قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن طهران جادة في محادثاتها النووية التي تجريها مع القوى العالمية في فيينا، وسط تفاؤل أوروبي حذر بسبب ما اعتبر "تقدّما" في مسار المفاوضات.
وخلال لقاء مع سفراء إيران في دول الجوار، أكد رئيسي أن البعض كان يظن حكومته غير جدية ولن تتفاوض وليس لديها استراتيجية، مضيفا أن طهران ستتخذ خطوات جدية ليتم رفع جميع العقوبات.
ونقلت رويترز عن مسؤول أوروبي حديثه عن تقدم في مسار المفاوضات على أساس ما تم التوصل إليه في يونيو/حزيران الماضي خلال الجولة السادسة، الأمر الذي نفته طهران.
وقال المصدر ذاته إن قضايا كبرى عديدة ما زالت مفتوحة من أجل التوصل إلى اتفاق على نص نهائي.
وردا على سؤال عما إذا كان الاتحاد، الذي يرأس المحادثات، متفائلا بخصوص موقف فريق التفاوض الإيراني الجديد، قال المسؤول "انطباعي هو أننا نتقدم ببساطة على النحو المنطقي تماما للتفاوض".
وأضاف أنه لا تزال هناك 7 أو 8 نقاط بحاجة إلى التفاهم عليها من أجل إبرام اتفاق، وأنها تمثل "نقاطا سياسية كبيرة".
في المقابل، نقلت وكالة "إيرنا" الإيرانية عن مصدر مقرب من الفريق الإيراني المفاوض نفيَه ما أوردته وكالة رويترز بشأن القبول بمواصلة المفاوضات على قاعدة مسوّدة محادثات شهر يونيو/حزيران الماضي.
وقال مصدر من الوفد الإيراني المفاوض لوكالة "تسنيم" إن المقترحات التي قدمتها حكومة إبراهيم رئيسي لا تزال على طاولة البحث مع الأطراف الغربية ولم يُعَد النظرُ فيها.
جدّية ومباحثات
من جهته، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إن طهران جادّة في المفاوضات ودخلتها بحسن نية، مشيرا إلى أن إيران هي من أبقت الاتفاق النووي حيًّا.
أما السفير الإيراني محسن بهارواند، فقال إن المفاوضات أزالت "سوء الفهم" بشأن مراجعات طهران لمسودات النصوص المتعلقة بكيفية إحياء الاتفاق المبرم عام 2015، الذي يفرض قيودا على البرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع العقوبات.
في حين أفادت الخارجية الأميركية بأن الوزير أنتوني بلينكن بحث هاتفيا مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد مواضيع عدة، من بينها التطورات الإقليمية مثل القناعة المشتركة بأنه يجب عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وفق تعبير البيان.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن وزيري الدفاع الأميركي لويد أوستن والإسرائيلي بيني غانتس بحثا في اجتماعهما في البنتاغون الخميس الماضي الجاهزية العسكرية لمواجهة التهديد المشترك الذي تمثله إيران.
وأوضح كيربي أن الفرصة لا تزال سانحة أمام الدبلوماسية مع إيران، وأن الدبلوماسية هي السبيل الأمثل للتعامل مع برنامجها النووي.
توتر وجهود
في غضون ذلك، نقلت "نيويورك تايمز" (New York Times) حديث مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب توترت بشأن إيران، وأن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، ورئيس الموساد ديفيد برنيع غادرا واشنطن قلقين من احتمال توصل واشنطن إلى اتفاق "معيب" يسمح لطهران بالمضي قدما في تخصيب اليورانيوم.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر مطلعة قولها إن الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت قبل 10 أيام كان مثيرا للجدل، وتبنّى خلاله الطرفان آراء مختلفة للغاية.
من جهته، قال ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف إن الخبراء بصدد العمل على إعداد نص اتفاق نهائي في المفاوضات النووية الإيرانية.
وأضاف في تغريدة أن الأمر قد يستغرق وقتا وجهودا لكن المشاركين يعملون لتحقيق نتائج.
وأشار أوليانوف في تغريدة أخرى إلى أن المفاوضين بفيينا تمكنوا من إزالة بعض سوء الفهم الذي واجهته المفاوضات نهاية الأسبوع الماضي، وبدؤوا التحرك عمليا، على حد تعبيره.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن بعض المسؤولين الأميركيين يرون أن المخاوف الإسرائيلية بشأن التنازلات في غير محلها.
سعي وتوضحيات
وفي تطورات متصلة، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل مارينو غروسي إن الوكالة تسعى إلى اتفاق مع إيران لإعادة تركيب كاميرات بمنشأة كرج.
وأضاف غروسي، في مقابلة مع الجزيرة، أن عدم معرفة ما يحدث في منشأة كرج يمنع الوكالة من تقديم معلومات للمفاوضين في فيينا.
كما قال غروسي إن بعض القضايا تحتاج إلى توضيح من طهران، مثل وجود مواد نووية في أماكن لم يصرّح بها، مشيرا إلى أن برنامج إيران النووي نما كثيرا، وأن تخصيب اليورانيوم يتم بنسبة 60%.
وبيّن أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عثروا على آثار مواد نووية في مواقع إيرانية لم يسبق الإعلان عن وجودها، مما يستدعي طرح الأسئلة على الإيرانيين.
ورأى أن القول إن منشأة كرج ليست منشأة نووية يعدّ وصفا دقيقا، إلا أن هذه المنشأة تعدّ جزءا حيويا وضروريا للبرنامج لأنها محل تصنيع قطع تدخل في تركيب أجهزة الطرد المركزي.
المصدر : الجزيرة + وكالات