في ذكرى انطلاقتها 23

حماس.. مقاومة نوعية واستهداف مزدوج

غزة-محمد بلّور-الرسالة نت

طعم الانطلاقة الثالثة والعشرون في فم حماس مختلف فنصفها حلو في غزة والنصف الآخر مرّ بالضفة المحتلة .

الآن فهمت لماذا يسرع مقاتلو القسام في غزة حبس الربع الخالي للزناد والإسراع بإطلاق النار ,ذلك ببساطة لأن أهدافهم مرصودة منذ شهور ولا يملكون مزيدا من الوقت .

ورغم حالة الإعداد المستمر التي تعيشها كتائب القسام في غزة إلا أنها في الضفة أضحت بين مطرقة الاحتلال وسندان أجهزة فتح .""

وأثبتت كتائب القسام طوال السنين الماضية قدرتها على التكيف عقب الضربات الموجهة ضدها حيث يتوقع مراقبون للشأن الصهيوني عودة العمليات القديمة للضفة والداخل المحتل .

سجل نوعي

صدقا الناس يحنون لسماع نبأ عمليات استشهادية في تل أبيب والقدس والخضيرة وأخواتها دفاعا عن آلاف المدنيين الواقعين تحت طائلة العدوان اليومية في الضفة وغزة .

الباحث في الشئون الإسرائيلية عدنان أبو عامر لخّص أهم العمليات النوعية للقسام منذ انطلقت حماس قبل 23 سنة في "العمليات الاستشهادية-خطف الجنود-الكمائن المسلحة والطيارة –زرع العملاء المزدوجين" .

كما يزخر سجل القسام عبر 23 سنة بعشرات العمليات خاصة التي نفذت منها مثل بعض الاقتحامات المميزة للمستوطنات وعمليات الأنفاق .

وأكد أبو عامر أن العمليات الاستشهادية كانت الأهم حين نقلت الصراع للجبهة الصهيونية الداخلية التي عاشت لسنوات طويلة بعيدة عن الصراع وتبعات احتلال جيشها .

وأضاف للرسالة نت:"كان مجتمع الاحتلال يعيش بعيدا عن  تبعات الاحتلال لا يشعر بما يفعله الجيش فأدخلت العمليات الاستشهادية الجبهة الداخلية في أوائل التسعينات ومطلع الألفية الجديدة حلبة الصراع" .

أما عمليات الاختطاف فألمح أنها كانت نوعية وأن جزء منها لم ينجح بسبب الواقع المعقد والجغرافية الصعبة التي لم تمنح مقاتلي القسام فرصة كافية للمفاوضات على تبادل الأسرى وإن توجت بأنجح العمليات وهي اختطاف شاليط .

وأوضح أن الكمائن المسلحة والطيارة في الضفة المحتلة شهدت عشرات الاشتباكات خاصة في انتفاضة الأقصى ضد المستوطنين ما عكس عقلية وجرأة عسكرية .

ومثل صراع الأدمغة رابع العمليات النوعية حيث تمكن القسام في بعض العمليات من استقطاب عملاء وتشغيلهم بطريقة مزودة مخترقا المخابرات منذ أوائل التسعينات .

استهداف مزدوج

وتتحرك كتائب القسام بحرية في غزة بينما تتلقى ضربات مزدوجة في الضفة المحتلة من أجهزة فتح وجيش الاحتلال .""

ويرى الباحث في الشئون الصهيونية محمد مصلح أن الاستهداف المزوج عبر التنسيق الأمني يمثل جزء أساسيا من التزامات السلطة تجاه الاحتلال وأنه لن ينقطع .

 

 

وأشار أن الاحتلال خفف منذ أسابيع تواجده في مناطق محددة من الضفة بفضل جهود التنسيق الأمني المستمرة مشددا أن الاحتلال في الوقت ذاته يخشي تحركا لخلايا القسام النائمة .

وأضاف للرسالة نت:"الاحتلال يتحدث مؤخرا عن إمكانية تحرك خلايا نائمة في ظل تعاظم الرأي العام سلبا تجاه السلطة بالضفة ويخشي عودة النمط القديم مثل العمليات الاستشهادية وإطلاق النار" .

أما المحلل السياسي عبد الستار قاسم فأكد أن الاحتلال يوجه ضربته للمقاومة إن توق معه تهم وغطاء وإلا فيوعز للسلطة القيام بالمهمة لأنها مستعدة لاحتجاز أي شخص دون مبالاة.

وحول عودة العمليات الاستشهادية -الأكثر تأثيرا- في الداخل المحتل أوضح قاسم للرسالة نت أن الجدار العنصري ساهم في إحباط كثير منها عاتبا على المقاومة التي اتخذت وقتا كافيا من سنة 2002-2003 ولم تتخطى تلك المشكلة.

أما الضربات المزدوجة للقسام في غزة فنصفها علني والآخر سرّي فالاحتلال يشغّل جيشا من الجواسيس لتزوديه بمعلومات عن القسام  قبل تنفيذ عمليات القصف والاجتياحات .

أما النصف الخفي فهي المعلومات التي يخزنها وتأتيه من أعداء حماس من بعض الضباط والمندوبين السابقين في أجهزة فتح ويكنون حقدا على حماس .

مستقبل المقاومة

فتح تسمي علاقتها مع الاحتلال "تنسيق أمني" وحماس تسميه "خيانة بربطة عنق" وعموما أصبح أعداء المقاومة كثيرون .

وقال المحلل مصلح أن التنسيق الأمني يجهض عمليات المقاومة بشكل مبكر داعيا المقاومة بالضفة لزيادة الإعداد والتحلي بجرأة إضافية قبل تنفيذ عمليات في العمق الصهيوني .

ورأى المحلل قاسم أن المقاومة لابد أن تتحلى بالسرّية في كافة أنشطتها منتقدة الأنشطة والاستعراضات العلنية لحماس والجهاد الإسلامي .

وأضاف: "لابد أن تكون المقاومة سرّية لتنجح ويزيد رصيدها مع فهم ظروف غزة المحاصرة والضفة المحتلة" .

ودعا للعمل بنظام الخلايا السريّة متمثلة في خلية واحدة في كل فرد تتصل بنقطة ميتة وتنفذ عملها في الخفاء.

القريب العاجل

وشهدت الضفة المحتلة قبل عدة شهور عمليات إطلاق نار للقسام جاءت بعد "شوق وعطش" في الضفة المحتلة , لكن التنسيق الأمني أدى لاغتيال منفذيها بعد أسابيع .

ورفض المحلل قاسم عودة تلك العمليات إلا بشكل سريّ للغاية يكفل سلامة منفذيها متسائلا "قد تكون المقاومة قطعت شوط في الإعداد لشيء ما ؟!" .""

أما المحلل مصلح فيرى أن النظرة السلبية عن السلطة في الضفة ستساهم في عودة المقاومة لعمليات إطلاق النار وما أمكن فعله.

ويترقب كثيرون تصعيدا قريبا على غزة قد لا تكون غالبا في مصلحة الاحتلال الأكثر قوة تدميرية .

عن التصعيد المرتقب قال المحلل مصلح: "سيتضررون أكثر فقد انكشفت جبهتهم الداخلية في حريق الكرمل لذا على المقاومة ابتداع أساليب جديدة والاستفادة من تلك نقطة الضعف تلك" .

أما المحلل قاسم فنوّه للفارق بين الأسلوب العسكري في غزة تحت الحصار عن الضفة المحتلة مشيرا أن حماس يجب ألا تلتفت لمن يتحدث عن وقف الصواريخ لأن المعادلة الميدانية اكبر من ذلك.

أما المحلل أبو عامر فيرى أن الاحتلال لن يصمت على تعاظم القدرات اللوجستية لحماس في غزة لتتحول لجيش نظامي كنموذج حزب الله .

وتوقع أن تكشف الشهور القادمة توجه الاحتلال, هل سيعود للعمليات والتصعيد السابق أم سيوجه ضربة كبيرة لغزة يسبقها حرب استخبارات مركزة.

البث المباشر