واشنطن – الرسالة نت
يرى مدير الإستراتيجية الأميركية في مؤسسة أميركا الجديدة، ستيف كليمونز أن بنيامين نتنياهو مرغ أنف باراك أوباما في التراب وأهانه مع طاقمه، حين رفض جميع الرشاوي لتمديد تجميد الإستيطان 90 يوماً لاستئناف المباحثات مع الجانب الفلسطيني.
و كتب ستيف كليمونز مدير برنامج الإستراتيجية الأميركية في مؤسسة أميركا الجديدة وناشر مدونة "واشنطن نوت" المعروفة تعليقاً حول انهيار المساعي الأميركية لإقناع حكومة بنيامين نتنياهو بتمديد تجميد الإستيطان 90 يوماً، مقابل عرض سخي من المساعدات العسكرية والضمانات الدبلوماسية.
واعتبر أن فشل الجهود الأميركية فرصة لتجديد التحرك الأميركي بمعالجة مغايرة.ومرة أخرى مرغ نتنياهو أنف الرئيس أوباما في التراب وأهانه مع طاقمة، بمن فيهم هيلاري كلينتون ودينس روس الذي ساعد في إعداد خطة رشوة نتنياهو بالمساعدات العسكرية.
ويُفترض أن أوباما الآن يستشيط غضباً وراء الأبواب المغلقة. ويتساءل المرء إن كان نتنياهو هو السبب في الصعوبة الإستثنائية التي يلاقيها الرئيس المنهك من العمل في الإقلاع عن التدخين.
ويقول كليمونز :" في الحقيقة، إن إنهيار هذه المبادرة السيئة الإعداد التي استصغرت أميركا نفسها، فيها بتقديم الكثير مقابل القليل (تجميد لمدة 90 يوما) إنما هو حدث جلل حقاً. ولو كنتُ مع الرئيس الآن لقلتُ له أن الحظ حالفه بفشل هذا التحرك وأن عليه أن يسترخي.
لو وافق الإسرائيلون على العرض، ثم امتنعوا عن دفع قصة التسعين يوما باتجاهٍ بنّاء، لانتعشت الآمال مجدداً بين الفلسطينيين والعرب بتحقيق تقدم.
وكان إنهيار العملية بعد التسعين يوماً سيلحق من الضرر، بل وسيفجر من أعمال العنف ما يزيد على إنهيارها قبل أن تبدأ.
لا يستطيع نتنياهو وأبو مازن أن يلوما حماس على فشل المحادثات. وليس هناك متطرفون (ما عدا حفنة في الحكومة الإسرائيلية) يمكن توجيه الإتهام إليهم. فإن الطرف الفلسطيني من المعادلة ممثلاً بكل من سلام فياض ومحمود عباس ومحمد دحلان متجاوب مع أميركا، ومعتدل إلى أقصى حد يمكن تصوره. ومع ذلك لم يكن التوصل إلى اتفاق ممكناً.
أوباما لم يسمع النصيحة
كان زبغنيو بريجينسكي وبرينت سكوكروفت وغيرهما من مخضرمي السياسة الخارجية الأميركية في فترة الحرب الباردة، أوصوا بأن يطرح الرئيس أوباما محدداته ورؤيته لمعالم الحل النهائي. وشجعوه بقوة على أخذ زمام المبادرة بيده، وطرح وجهات نظره في هذا الإطار العام قبل الإنتخابات الإسرائيلية في شباط/فبراير 2009.
لم يسمع أوباما نصيحتهم، وكان ذلك خطأ كبيراً. ومنذ ذلك الحين يتحرك أوباما في الأجواء التي أشاعها نتنياهو نفسه.
حان الوقت لتغيير خطة اللعب، كما يحدث في مباريات كرة السلة، وكما حدث في حملة أوباما الانتخابية. وعلى مستشاري أوباما أن يوجهوه إلى ما سيكون في نهاية المطاف صداماً مع نتنياهو، يؤكد سطوة أميركا مقترنة بإنضباط معقول. لكن ما لا ريب فيه أن الرئيس يجب أن يترك بصمته على الإتفاق الذي يريده، وأن يكف عن الرهان على الوهم القائل بأن الطرفين الرئيسيين من النضج أو على درجة من إدراك مصالح أمنهما القومي على المدى البعيد بحيث يمكن أن يتوصلا إلى حل بمفردهما.
الآن، على الرئيس أن يتواصل مع مَنْ لم يسمعهم من قبل. فقد ثبت خطأ أولئك الأعضاء في طاقمه الذين إنجرفوا في دوامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أو الذين ظنوا أنهم يستطيعون أن يجعلوا المعتدلين الفلسطينيين يبدون وكأنهم رابحون في استراتيجية تعمل على قاعدة "إعطاء الكثير بعد فوات الأوان" بمنحهم موارد كبيرة يغدقونها على جماهيرهم، أو الذين إعتقدوا أن بنيامين نتنياهو سينصاع لرئيس الولايات المتحدة بسبب خبرته من رفض الانصياع حين كان رئيس وزراء المرة السابقة.
هذا هو وقت الأفكار الجديدة، وقت يجب أن يسمع الفلسطينيون والإسرائيليون رؤية باراك أوباما لمعالم الحل النهائي وتقديم "مقترحات تجسيرية".
هذا الفشل الذي أُعلن بالأمس، يتيح في الحقيقة فرصة كبيرة. وصادف أن تحادثت مع الرئيس بيل كلينتون في مأدبة العشاء التي أقامتها مجموعة الأزمات الدولية على شرف جورج سوروس، ورغم الأجواء التي تبدو مكفهرة في الظاهر، فإن كيلنتون أيضا يعتقد أن هناك فرصة لدفع الفرقاء إلى الأمام. (على الرئيس أوباما أن يتصل بكلينتون والتحادث معه في هذا الشأن).
هناك افكار قيد التداول سأتناولها باستفاضة في أيام أخرى. لكن ما له أهمية بالغة الآن أن يراجع البيت الأبيض نفسه ويُدرك أن انهيار هذه الخطة كان إنقاذاً له، ويمنح الرئيس أوباما مجالاً أوسع بكثير للعودة إلى إتخاذ موقف مَنْ لديه مصلحة كبيرة راهن بها على التوصل الى اتفاق، وطرح وجهات نظره بصورة مباشرة أكثر.
هذا هو النهج الذي كانت الإدارة تفكر فيه منذ زمن طويل، لكنها كانت من الخجل والتطير بحيث لم تجرؤ على اعتماده. كما أن فشل نتنياهو في الأداء ورفضه العرض المغري الذي قدمه الرئيس أوباما يفتحان الآن الباب لإمكانات أفضل، واكثر تعافياً.