قائمة الموقع

في ذكرى انطلاقتها.. 4 أوراق قوة في جعبة حماس

2021-12-14T12:48:00+02:00
غزة- لميس الهمص

بعد أربعة وثلاثين عامًا على انطلاقتها استطاعت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن تمسك بالعديد من أوراق القوة سواء على المستوى المحلي أو حتى الإقليمي والدولي والتي مكنتها من فرض معادلات جديدة.

وعلى مدار عمر الحركة استطاعت حماس مراكمة الكثير من الإنجازات التي جعلتها الرقم الأصعب والأهم على الساحة الفلسطينية، خصوصًا بعد معركة سيف القدس التي تمكنت خلالها من إدارة المعركة وفرضت شروطها في الصراع والتهدئة.

ويمكن الحديث عن أربع أوراق في جعبة حماس جعلتها رقمًا صعبًا ومؤثرًا في الساحة المحلية والدولية:

أولا: الإنجازات التي حققتها الحركة على صعيد الوضع الداخلي في قطاع غزة، مكنتها من أن تكون الفصيل الأكبر على الساحة المحلية، فهناك إجماع بين المراقبين على أن حماس استطاعت فرض النظام، وضبط السلاح، وحل إشكاليات تسلح العائلات، وهو ما رفع أسهمها بين المواطنين في وقت تنتشر فيه الفوضى والقتل في الضفة الغربية.

وحول ذلك يقول أستاذ العلوم السياسية الدكتور تيسير محيسن: "بالنظر إلى عمر حماس وحجم ما تحقق من إنجازات فإن هناك نقلة نوعية في أكثر من مجال، مبينًا أن أحدًا لم يتصور أن تصل حركة صغيرة في بداية الثمانينات كان لديها مناصرين معدودين لتكون الرقم الأصعب والأهم في الساحة الفلسطينية."

ولفت إلى أن الحركة حققت على الصعيد المجتمعي تأييدًا ورضا رغم الكوابح التي اعترضت مسيرة عملها، مشيرًا إلى أن حماس استطاعت خلال فترة حكمها أن تضبط واقع غزة الأمني وتجعله خاضعًا لإدارة الأجهزة الأمنية وهو ما لمسه العدو قبل الصديق.

ووفق محيسن فإن الحركة تمكنت من ملاحقة عيون الاحتلال واختراقاته في صفوف المجتمع حتى بات الاحتلال عاجزًا عن الحصول على معلومات دقيقة حول المقاومة.

ثانيًا: تمتاز حماس بأنها أكثر القوى تنظيمًا فاستطاعت إجراء انتخابات داخلية منتظمة لوجود بنية مؤسساتية تفوق في نظامها القوى الفلسطينية ذات التاريخ الأقدم.

قوة حماس التنظيمية مكنتها أثناء التحضير للانتخابات التشريعية من الدخول كفصيل وحيد بقائمة موحدة من الكفاءات العلمية والأكاديمية.

ثالثا: عززت الحركة من أوراق قوتها بعد معركة سيف القدس الأخيرة حيث كان التنظيم في صدارة المدافعين عن الأقصى والقدس في الساحة الفلسطينية، وأطلق قذائف صاروخية في عمق الاحتلال، وأثار مظاهرات كبيرة في الضفة الغربية وعلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وأثبت أنه اللاعب المستعد لمواجهة أقوى جيش في المنطقة.

واستطاعت حماس خلال معركة "سيف القدس" فرض معادلة جديدة، اعترف بها كيان الاحتلال، لتبلغ بذلك مرحلة جديدة ليس فقط على خط المواجهة بين قطاع غزة و"إسرائيل"، بل على صعيد الساحة الدولية أيضًا.

ولأول مرة امتلكت حركة حماس قرار الحرب، حيث بادرت إلى معركة "سيف القدس"، وربطت الحرب بأهداف محددة وواضحة.

وحول أوراق القوة التي أضافتها معركة سيف القدس للحركة يقول محيسن: "ما حققته حماس حديثًا في معركة سيف القدس من إنجازات عسكرية وتطوير منظومة القوة رغم ظروفها الصعبة، تسبب بضربات موجعة للاحتلال وجذب أنظار المجتمع الإقليمي والدولي تجاه ما وصلت إليه حالة قوة المقاومة."

ولفت إلى أن المعركة انعكست بشكل إيجابي على مسيرة الاستثمار التي لا زالت مستمرة على الصعيد الدولي من خلال العمل الدبلوماسي وبناء العلاقات مع كيانات ودول مختلفة، مبينًا أن حماس انطلقت في توظيف ما حققته، خاصة وأن إنجازاتها تناغمت مع مزاج الشعوب العربية وكثير من أنصار القضية.

ويرى المحلل السياسي أن حماس تخطو خطوات لتكون قوة في الإقليم لها وزن يصعب على أي جهة تمرير أي مخطط على القضية بسهولة.

رابعًا: امتلاك الحركة للملف الأسخن لمجابهة الاحتلال حيث تحتفظ بالصندوق الأسود المتمثل بأسرى جنود الاحتلال لديها، الذي يشكل صداعًا مستمرًا للاحتلال، بانتظار لحظة الإفراج عن الأسرى في عملية تبادل، على غرار صفقة "وفاء الأحرار1"، التي أثمرت الإفراج عن 1050 أسيرًا وأسيرة مقابل الجندي (الإسرائيلي) جلعاد شاليط.

وفي السياق قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حسام بدران إن الحركة الفلسطينية لديها أوراق قوة لتحقيق صفقة لتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف في تصريح صحفي أن قضية الأسرى على رأس أولويات الحركة وتعمل بكل الوسائل من أجل حريتهم وستكون دومًا في الميدان للدفاع عنهم.

ولم يفصح بدران عن "أوراق القوة" لدى الحركة، بيد أن حماس أكدت سابقًا في أكثر من مرة أنها تحتفظ بأربعة إسرائيليين داخل قطاع غزة دون الكشف عن مصيرهم أو وضعهم الصحي.

ويرى أستاذ العلوم السياسية محيسن أن هذا الملف من الملفات الأسخن، حيث استطاعت حماس توظيف الورقة واستخدامها بطريقة ذكية ولا زالت تناور بالورقة لتحقيق هدف محل اعتبار للشارع الفلسطيني، حتى أنه محط تأييد من خصومها على حسن استخدام هذه الورقة رغم كل المغريات والآلام التي واجهتها.

وبين أن هذا الملف جعل الاحتلال يقدم خطوة ويؤخر اثنتين في التعامل مع غزة ومحاولة تفكيك الملف.

أربعة وثلاثون عامًا مروا على انطلاقة حماس، ولا تزال تراكم أوراق القوة، مستفيدة من جميع التجارب التي خاضتها في مواجهة الاحتلال، والتعامل مع البعدين الإقليمي والدولي.

 

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00