سلّطت وسائل إعلام عبرية الضوء على الحضور الجماهيري القوي لكوادر وأنصار حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية، خلال احتفالات الذكرى الـ34 للانطلاقة.
وخصصت قناة “كان” العبرية تقريرا تطرقت من خلاله إلى إحياء الكتلة الإسلامية الجناح الطلابي لحركة حماس، الذكرى الـ34 لانطلاقة الحركة، بمشاركة ملثمين وحضور عدد كبير من طلاب وطالبات الجامعة، أمس الثلاثاء.
تهديد حقيقي
ونبهت في إشارة، منها إلى جرأة الفعالية وتحدي الكتلة الإسلامية لتهديدات الاحتلال، إلى أن المشاهد الواردة من جامعة بيرزيت ليست من قطاع غزة بل من مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وقالت القناة إن حماس هي التهديد الحقيقي بالضفة الغربية على الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
وأضافت أنه بالرغم من جهود أجهزة أمن السلطة لإعادة السيطرة على الوضع، يوجد حتى الآن أماكن مركزية بالضفة تعمل فيها حماس بُحرية كاملة وكما تريد بدون خوف.
في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن مدن الضفة خصوصا جنين ونابلس تعتبر مدن خطيرة على قوات الاحتلال ولا يُمكن اقتحامها دون حدوث اشتباكات.
كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت خلال الأيام الماضية حملة اعتقالات واسعة في مناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلة، اقتحمت خلالها جامعة بيرزيت وصادرت مقتنيات ورايات للكتلة الإسلامية.
وطالت حملة الاعتقالات أسرى محررين من حركة حماس، بينهم القيادي في الحركة الشيخ حسن يوسف، بينما استدعت قوات الاحتلال القيادي حسين أبو كويك، للتحقيق معه في معتقل “عوفر”، وذلك لثنيهم عن المشاركة في فعاليات الانطلاقة الـ34.
ورغم تهديدات الاحتلال والحملة الأمنية المسعورة التي تشنها إلى جانب السلطة، فقد احتفلت جماهير الشعب الفلسطيني في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، بانطلاقة حماس.
وشارك المواطنون مساء أمس الثلاثاء في مسيرة للمركبات بقرى رام الله، رافعين أعلام حركة حماس وردد الأناشيد الوطنية.
وشهدت قرى وبلدات المغير وترمسعيا وأبو فلاح شرق رام الله، احتفالات ومسيرات بذكرى الانطلاقة.
وفي نوفمبر الماضي، سلّطت وسائل إعلام عبرية الضوء على المشاركة العلنية لمسلحي كتائب القسام في تشييع جثمان القائد الوطني وصفي قبها، مشيرة إلى أنها اعتبرت من قبل مؤسسة الاحتلال العسكرية حدثا غير عادي.
وبحسب ما أوردت القناة “12” العبرية، فإن “ما أثار غضب الإسرائيليين هو تجمع حشود من المسلحين الملثمين التابعين لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وقد ساروا في شوارع جنين دون أي حساب للسلطة الفلسطينية”.
وأضافت القناة: “هذا ليس قطاع غزة، بل مدينة جنين وليس مخيم اللاجئين، وليس بعيدًا عن المقاطعة برام الله، وعن العفولة داخل الأراضي المحتلة عام 1948”.
وتابعت: “إن وجود أعضاء حماس في الشوارع بشكل علني هو نوع من التحدي لإسرائيل والسلطة الفلسطينية”.
تصاعد الاشتباكات
ويخوض مقاومون مسلحون اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال التي تقتحم بين حين وآخر أكثر من منطقة ومدينة بالضفة الغربية المحتلة لاعتقال من تصفهم بالمطلوبين، حيث يترصد المقاومون آليات الاحتلال ويطلقوا عليها النار بكثافة.
وتصاعدت المقاومة المسلحة في مدينتي جنين ونابلس على وجه الخصوص بشكل لافت خلال الآونة الأخيرة، خاصة في الفترة التي تزامنت مع معركة “سيف القدس” في غزة والعدوان على القدس والضفة وأراضي الـ48.
وفي الساعات الأولى من فجر الاثنين الماضي، استشهد الشاب جميل الكيال من حي رأس العين في نابلس إثر اشتباك مسلح خاضه مقاومون مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس.
وشهد شهر نوفمبر تشرين الثاني الماضي تصعيدًا في عمليات مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين، ما أدى إلى استشهاد (4) فلسطينيين، ومقتل إسرائيلي وإصابة (27) آخرين بجراح مختلفة.
ووفق تقرير أعدته الدائرة الإعلامية لحركة “حماس” بالضفة الغربية، بلغت أعمال المقاومة خلال الشهر الماضي (594) عملا مقاوما، بينها (15) عملية إطلاق نار واشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، جرت (8) عمليات منها في نابلس.
ونفذ القيادي في حماس الشيخ فادي أبو شخيدم أبرز العمليات المسلحة، حيث انقض على قوات الاحتلال في باب السلسلة بالبلدة القديمة من مدينة القدس بالسلاح، وقتل إسرائيليا برصاصة في الرأس، وأصاب (3) آخرين، قبل أن يستشهد برصاص الاحتلال.
المصدر: الحرية نيوز