الرسالة نت - رامي خريس
مرت ثلاث وعشرون عاماً على توزيع البيان الاول الموقع لحركة المقاومة الاسلامية" حماس" التي تفاعلت مع الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية وقادت انتفاضتهم ضد الاحتلال الاسرائيلي حتى أصبحت رقماً صعباً في المعادلة الفلسطينية .
وواجهت "حماس" – اسمها المختصر- تحدياً كل عام بعد انطلاقتها، فتوالت الضربات الاسرائيلية ومؤامرات المنافسين على الساحة الفلسطينية فتعرضت بعد توقيع اتفاقية التسوية في أوسلو وتأسيس السلطة إلى محاولات للتصفية هي والقضية ، واندلعت انتفاضة الاقصى ، فعادت الحركة اصلب عوداً وأقوى شكيمة ، ودخلت معترك الانتخابات البرلمانية عام 2006م ، وواجهت مؤامرات أخرى فاشلة للالتفاف على نتائج الانتخابات فكانت عملية الحسم في غزة ، وكما واجهت الحركة حصاراً لم يسبق له مثيل وعدواناً اسرائيلياً نهاية 2007 ومطلع 2008 فصمدت وانتصرت ، ولم يثنيها ذلك عن الاستمرار في دورها أو التخلي عن ثوابتها.
** تطورات العام الاخير
وفي العام الأخير كانت هناك تطورات هامة وقعت كان لها تأثيراً كبيراً على حركة حماس ، وأهمها يتعلق بقوافل كسر الحصار التي تواصلت وأكبرها حجماً وتأثيراً كان قافلة أسطول الحرية التي هاجمتها قوات البحرية الاسرائيلية وأوقعت مجزرة بشعة على سفينة مرمرة التركية راح ضحيتها عدد من الشهداء الاتراك .
وكان لهذا الحادث تداعياته الكبيرة واهمها لحماس الضجة التي أثارها حول حصار غزة ومطالبة دول وجهات عدة بضرورة رفع الحصار عنها ، ومع أنه جرى الالتفاف على هذه المطالب الا أن الحصار جرى تخفيفه فعلياً وجرى فتح معبر رفح بشكل جزئي ، واصبح الحديث عن كسر شوكة حماس كلام من الماضي .
التطور الاخر الذي لا يقل أهمية كان وصول مفاوضات سلطة فتح والاحتلال الى طريق مسدود، بعد اصرار حكومة الاحتلال على المضي في عملية الاستيطان ، وهنا تأكد لدى الجميع أن خيار التسوية فاشل وان خيار المقاومة الذي تبنته حركة حماس هو الخيار الأكثر فعالية.
وازاء هذا التطور يرى المراقبون انه حماس مطالبة بان تواصل تمسكها بخيار المقاومة لاسيما بعد أن رأت العبرة في قيادات فتح التي ترنحت بعد فشل خيارها والتأكد خطأ رؤيتها.
وعلى أثر فشل المفاوضات حاولت قيادة سلطة فتح استخدام ورقة المصالحة للضغط على الولايات المتحدة وحكومة الاحتلال لإعادة عملية التسوية الى مسارها وتقديم أي شيء لسلطة فتح لتحفظ به ماء وجهها ، وهذا أيضاً ما لم يتحقق حتى الآن.
** التحدي الكبير
ومع ان التطورات الذي ذكرت كانت في صالح حماس الا أنها تواجه تحدياً كبيرا في الضفة المحتلة بسبب تواصل ملاحقة واختطاف اعضاء حماس ومناصريها من قبل أجهزة فتح الامنية.
فالحركة ستكون امامها مسؤولية كبيرة في اخراج الضفة من النفق المظلم الذي وضعته فيها سلطة فتح ، وقد يشهد العام القادم تطوراً جديداً في جعل الضفة ساحة المقاومة الملتهبة ضد الاحتلال ، وقد اكد عدد من قادة الحركة أن حماس تعمل على تفعيل المقاومة في الضفة لاسيما بعد الحديث عن أن الاحتلال هناك لا يدفع فاتورة احتلاله بفضل أجهزة سلطة فتح ، وقد اعترف بهذا رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس عندما قال أن احتلال "اسرائيل" أرخص احتلال في العالم.