ما طرحته الجبهة الشعبية من خارطة طريق نحو تحقيق المصالحة وإنهاء الإنقسام شيء جميل ويتفق معه غالبية الفصائل الفلسطينية إلا محمود عباس وزمرته ، لأنهم لا يريدون أن يعاد بناء منظمة التحرير بعد أن أصبحت جسم هرم لا حياة فيه ولذلك أحياء المنظمة وعودة الحياة لها هو تهديد لسلطة أوسلو وسلطة عباس والمتنفذين من فتح، ولذلك ما طرحته الجبهة لن يلقى أذانا صاغية عند محمود عباس ومن حوله ممن لا يريدون مصالحة ويرغبون بالإستمرار في الإرتماء في الحضن الصهيوني وليس مقاومته كما هي الأدبيات التي قامت عليها المنظمة ،فالأمر مرفوض من عباس ومن يدور في فلكه ومن يسانده من قوى أقليمية ،ولذلك فكرة الشعبية لن ترى النور.
تماما كما يطرح اليوم محمد دحلان ويتحدث أن الحل يكمن في الدولة الواحدة بعد أن باتت فكرة حل الدولتين مستحيلة في ظل رفض الكيان للفكرة، ونظرته للقدس و للضفة الغربية والأغوار على أنها إمتداد للكيان وجزء مهم من أمنه.
فكرة دحلان والتي يؤيدها أحمد يوسف ويرى أيضا هي الحل للقضية الفلسطينية ، ولا أعتقد أن ما طرحة دحلان ويريده احمد يوسف بالجديد ،لأن الفكرة التي يتحدثون عنها طرحت قبل أكثر من عشرين عاما ولكنها مرفوضة من قبل الكيان، وقد رفضت كذلك عندما تم التلميح بها من قبل عباس والسلطة ايضا كانت مرفوضة .
الفكرة التي يطرحها دحلان فكرة ميته ولن يعطيها الكيان أذان صاغية، ولن يلتفت لها ،ولذلك هي فكرة ولدت ميته ، وكما مبادرة الشعبية ولدت ميته ولسبب أن عباس يرفضها وفكرة دحلان الاحنلال يرفصها.
وعليه أنصح الجميع عندما يريدون طرح افكارا لحل القضية أن يطرحوا أفكار حية يمكن التعاطي معها ، وعليه هذه حلول ليس للحل .
نعم ان نطرح المبادرات والأفكار بشكل يمكن ان يكون في طياته عوامل الحياة، وأعتقد أن الحل يكمن في تعزيز الصف الفلسطيني وتمتينه والعمل على إنهاء أصحاب فكر أوسلو القائم على الإعتراف، وتنظيف الساحة الفلسطينية من أمثال هؤلاء والعمل على تنحيتهم جانبا لفشلهم وسيرهم في طريق التنازل والإعتراف وضياع الحقوق، ثم العمل على تعزيز وحدة الشعب الغلسطيني لأنها أول طريق النصر.
ثم حل الدولة الواحدة ليس حلا للقضية الفلسطينية ليس لكونه مرفوضا من قبل الصهاينة ،وليس لكون الفلسطينيين لا يقبلون العيش مع اليهود والمسيحيين في دولة واحدة ،فهم عاشوا منذ زمن مع من هم فلسطينيون من يهود ومسيحيين، والرفض بسبب عنصرية يهود وفاشيتهم وعدم قبولهم بالأخر ولعدم قناعاتهم بأن هذه الأرض لأهلها من الفلسطينيين سواء كانوا مسلمين ومسيحيين ويهود، ومن ليس منهم عليه الرحيل إلى حيث أتى، هذا هو الحل والذي سيكون وإن طال الزمن.