حالة من السخرية والغضب عمت مواقع التواصل الاجتماعي أمس الجمعة، بعدما نشرت وزارة الأوقاف، التابعة لحكومة اشتية، تفاصيل خطبة الجمعة والتي تتحدث عن فضل فصل الشتاء عند المسلمين، في الوقت الذي تستغيث فيه قرى الضفة المحتلة من إرهاب المستوطنين والاعتداء عليهم.
شعور المواطنين أن الحكومة منفصلة عن الواقع الذي يعانوه بسبب الاحتلال أثار غضبهم، وتساءلوا بتهكم في تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي "هل تنتمي وزارة الأوقاف لأوجاعنا أم أن تبعيتها لسلطة التنسيق الأمني مسخت وظيفتها وباتت مجرد مؤسسة تغطي تخاذل السلطة عن حماية المواطنين من إرهاب الاحتلال ومستوطنيه؟
ليست المرة الأولى التي تتجاهل فيه سلطة رام الله الأحداث الوطنية وتفرض عناوين بعيدة عن الواقع لخطبة الجمعة في الضفة المحتلة، فمثلاً في شهر سبتمبر الماضي حين كانت المعتقلات تغلي بسبب الإجراءات، وزعت وزارة الأوقاف تعميماً على خطباء المساجد للحديث عن مكارم الأخلاق.
وعلى وسم "الشتاء بستان الطاعة" رصدت "الرسالة" سلسلة من التغريدات التي عبر من خلالها نشطاء فلسطينيون بتهكم على العنوان الذي فرضته حكومة اشتيه على الخطباء يوم الجمعة.
عبر تويتر كتب رجب أبو قاسم: "خطبة الجمعة في مساجد الضفة الغربية بعنوان "الشتاء بستان الطاعة وميدان العبادة " الشيخ اللي ما بخطبش عن اعتداءات المستوطنين المتكررة، ودم البطل محمد عباس وبقية الشهداء، وقمع أسرانا وأسيراتنا، وظلمنا وقهرنا وقمعنا وهدم بيوتنا.. تصلّوش وراه".
أما كمال الخطيب فغرد بعدما ذيل تغريدته ببيان وزارة الأوقاف: "الأوقاف تعلن خطبة يوم الجمعة غدا في مساجد الضفة (..) الضفة على صفيح ساخن وأزلام السلطة دان من طين ودان من عجين".
أما دعاء فكتبت: "أوقاف سلطة عباس تعمم على خطباء المساجد بصلاة الجمعة في محاولة للتغطية والتغافل عن انتهاكات قطعان المستوطنين على سكان قرية برقة بنابلس مساء أمس".
في حين غرد حسين خزام: "استشهدت مُسنّة فلسطينية نتيجة الهمجية الاسرائيليّة على سيارة "مدنيّة"، هل ستبقى خُطَب الجمعة في الضفّة الغربية حول فصل الشتاء أم أنها ستتحول إلى استحباب حضور بابا نويل في المنازل؟
بينما وضعت أميرة البرغوثي صورة للأسير المحرر أحمد القدرة، الذي أفرج عنه الخميس الماضي وكتبت، "بعد تحرره بأيام.. الأسير المحرر أحمد القدرة يعتلي منبر الجمعة في أحد مساجد غزة ويخطب عن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال (..) زي ما بصير عنا بالضفة بالضبط.. صحيح.. ذكروني عن شو كانت خطبة الجمعة عنا؟ #الشتاء_بستان_الطاعة".
وتتسلط حكومة اشتية على كل من يخالف التعليمات من الخطباء، ففي مطلع الشهر الجاري فصلت وزارة الأوقاف الداعية الشاب بلال أبو حسن، الذي تحدث في خطبة الجمعة عن ضرورة الوحدة الوطنية، ونبذ الخلاف وإحلال المصالحة، مستشهدا بتجربة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة وأدائها الوحدوي خلال العدوان الأخير على غزة.
لم ترق خطبته لوزارة الاوقاف التابعة لحكومة اشتيه اشتية، فأصدرت قراراً بفصله من وظيفته عقاباً له، ليستمر بذلك مسلسل الإقصاء من الوظيفة العامة.
ونشر الشيخ بلال أبو حسن على صفحته على فيسبوك منشوراً توضيحياً لما جرى: "وزارة الأوقاف تقوم بفصلي من الوظيفة، رغمَ أنّ معدلي 96.2 في الفرع العلمي في التوجيهي، وتخرجي بامتياز من جامعة النجاح في تخصصِ الشريعة، ولمْ يبقَ لي إلّا الرسالةَ في مرحلةِ الماجستير".
وتابع:" كل هذه الأمور لم تشفع لي لأثبّت في الوظيفة، وذلك لأني لم أبع ضميري وتكلمت حين سكت الناس وناديت بالوحدة الحقيقية بين أبناء هذا الشعب ورفضت الذل والهوان (..) تركنا الطب والهندسة والدنيا كلها علشانك يا رب".