بدأ الأسرى في سجون الاحتلال، مساء أمس، تنفيذ خطوات احتجاجية، رفضًا لعزل الأسيرتين شروق دويات ومرح باكير في زنازين سجن الدامون، وفقًا لما أفاد به نادي الأسير، الجمعة.
والحقيقة أن التصعيد ضد الأسرى لم يتوقف منذ أحداث نفق الحرية وكأن الاحتلال يصب غضبه وانتقامه منهم ويتفنن في تعذيبهم وقد طال التعذيب ممثلات الأسيرات في سجن الدامون، الأسيرات دويكات وباكير في العزل الانفرادي.
ولكن الأسيرتين نقلتا إلى سجن مجدو وعزلتا هناك، وفقاً للمعلومات التي وصلت المحامين وأهالي الأسيرتين اليوم، ما دفع أسرى الدامون للبدء بخطوات احتجاجية رفضاً لسياسة العزل والتنكيل التي ينهجها الاحتلال في الفترة الأخيرة.
وقال بيان صادر عن نادي الأسير إن الأسرى أغلقوا الأقسام، وقرروا ارتداء اللباس الخاص بإدارة سجون الاحتلال (لباس الشاباص)، مبينًا أن هذه الخطوة تعني أن الأسرى في حالة استعداد لأي مواجهة مع إدارة السجون، وهذا الزي هو الزي الرسمي الذي تفرضه إدارة السجون والموسوم بإشارة المعتقل.
وأضاف البيان أنه في حال لم تستجب إدارة السجون لمطلب الأسرى بإنهاء عزل الأسيرتين دويات وباكير، فإن ممثلي التنظيمات سيخرجون من أقسامهم إلى الزنازين، محملين الإدارة مسؤولية ما قد يحصل لاحقًا.
بدوره يؤكد حسن عبد ربه المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى أن هذه الخطوة تأتي تعبيرا عن رفض الأسرى ورسالة إلى إدارة السجون بأن هذه هي الخطوة الأولى نحو تصعيد أكبر.
ولفت إلى أن الخطوات ليست احتجاجا على نقل الأسيرتين فقط وإنما رفضا لسياسة التعذيب والإهمال حيث تعرضت إحدى الأسيرات للتعذيب أثناء النقل في البوسطة قبل أسبوع، ما أدى لاحتجاج جماعي نتج عنه قرار عزل ممثلتي الأسيرات.
ويرفض الأسرى الاعتداء على الهيكل التنظيمي للحركة الأسيرة داخل السجون وعلى ممثلي الأسرى، معتبرين أن المساس بالهيكل التنظيمي هدم لمنجزات بناها الأسرى على مدار سنوات.
ووفق المعلومات الواردة من السجون، فقد قرر الأسرى إغلاق الأقسام ورفض الفحص الأمني، وتحميل إدارة السجون المسؤولية عن أي مواجهة قد تحدث داخل السجون.
ولفت عبد ربه إلى أن هناك عقوبات على 12 أسيراً بعوفر، كما أن هناك تكثيفاً لعمليات عزل الأسرى.
فؤاد الخفش الناشط في قضايا الأسرى، أكد في مقابلة مع "الرسالة" أن السجون لم تكن يوما هادئة لأن الاحتلال يسعى دائما لاستفزاز الأسرى، وكل ذلك نتيجة للتحريض الذي يقوم به أعضاء الكنيست ضدهم والتي ينتج عنها سن قوانين ضدهم، مشيراً إلى أن إدارة السجون أقدمت على التصعيد والعزل بعد أحداث نفق جلبوع.
واعتبر الخفش أن الخطورة في نقل الأسيرتين تكمن في عزلهما مع نقلهما إلى مجدو وهي سابقة لم تحدث لأن سجن مجدو خاص بالرجال ولا توجد فيه أي أسيرة، متسائلاً: كيف تعزل الأسيرتان في سجن الرجال؟!.
ويلفت الخفش إلى أن هذا التصعيد في ممارسات الاحتلال ضد الأسرى يأتي في ظل صمت الشارع الفلسطيني في الضفة، وعدم ممارسة السلطة لأي ضغط على مصلحة السجون، حتى أنها لا ترسل رسالة تضامنية مع الأسرى.
ويقول الخفش: دائما إدارة السجون تتخوف من تصعيد الأمور داخل المعتقلات، لذلك تحاول خلق واقع مختلف بين الوقت والآخر من خلال عزل أو نقل أو تغيير مكان الزنازين وفرض عقوبات مثل منعهم من العلاج أو الزيارات أو الكانتينا.
يذكر أنّ الأسيرة الجريحة دويات معتقلة منذ عام 2015، ومحكومة بالسّجن 16 عامًا، والأسيرة الجريحة مرح باكير معتقلة كذلك منذ عام 2015، وهي محكومة بالسّجن ثماني سنوات ونصف، وقد كان عمرها 16 سنة لحظة اعتقالها.