أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت، الإثنين، أن ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، قبل دعوة بينت لزيارة إسرائيل. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") أن بينيت أصدر أوامر ببدء العمل على ترتيب الزيارة أمام الجانب الإماراتي. فيما لم يصدر بعد أي إعلان إماراتي بهذا الشأن.
وكان بينت قد وصل إلى العاصمة الإماراتية، أبوظبي، مساء أمس، الأحد، في أول زيارة رسمية علنية لرئيس حكومة إسرائيلي للإمارات. وعقد اليوم سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين في الإمارات.
واستقبل بن زايد بينيت في قصره في أبو ظبي، قبل أن يتوجها إلى محادثات استمرت لأكثر من أربع ساعات، بحسب مسؤولين في دولة الاحتلال، من بينها جلسة ثنائية جمعت بينيت بابن زايد، دامت أكثر من ساعتين.
وتأتي زيارة بينيت إلى الإمارات على خلفية المحادثات النووية المتعثرة بين القوي الكبرى وإيران حول برنامج طهران النووي، فيما تراقب إسرائيل الأوضاع بقلق، في الوقت الذي تتشدد فيه إيران ضد المفاوضين في فيينا، ومطالبتها الصارمة برفع العقوبات المفروضة عليها.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن المشروع النووي الإيراني والهجمات التي تنسب لإيران على وسائل النقل البحري في الخليج العربي، كانت في محور المباحثات الثنائية بين بينيت وبن زايد؛ ولفتت الصحيفة إلى أن "الجانبين فضلا عدم الكشف عن خوض الزعيمان في هذه القضايا في تصريحاتهما لوسائل الإعلام".
وفي نهاية الزيارة، أصدر الإمارات ودولة الاحتلال بيانا مشتركا، لم يتم التطرق فيه إلى الشأن الإيراني؛ ووفقا لـ"هآرتس" فإن "القيادة السياسية في إسرائيل فضلت مراعاة الاحتياجات الدبلوماسية للإمارات تجاه طهران".
وجاء في بيان مشترك صدر عن الإمارات و(إسرائيل) أن الزيارة تمثل "خطوة أخرى فارقة على طريق تطوير العلاقات الدافئة والشراكة الضخمة". وأضاف البيان أن البلدين ناقشا عددا من مجالات التعاون، ومنها التجارة والتكنولوجيا والبيئة والسياحة، فضلا عن تشكيل صندوق مشترك للبحث والتطوير.
وادعى بينيت، في ختام زيارته، أن هدف بلاده هو توسيع العلاقات، "بحيث لا يكون هناك سلام بين القادة فحسب، بل أيضا بين الشعوب"، وذلك في تصريحات صدرت عنه قبل صعوده على متن طائرة عائدا إلى إسرائيل.
وقال بينيت: "شكرا للشيخ محمد بن زايد على الترحيب الحار بشكل خاص وعلى المحادثات العميقة والصادقة والهادفة". وأضاف "تحدثنا اليوم عن نقاط القوة النسبية للدولتين وهدفنا هو توسيع العلاقات، بحيث لا يكون هناك سلام بين القادة فحسب، بل سلام بين الشعوب".
وتابع "أغادر الإمارات بتفاؤل كبير بأن هذا النموذج للعلاقة بين الدولتين (إسرائيل والإمارات) يكون حجر الأساس في تشكيل شبكة من العلاقات الواسعة والمتينة في المنطقة كلها".
وفي وقت سابق الإثنين، التقى بينيت وبن زايد، وبحثا "علاقات التعاون والقضايا الإقليمية"، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية ("وام").
وأعرب بن زايد عن "تطلعه إلى أن تسهم زيارته (بينيت) في دفع علاقات التعاون إلى مزيد من الخطوات الإيجابية لمصلحة شعبي البلدين وشعوب المنطقة".
كما بحثا "مسارات التعاون الثنائي وفرص تنميته في مختلف الجوانب الاستثمارية والاقتصادية والتجارية والتنموية، خاصة مجالات الزراعة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة والصحة"، وفق الوكالة.
وفي إطار زيارته، التقى بينيت بوزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وبوزيرة الثقافة الإماراتيين، إضافة إلى اللقاء الذي جمعه بولي العهد، بحسب ما جاء في البيان الصادر عن مكتب بينيت.
وخلال لقائهما ناقش رئيس حكومة الاحتلال ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، سلطان أحمد الجابر، "سبل تعزيز التعاون القائم بين الدولتين، بضمن ذلك في مجالات التكنولوجيا، والتجارة والطاقة، مع التركيز على المشاريع الخاصة بمجال الطاقات المتجددة".
وفي وقت لاحق، التقى بينيت بوزيرة الثقافة الإماراتية، نورة بنت محمد الكعبي. "حيث بحث الاثنان التعاونات القائمة بين الدولتين في مجالات الثقافة والرياضة، بما في ذلك السينما والإنتاج التلفزيوني المشترك".
واعتبر بينيت في مقابلة مع الوكالة الإماراتية أن زيارته تعكس "الواقع الجديد الذي تشهده المنطقة".
وشدد بينيت في مقابلة مع "وام" على أن "العلاقات بين الدولتين توطدت في كافة المجالات وأنا مرتاح جدا بذلك".
وأشار إلى "إبرام العديد من اتفاقات التعاون في مجالات التجارة، والأبحاث والتطوير، والسايبر، والصحة، والتربية والتعليم، والطيران وغير ذلك".
وأضاف "أتطلع لاستمرار تطور العلاقات وتوطيدها".
ومساء الأحد، وصل بينيت إلى مطار أبو ظبي الدولي، وكان في استقباله وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد.
المصدر: عرب 48