عدّ خبراء عسكريون وأمنيون، مناورة "درع القدس" القسامية، رسالة مزدوجة تحمل في طياتها تهديدا رادعًا للاحتلال، وطمأنة للجبهة الداخلية في ظل ارتفاع نبرة التهديد "الإسرائيلية"، وإجراء جيش الاحتلال أكثر من مناورة تحاكي حربًا على قطاع غزة.
ونشرت كتائب القسام فيديوهات وصور لمناورة درع القدس التي انطلقت بغزة، أمس الأربعاء، يظهر فيها محاكاة مجاهدي القسام اقتحام مواقع صهيونية، وأسر جنودًا من جيش الاحتلال.
وأكدّ خبراء لـ"الرسالة نت" أنّ المناورة تأتي في سياق التأكيد المستمر على جهوزية المقاومة.
مؤشرات المستقبل!
بدوره، أكد اللواء والخبير العسكري واصف عريقات، أنّ المناورة تقدم مؤشر لتوجه المقاومة في المستقبل، لمرحلة تقتضي أن يكون السيناريو فيها الانتقال من مرحلة الدفاع السلبي الى الدفاع الإيجابي (الاقتحام)".
وقال عريقات للرسالة نت، إن المناورة حملت رسالة ذات بعدين، الأول: موجه للإسرائيليين والفلسطينيين أن هناك تطور في أداء المقاومة، والبعد والثاني: يحمل تحذيرًا للإسرائيليين مفاده أن المقاومة ستنتقل من مرحلة إلى مرحلة متطورة أكثر.
وأكد الخبير العسكري، أن المناورة تعزز معنويات المقاتلين وتمنحهم مزيد من المعرفة بمهارات الميدان والتنسيق والتعاون لتنفيذ مثل هذه العمليات مستقبلا، وهي مؤشر على تطور المقاومة بشكل عام.
رسائل ردع
ومن جهته، أوضح اللواء والخبير العسكري رفيق أبو هاني، أن مناورة درع القدس تمثل نشاطًا عسكرية لكتائب القسام، التي تؤكد على استراتيجية الردع لديها.
وقال أبو هاني لـ"الرسالة نت" إنّ "المناورة تحمل رسائل متعددة للعدو أبرزها بأن "المقاومة قادرة في أي زمان ومكان على المبادرة العسكرية والروح التعرضية".
وأشار أبو هاني إلى أن هذا الردع يقوم على إبراز أنشطة عسكرية إما باستخدام تجارب صاروخية أو مناورات عسكرية. وأضاف: "عسكريا أفضل استخدام للسلاح هو عدم استخدامه؛ بمعنى تحاول المقاومة عبر المناورة أن توجه رسالة ردع مفادها أن سلاحها جاهز وعلى أتم الاستعداد لتشغيله إذا ما اعتدي عليها، أو ارتكب الاحتلال أنشطة عدوانية بحقها".
في المقابل، يؤكد أبو هاني أن المناورة تحمل بعدا مهماً لتعزيز روح الجبهة الداخلية ورفع معنوياتها، من خلال التأكيد على أن المقاومة جاهزة للدفاع عن شعبها بأي وقت".
وشدد على أنه لا يمكن عزل المناورة عن الرد على المناورات الإسرائيلية التي شهدها غلاف غزة خلال الفترة الماضية. وقال إن "هذه المناورات حملت بعدا تهديديا لقطاع غزة، وهو ما استوجب من المقاومة التأكيد بجهوزيتها".
نظام متكامل!
لم يختلف الخبير العسكري رامي أبو زبيدة، عن سابقيه، الذي أكد أن المناور تظهر تطورات القسام بكل وسائلها القتالية، وتأتي لمواصلة تبعات نتائج معركة سيف القدس.
وأوضح أبو زبيدة لـ"الرسالة نت" أن المناورة تظهر التماسك في بنيان الكتائب التنظيمي، وتكامل نظامها، وقال إن "الكتائب أصبحت نظاما متكاملا من حيث الأداء والقيادة والسيطرة والخطط الدفاعية والهجومية".
ولفت أبو زبيدة إلى أنّ المناورات عادة تركز على سيناريوهات دفاعية تتجهز ويتدرب لها مقاتلو القسام لمواجهة أي عدوان.