تُنهي الضفة المحتلة عام 2021، على تصاعد المقاومة المسلحة والشعبية بشكل لم تشهده الضفة منذ انتفاضة القدس عام 2015، واجتياح الضفة عام 2002.
ويرى مختصون أن معركة "سيف القدس"، التي خاضتها المقاومة في قطاع غزة ضد (إسرائيل) في مايو الماضي، أسست لمرحلة جديدة من الصراع مع المحتل وشجعت على العمليات في الضفة والقدس.
وخلال الشهور الماضية، دق الاحتلال ناقوس الخطر لخروج الضفة عن السيطرة.
تسارع الوتيرة
وفي استعراض لأبرز عمليات المقاومة في الضفة خلال العام 2021، برز مخيم جنين وتشكيل غرفة عمليات مشتركة، وإطلاق النار المتكرر على حاجز الجلمة.
كما أن المقاومة الشعبية في جبل صبيح قرب نابلس، شكّلت علامة فارقة في استلهام المقاومة الشعبية من مسيرات العودة في قطاع غزة.
واصطدمت المنظومة الأمنية (الإسرائيلية) خلال 2021، بسلسلة عمليات شكّلت صعقة لقادة الاحتلال، أهمها عملية حوميش، وعملية الشهيد فادي أبو شخيدم في القدس.
بدوره، قال المختص في الشأن (الإسرائيلي) أيمن الرفاتي إن الإعلام العبري ينظر للقضية الأمنية خلال العام الجاري 2021 بالضفة والقدس بخطورة شديدة، خصوصاً مع تصاعد العمليات.
وأوضح الرفاتي في حديث لـ "الرسالة نت" أن التخوفات تتصاعد في ظل عجز المنظومة العسكرية والأمنية عن احتواء العمليات في الضفة والتخوف من تصاعدها بصورة كبيرة.
وأشار إلى أن قادة الاحتلال يعلمون جيداً أن معركة "سيف القدس" كانت علامة فارقة في تصاعد العمليات في الضفة والقدس.
وبيّن أن المقاومة المسلحة والشعبية التي تصاعدت كثيراً خصوصاً في جبل صبيح، الذي استلهم التجربة من قطاع غزة، أسست لمرحلة مقبلة أكثر خطوة على المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وأضاف الرفاتي: "يدرك قادة الاحتلال أن تصاعد العمليات الفردية لا يمكن منعه في ظل الوضع القائم، والإعلام العبري يحاول حرف الأنظار عن الأسباب الرئيسية للعمليات والمتمثلة في زيادة الاستيطان واستمرار الانتهاكات وعدم وجود حلول سياسية أو اقتصادية".
ولفت إلى أن التعاون الأمني مع السلطة خلال العام الجاري، بات لا يوفر الحماية للاحتلال كما كان يحدث سابقاً، وهناك جيل جديد -ولد في انتفاضة الأقصى- يدرك أهمية العمل المقاوم ولا يؤمن بالمفاوضات.
وختم الرفاتي حديثه: "الاحتلال يدرك أن عام 2022 يحمل الكثير من التحديات في ظل احتمالية دخول جبهة ثالثة تتمثل في الداخل المحتل والضفة الغربية بجانب جبهتي غزة والشمال، مع أي توتر أمني.
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله العقاد أن (إسرائيل) بدأت تدرك أن محاولات طمس المقاومة في الضفة لم تنجح خلال السنوات الماضية رغم التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية.
وقال العقاد في حديث لـ "الرسالة نت": "الاحتلال بات يتجهز جيداً لمواجهة بنية المقاومة المنظمة والفردية والشعبية في الضفة".
وأضاف: "تلقت المنظومة الأمنية في الضفة والقدس عدة صفعات خلال العام الجاري، والتحذيرات تزداد خلال العام المقبل".
ولفت العقاد إلى أن المقاومة الشعبية بالضفة ونقل التفاصيل من مسيرات العودة إلى جبل صبيح، كانت تجربة بارزة في تاريخ المقاومة مع الاحتلال يجب تعميمها في العام المقبل.
وتوقع تطوّر العمل المقاوم خلال العام المقبل، مشيراً إلى أنه امتداد طبيعي للتطور الحاصل خلال العام الجاري 2021.
وأكد أن ما يزيد تخوف قيادة الاحتلال هو أن الجيل الذي يقود عمليات المقاومة بالضفة هو جيل الانتفاضة الثانية، الذي عاش تحت "التعاون الأمني" ولم تنجح معه محاولات حرف البوصلة عن العمليات خلال السنوات الماضية.
ووفق إحصائيات صحفية، فإن حجم أعمال المقاومة الشهرية في النصف الثاني من العام الجاري تراوح بين (400-600) مواجهة شهرية بين إطلاق نار، وإرباك ليلي، وطعن، ورشق بالحجارة والزجاجات الحارقة، وإطلاق ألعاب نارية.
والأسبوع الماضي، قال رام بن باراك، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست (الإسرائيلي): "نعيش في وسط موجة من الهجمات"، متهماً حركتي حماس والجهاد الإسلامي بتشجيع الفلسطينيين على تنفيذ المزيد من العمليات.