلالِ إلى زوالٍ، وإنَّ وعدَ اللهِ لنا على هذهِ الأرضِ أقوى منْ كلِّ مكرِ البشرِ ومؤامراتِهم.
وقال إنَّ إيمانَنا بحتميةِ الانتصارِ راسخٌ في عقيدتِنا، مغروسٌ في وجدانِنا، ثابتٌ في إرادتِنا، وإنَّ معركةَ إعدادِنا وتجهيزِنا للانتصارِ الكبيرِ متواصلةٌ ولا تتوقفُ، وما تحريرُ فلسطينَ ودحرُ الاحتلالِ سوى مسألةِ وقتٍ، وهوَ قادمٌ قادمٌ لا محالة، (إنهمْ يرونهُ بعيدًا ونراهُ قريبا).
وأضاف "شعبَنا المجاهدَ، أمتَنا العظيمةَ، أحرارَ العالمِ، نهنّئُكم جميعًا بهذهِ الذكرى العظيمةِ التي شكّلتْ الأملَ لنا جميعًا في زمنِ التطبيعِ والتراجعِ والذلِّ والمهانةِ والخذلانِ."
ووجه رسالة للأسرى في سجون الاحتلال قائلا: "للذينَ رووا بدمائِهم ترابَ فلسطينَ الطاهرَ، الشهداءِ والجرحى، ولأبطالِ المقاومةِ وعناوينِها ورموزِها الغرِ الميامينِ، وللأبطالِ البواسلِ الذينَ ما زالوا خلفَ القضبانِ، ولأهلنا الصامدينَ الصابرينَ القابضينَ على جمرةِ الدينِ والوطنِ، ولرجالِنا ولحرائرِنا الذينَ ما زالوا يضحونَ بكلِ ما يملكونَ من أجلِ الحريةِ والكرامةِ، نؤكدُ لكمْ جميعًا أنّنا على العهدِ باقونَ، ونؤكدُ لكمْ جميعًا أننا للنصرِ والتحريرِ وتحقيقِ وعدِ الآخرةِ أقربُ بإذنِ اللهِ عز وجل."
وأهدت حماس هذهِ الانطلاقةَ المباركةَ لشعبِنا الفلسطينيِ في المنافي والشتاتِ، ولأمتِنا العربيةِ والإسلاميةِ، ولأحرارِ العالمِ، سائلينَ المولى عزَّ وجلَ أنْ يكتبَ لنا جميعًا الخيرَ والبركةَ والنصرَ، وعزًا للإسلامِ والمسلمينَ.