يستمر تجرؤ سلطة حركة فتح وأجهزتها الأمنية على الأسرى المحررين من فصائل المقاومة، باعتراض مواكب استقبالهم، وقاعات التهنئة بتحررهم، بينما تشارك الأجهزة الأمنية ذاتها في استقبال الأسرى المنتمين لحركة فتح تيار محمود عباس.
وفي تفاصيل الأحداث التي وقعت مساء يوم الأحد، فقد اعتقلت أجهزة أمن السلطة، عددًا من الشبان، خلال اقتحامها واعتدائها على موكب استقبال الأسير المحرر عبادة قنيص من بيت لحم بعد اعتراض موكب الأسير، رغم تجنب رفع أي راية لحركة حماس وفق ما جاء في رواية العائلة.
وقال شقيق الأسير قنيص، إنهم تفاجأوا بوجود الأجهزة الأمنية خلال استقبال شقيقه عبادة، مضيفًا: بمجرد وصولنا باشروا بالاعتداء علينا بالعصي والهراوات دون سابق إنذار، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية اعتدت على كل الموجودين بالمكان.
كما اقتحم أمن السلطة مكان استقبال الأسير المحرر محمد العارف، من مخيم نور شمس في طولكرم، وأطلق داخله قنابل الغاز وأزال رايات لحركة حماس.
وبحسب مصادر محلية؛ اندلعت مواجهات عقب اقتحام الأجهزة الأمنية للمخيم.
وعلى مدار أسابيع ماضية، شنت الأجهزة الأمنية حملة اقتحامات على مواكب استقبال الأسرى المحررين من سجون الاحتلال، صادرت خلالها رايات تعود لحركات حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية.
من جهتها، استنكرت مجموعة "محامون من أجل العدالة" اعتداء أجهزة السلطة على مواكب استقبال الأسرى المحررين وخاصة المحرر محمد عارف، من مخيم نور شمس بمدينة طولكرم.
وقالت المجموعة في بيان صحفي، إنها تابعت بقلق التقارير الواردة عن اعتداء الأجهزة الأمنية على حفل استقبال الأسير عارف وإصابته بالاختناق والإغماء بسبب قنابل الغاز.
وأكدت المجموعة أن الاعتداء على الأسرى يعني الاعتداء على أحد أعمدة النضال الفلسطيني، وذلك انطلاقًا مما جاء في قانون الأسرى والمحررين الصادر عام 2003، إذ أكد القانون في المادة (2) أن "الأسرى والأسرى المحررين شريحة مناضلة وجزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع العربي الفلسطيني، وتكفل أحكام القانون حياة كريمة لهم ولأسرهم."
واعتبرت أن هذا الاعتداء يأتي ضمن تصاعد الاعتداءات وقمع الحريات الموثقة مؤخرًا في الضفة الغربية، والتي تلاحق المواطنين والنشطاء على خلفية نشاطهم السياسي، بما يخالف القانون الأساسي الفلسطيني الذي يكفل حرية الانتماء والعمل والنشاط السياسي، والمرسوم الرئاسي رقم (5) حول الحريات العامة لعام 2021.
وطالبت المجموعة المؤسسات الأهلية والمدنية والمدافعين عن حقوق الإنسان، بالوقوف ضد تصاعد القمع والتضييق على الحريات العامة منذ مايو/أيار 2021.
بدورها أدانت حركة الجهاد الإسلامي اعتداء أجهزة أمن السلطة على مسيرتي استقبال الأسيرين المحررين العارف وقنيص، قائلةً: "إن هذه الأعمال تتنافى مع مبادئ العمل الوطني المجمع عليها، وخذلان كبير لقضية الأسرى بما يمثل استجابة لمطالب الاحتلال التي تمس بالأسرى وحقوقهم والقواعد الوطنية المعمول بها لتكريم وتقدير الأسرى والمحررين".
وطالبت بوقفة جادة ومسؤولة من القوى والفصائل والمؤسسات والشخصيات لحماية مبادئ وأعراف العمل الوطني، والضغط لكف يد الأجهزة الأمنية، ووقف انتهاكها لحرية العمل السياسي.
وفي التعقيب على ذلك، قال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن زيدان إن ما يجري بحق الأسرى المحررين يعتبر سياسة مؤسفة وتتنافى مع الحس الوطني وكل المبادئ والمقاييس الوطنية، مشيرًا إلى أن التعامل مع الأسرى ينبغي أن يكون بشكل وحدوي وعلى قدم المساواة.
وأضاف زيدان في اتصال هاتفي مع "الرسالة": "قضية الأسرى من أقدس القضايا، ويعد الانتقاص من أي أسير، والتوظيف الأمني لقضية استقبال الأسرى من خلال منع رفع الرايات ومهاجمة بيوت الاستقبال وفض التجمعات والاعتداء بالرصاص والغاز والضرب بالهراوات على المواكب جريمة وطنية".
وأكد أن ما يجري ممارسات مرفوضة ومستنكرة لا تخدم سوى الاحتلال، من خلال طمس قدسية قضية الأسرى ومحاربة كل قيمة وطنية، مبينًا أن ما يجري ليس تصرفات فردية بل سياسة ممنهجة لأنها وقعت في كل مناطق الضفة.