"جنون، إرباك، تخبط"، مصطلحات أجمعت عليها شخصيات فلسطينية في الضفة المحتلة، عند توصيفها للعنف الذي تمارسه فتح في الضفة ولبنان، وما نتج عنه من جرائم وقتل وانتهاكات.
مؤخرًا، استشرست أجهزة أمن السلطة في الاعتداء على مشيعي الشهداء في مخيم الشمالي بلبنان وبعدها بيوم تشييع جثمان الشهيد جميل الكيال في مدينة نابلس بالضفة المحتلة.
جنون!
علاء الريماوي المختص والكاتب السياسي، وصف سلوك السلطة بـ"الجنون"، قائلًا: "جنّت السلطة في ظل ضبابية رؤيتها تجاه مستقبل الأحداث".
وأوضح الريماوي لـ"الرسالة نت" أنّ السلطة لم تعد قادرة على اتخاذ خطوات بالمواجهة ولا التراجع عن اتفاقات التنسيق الأمني، ولا قادرة على إبرام مصالحة شعبية تفضي بعملية انتخابية وتداول السلطة.
وأشار إلى أن السلطة أصبحت "أحادية" يقودها شخص ضمن برامج تتساوق مع مصالحها الشخصية.
وذكر الريماوي أن هذا الفريق يقود الحالة لمزيد من النزيف الداخلي، ويضرب فتح في بعضها ثم في الفصائل الأخرى، ويعاقب الجميع بما فيها أحزاب اليسار واليمين، ويرى في الراية خطرًا على وجوده.
وعدّ السلوك دليلًا على أن فتح مهزوزة، كونها تمارس كل أدوات العنف الداخلي ولا تفرق بين أحد، في نموذج صارخ للإرباك.
وتابع: "هناك حجم كبير من الإسفاف في القرارات السياسية ورعب من الآخر".
ووصف المرحلة بـ"الحرجة"، فلا يمكن التنبؤ بالمستقبل المقبل في الواقع الفلسطيني، منبهًا إلى أنّ هذا سيحرق الشعب الفلسطيني ويدخله في أزمات لصالح الاحتلال.
وختم بالقول: "سلوك السلطة يعني نسف السلم الأهلي".
تراكم الفشل!
من جهته، قال الكاتب والباحث ساري عرابي، إنّ سلوك السلطة متوقع فهي من فشل لفشل، سيما وأن التنسيق الأمني أيضًا جزء من شروط تأسيسها.
وأكدّ عرابي لـ"الرسالة نت" أن السلطة تحاول استعادة ذاتها في ظل هذا السلوك المكثف من العنف، خاصة وأنها لم تعد ترتكز على الشرعية الطبيعية.
وأضاف: "لم يعد أحد يصدق فكرة إمكانية تحول السلطة لدولة، وهذا الفشل الذي تشعر به قيادتها".
علاوة على ذلك، أخفقت في تعزيز صمود المواطنين في الضفة، في ظل تراجع شعبية أجهزة السلطة وانخفاضها بشكل كبير، سيما بعد حادثة إعدام نزار بنات في الخليل، يتابع عرابي.
في المقابل يرى عرابي أن ثمة تصاعد كبير في شعبية المقاومة خاصة في ضوء نتائج معركة سيف القدس.
وعلى ضوء ذلك، فإن الأوضاع في الضفة تشهد تحولات مهمة، بدأت تبرز من العام 2014، في ظل ما شهدته من أحداث ميدانية آنذاك، لتبدأ حالة الخروج من طوق الحصار الكامل للسلطة على الوضع في الضفة.
وأوضح عرابي أن الفصائل بدأت تستعيد عافيتها إلى جانب تفعيل المقاومة الشعبية.
وأعرب عن أمله أن ينجح الفلسطينيون في تنظيم أنفسهم، وأن تستعيد القوى التاريخية والتقليدية في الضفة دورها لسد أي فراغ، أو معالجة أي اشكال ينتج عن السلطة بتراجع سلبي.
عربدة مفضوحة!
من جهتها، عدّت الناشطة السياسية سمر حمد، أحداث الضفة، انعكاسًا لحالة العربدة والإقصاء والعنجهية وأسلوب المافيات لدى حركة فتح.
وقالت حمد لـ"الرسالة نت" إنّ هذا السلوك تعبير عن نهج قديم جديد لدى هؤلاء؛ مضيفة "الجديد أنّ هذه الأحداث بدأت تطفو على السطح وبات الإعلام يتناولها؛ لكنهم فعلوا أفظع وأشد من ذلك.
وأكدّت حمد أن أساليب السلطة أضحت مفضوحة ومكشوفة، موضحة أن سلوكها يعبر عن حالة التفكير لديهم من رأس الهرم حتى أقله.