تأتي الانطلاقة الـ 34 لحركة حماس، بعد أشهر قليلة من خروجها من معركة سيف القدس التي سجلت فيها إنجازات عسكرية وسياسية أثرت على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها.
ولعل الاحتلال الإسرائيلي تنبه أكثر من غيره إلى ما جرى بعد المعركة من تغيرات جوهرية في طبيعة الصراع، في ظل قدرات المقاومة التي عاينها عن كثب، حتى بلغ الأمر في قادة الفكر (الإسرائيلي) إلى إطلاق ناقوس الخطر حول مصير دولتهم.
أما حماس فقد وضعت نصب عينيها "التحرير والعودة" كشعار للمرحلة المقبلة، ليس بالشعارات التي تخط على الجدران أو الأوراق، بل أعدت لذلك بالوقائع شاهدها العالم أجمع خلال المعركة الأخيرة.
وبعد أن انتهت المعركة بات الاحتلال يفكر في المعركة المقبلة، وشكلها وقدرات المقاومة خلالها، وهل ستكون فعلا المعركة الأخيرة في تاريخ القضية الفلسطينية؟
وجاء الرد من حماس في بيانها الذي أعلنت خلاله بدء فعاليات الانطلاقة بالتأكيد أن معركة الإعداد والتجهيز للانتصار الكبير متواصلة ولا تتوقف، قائلة إن تحرير فلسطين ودحر الاحتلال مسألة وقت، وقادم لا محالة.
وفي التعقيب على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب إن هذه الانطلاقة تختلف عن سابقاتها، فحماس بعد 34 عاما باتت تجسد نموذج لكبرى حركات المقاومة في فلسطين، وتؤكد أنها حركة رائدة لمشروع المقاومة.
وأضاف الغريب في اتصال هاتفي مع "الرسالة": "جاء شعار هذا العام درع القدس وطريق التحرير بعد المعادلة التي فرضتها معركة سيف القدس والتي أحدثت تحول في العمل الفلسطيني المقاوم وربما يسجل لحركة حماس هذا التفوق في التهديد والتنفيذ.
وأوضح أن حماس تمكنت من قلب المعادلات والإمساك بزمام المبادرة في خوض جولات المواجهة مع الاحتلال، وذلك ضمن حالة التحول الكبيرة في استراتيجية المقاومة التي تترأسها الحركة.
ويرى أن المعادلة الجغرافية التي فُرضت في المعركة الأخيرة أكدت أن فلسطين من غزة للقدس وحدة واحدة، وهذه رسالة في غاية الأهمية، لافتا إلى أن انطلاقة حركة حماس تؤكد أن الحركة تقود مشروع مقاومة لأجل تحرير فلسطين.
ومن وجهة نظر الكاتب الغريب فإن بوصلة حماس وبندقيتها ما زالت نحو التحرير برغم المؤامرات والمتغيرات والظروف والحصار، فهي تفوقت على كل ذلك، مبينا أن ذلك يعطي أمل كبير بأن مشروع المقاومة بخير وحماس تقود المشروع إلى جانب الفصائل نحو التحرير والعودة.
وختم بقوله: "ربما طبيعة السلاح الذي تضمنه شعار حماس 250 كيلو يشير إلى أن مشروع الاعداد ومشروع التطوير مستمر وصولا إلى امتلاكها قوة عسكرية تلجم هذا الاحتلال وتلفظه عن الأرض الفلسطينية المحتلة.
وفي نهاية المطاف، تؤكد حماس ثباتها على مواقفها عام بعد عام، من خلال تصديها لكل مشاريع التسوية والتطبيع، حتى باتت عقبة في طريق محاولات تصفية القضية الفلسطينية، تزامنًا مع مساعيها للتحرير والعودة.