يسير ريال مدريد بخطى ثابتة نحو استعادة لقب الدوري الإسباني، الذي ذهب لجاره أتلتيكو مدريد في الموسم الماضي.
وبعد مرور 16 جولة من "الليغا"، أكد ريال مدريد أنه الأحق بلقب الدوري حتى الآن بلا منافس إذ يحتل الصدارة بـ39 نقطة، بعدما وسع الفارق مع أقرب منافسيه إشبيلية إلى 8 نقاط، عقب عودته من معقل ريال سوسييداد بانتصار مستحق (2-0).
المستويات المميزة التي يقدمها ريال مدريد خلال الموسم الحالي لم تكن وليدة الصدفة، حيث كانت نتيجة للعديد من العوامل، والتي تؤهله لحسم لقب الدوري الإسباني مبكرا حال القدرة على الثبات.
1- اللياقة وثبات التشكيل:
وضع التوقف الدولي الأخير ريال مدريد في مأزق حتى نهاية العام، وأصبح مضطرا لخوض 9 مباريات في غضون "32 يوما"، بواقع 7 في "الليغا" و2 في دوري أبطال أوروبا.
لذا فضّل أنشيلوتي "دون تدوير" منح الفرصة لمن يثبتون جدارتهم باللعب خلال التدريبات، ويظهرون مستوى مرتفع من اللياقة البدنية، رغم خطر الإرهاق على المدى البعيد، وعدم حصول لاعبين مثل مارسيلو وإيسكو وإيدين هازارد وماريانو دياز على دقائق.
ولكن النتائج تقف إلى صف فلسفة أنشيلوتي الذي حقق منذ ذلك الحين 5 انتصارات متتالية، إضافة إلى 3 أخرى قبل التوقف الدولي، تأتي في توقيت مهم من "الليغا" خاصة مع اهتزاز مستوى المنافسين المباشرين.
2- فينيسيوس الرهيب:
بات النجم البرازيلي حديث الساعة في "الليغا"، وساعده في ذلك إصابة كريم بنزيما التي حولته لرمانة ميزان هجوم "الميرينغي".
وكان فينيسيوس حجر الأساس في كل هجمات الريال، وقد أدار الخط الأمامي باقتدار بفضل موهبته وحسه الهجومي وبراعته في استغلال المساحات للجري وخلخلة دفاعات المنافسين مهما كانت منيعة.
ولم يسبق لجونيور أن سجل هذا العدد من الأهداف في أي بطولة، وها هو قد فعلها في 16 جولة، ووصل لـ10 أهداف، ليزداد اعتماد أنشيلوتي عليه في 18 مباراة متتالية كأساسي.
3- يوفيتش ينهض:
لم يكن الكثيرون يتوقعون عودة المهاجم الصربي بهذا المستوى بعد دخوله ضمن قائمة "المنسيين" الخاصة بأنشيلوتي.
ومن المتوقع أن يصب غياب بنزيما في مصلحة الصربي الذي سيحصل على دقائق أكثر بالطبع، بعد التألق في المباراة الماضية أمام ريال سوسييداد، خاصة أن مدربه لطالما دافع عنه في تصريحاته، وباتت الكرة في ملعب يوفيتش كي يرد ثقة المدرب فيه.
4- اكتمال منظومة الدفاع:
أدرك الجميع مدى أهمية دانييل كارغاخال وفيرلاند ميندي بعد تجاوزهما للإصابات التي تعرضا لها وعودتهما لقائمة الفريق.
وكانت الإصابات في الخط الخلفي وراء معاناة أنشيلوتي مع الدفاع والذي أصبح معززا الآن.
وتزامن اكتمال المنظومة الدفاعية مع تألق قلب الدفاع البرازيلي إيدير ميليتاو، وأثبت المدافع البرازيلي أحقيته بمزاملة ديفيد ألابا على حساب ناتشو فرنانديز.
5- الفوز خارج الأرض:
ربما يعد أنشيلوتي وفريقه الأفضل فريق خارج أرضه، حيث تعادل بدون أهداف مع فياريال وأوساسونا, وفاز ببقية المباريات الخارجية.
وحقق "الميرينغي" 6 انتصارات في المباريات التي لعبها خارج قواعده بواقع 4 في "الليغا" و2 في "التشامبيونزليغ"، وسجل لاعبوه 18 هدفا واستقبلت شباكه 3 أهداف فقط.