قائمة الموقع

واقع النطف المهربة يدحض رواية فيلم "أميرة"

2021-12-08T20:17:00+02:00
توضيحية
الرسالة نت – مها شهوان

خلال الساعات الماضية، حالة من الغضب انتابت الفلسطينيين بسبب "فيلم أميرة" الذي اختارته الأردن ليمثل المملكة في جوائز الأوسكار عن فئة الأفلام الطويلة لعام 2022، ليس المزعج في الأمر المشاركة بل القضية الحساسة التي تمس الأسرى في سجون الاحتلال وتهريب النطف المهربة لزوجاتهم من أجل الإنجاب.

الفيلم عُرض قبل شهور قليلة، وذاع صيته في المهرجانات الأوروبية؛ لكن على صعيد وسائل الإعلام العربية، اكتفى مخرج الفيلم بالحديث حينها عن فيلمه بشكل عام، غاضاً الطرف عن القصة الجدلية التي يستعرضها وهي تهريب نطفة لزوجة أسير لتكتشف بعد إنجابها وفحص الـ DNA  أن النطفة من ضابط إسرائيلي.

حالة الاعتراض على الفيلم جاءت بسبب خصوصية وحساسية قضية تهريب النطف، خاصة وأن العملية ليست سهلة بل معقدة جداً وتحتاج لجهد كبير وتفاصيل أكثر تستعرضها "الرسالة" في السطور التالية.

لكن قبل الغوص في تفاصيل عملية نقل النطف المهربة، تنقل "الرسالة" تصريحات محمد دياب، المخرج المصري الذي قال في مقابلة مع "العربية" حين عرض فيلمه لأول مرة في مهرجان "فينيسيا" سبتمبر الماضي: "كنت اقرأ الأخبار حول النطف المهربة وشعرت أنه ممكن يطلع منها فكرة كبيرة، أكبر من قصة شخصية لعائلة".

ولم ينكر في مقابلته أنه بالغ في أحداث الفيلم، وأكد أنها غير حقيقية، خاصة أن كل النطف المهربة الفلسطينية جميعها حالات مثبتة وهم سفراء الحرية ورمز النضال.

وفي الوقت ذاته ذكر أن فيلمه يتحدث عن " أفكار الإنسان هل هي من مجتمعه أم اختيارات شخصية"، مشيراً إلى أن التصفيق الحار له ولفريقه يدل على مدى تأثير الفيلم على المشاهدين وأن رسالته وصلت.

ويبدو أن المخرج والقائمين على الفيلم يجهلون قضية النطف المهربة، ولم يكلفوا أنفسهم بالبحث عن تفاصيلها أو حتى القراءة عنها، "الرسالة" تستعرض العملية من بدايتها وحتى ولادة سفير الحرية كما أوردته في تحقيق سابق نشرته بعنوان "أطفال النطف المهربة المقدسيون.. أحياء دون إثبات".

تكبيرات وزغاريد في السجون

تبدأ عملية تهريب النطف برضا الزوجين وقبولهما، ومن ثم وجود أربعة شهود داخل المعتقل يشهدون على إخراج النطفة بواسطة الوسيط وتستقبل بشاهدين عاقلين بالغين من أهل الأسير وزوجته.

كما يتم الاتفاق على العملية قبل موعد إخراج النطفة بشهور، وتخضع زوجة الأسير لتحضيرات علاجية مسبقة.

كما توجد طرق ووسائل تلجأ إليها العائلات عند تهريب النطفة منها "قداحة، حبة تمر، كيس شبس..." وغيرها من الطرق التي يتحفظ الأسرى عن ذكرها خشية ملاحقتهم.

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل هناك تفاصيل أكثر، ففي غزة حين تصل النطفة يجتمع والدا الأسير وزوجته بصلاة العشاء، وبعدها ينادي والد الأسير بالناس في منتصف المسجد "يا عالم ابني هرب نطفة وزوجته موافقة وأبوها بباركلنا".

وفي الضفة المحتلة، وتحديداً مدينة الخليل"، ينادي المؤذن بعد كل صلاة لمدة ثلاثة أيام بأن فلانة هرب زوجها الأسير نطفة وتوافق وعائلتها على إنجاب طفل، ومن ثم يبارك لها الجميع قبل وبعد العملية".

أما داخل المعتقلات (الإسرائيلية)، فحالة من الفرح تعم بين أقسام الأسرى حين يأتي خبر من الخارج بأن زوجة الأسير وضعت طفلها، ليبدأ التكبير والزغاريد والمباركة، فيدقون على الشبابيك والأبواب احتفالا بالنصر، وليلا يصنعون الحلويات لتوزيعها فيما بينهم.

ولم يغفل الفلسطيني ولو مرة، حيث أن فحوص الـ DNA جميعها أثبتت أن نسبة الخطأ في نقل النطف صفر، فجميعها تثبت أنها من الأسير إلى زوجته دون تلاعب.

ورغم الانتصار الذي يحققه الأسرى بالنطف المهربة، إلا أن الاحتلال يتربص بهم ليفرض عليهم العقوبات، فمنهم من تصل عقوبته إلى زيادة الحكم عامين، وآخر يُحرم الزيارة لسنوات أو مدى الحياة.

أما أطفال القدس، فوضعهم أقسى من الضفة وقطاع غزةـ، بحيث يبقى الطفل غير مسجل في السجلات المدنية ولا يمكنه التعليم أو العلاج أو حتى إصدار شهادة وفاة، وغالبا تلجأ عوائلهم لتسجيلهم لدى سلطة رام الله وفي ذلك طريقة لتهجيرهم وعوائلهم من مدينة القدس.

 

 

 

اخبار ذات صلة