قائمة الموقع

في 2021 .. قمع الصحافيين أظهر الوجه الحقيقي للسلطة

2021-12-25T21:00:00+02:00
في 2021 .. قمع الصحافيين أظهر الوجه الحقيقي للسلطة
غزة_رشا فرحات

ربما كان عام 2021 هو العام الذي أظهر وجه السلطة الوحشي، وخاصة بعد مقتل نزار بنات.

وأكدت التفاصيل اللاحقة لمقتله كيف يتحول الرئيس إلى أداة لسحق كل أشكال المعارضة ومحاباة الفساد، فكان عاما مختلفا  في الضفة الغربية، وسيلقي بظلاله على العام القادم لما كان فيه من أحداث تمس واقع الصحافيين تحديداً.

وفي النصف الأول من هذا العام، وصل عدد الانتهاكات من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية 119، بينما بلغت ذروة الانتهاكات في حزيران المنصرم .

وسجلت وحدة الرصد والمتابعة  73 انتهاكاً خلال شهر يونيو بحق الصحافيين والصحافيات في الضفة الغربية أثناء مشاركتهم في تغطية تظاهرات في رام الله.

ثم بدأت الانتهاكات ضد الصحافيين تزداد منذ حزيران حتى اليوم حتى وصلت إلى 110 انتهاكاً خلال شهر نوفمبر الماضي، حسب التقارير الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.

وسجّلت وحدة الربط والمتابعة التابعة للمكتب 99 انتهاكاً من الاحتلال ومستوطنيه وإدارات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال محاربة المحتوى الفلسطيني، و11 انتهاكاً من  الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالضفة الغربية".

 وأوضحت الوحدة أنها رصدت 14 حالة اعتقال وتمديد وتجديد اعتقال، واحتجاز واستدعاء، من قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين خلال نوفمبر.

وفي لقاء معه للحديث حول واقع الصحافيين  في الضفة الغربية، قال الصحافي علاء الريماوي، الذي كان له تجربة اعتقال في سجون السلطة على خلفية المطالبة بمحاسبة قتلة بنات: "السلطة تنهج منهجية الخوف، فلا يصح أن يكون شعب تحت الاحتلال تحت منظومة لا تقبل النقد، ونحن الصحافيين لم يكن لنا نية التخريب حينما طالبنا بالعدالة بل كانت نيتنا الإصلاح"

وأضاف الريماوي "للرسالة": "لقد كان هذا العام أسوداً على واقع الصحافيين وقد فضح سلوك السلطة وحكومة شتية، فلم يعد الصحافي يشعر بالأمان في عمله، بعد إغلاق المؤسسات ومنع مؤسسات أخرى من العمل وحجب المعلومات عنها.

 والأهم من كل ذلك، حسب الريماوي، هو الاعتداءات التي جرت وما نتج عنها من تهديد وقمع، فكل ذلك فضح السلطة وكشف الوجه الآخر لها،  لافتاً إلى أن السلطة قد استخدمت كل أساليب القمع، والتي لم تحدث في عهد أي حكومة فلسطينية سابقة.

ويقول الصحافي عماد أبو عواد من رام الله، الذي كان أحد ضحايا القمع من القوات التابعة للسلطة إن هذا العام كان مليئا بالضغط على الصحافيين من الأمن الفلسطيني، الذي يريد أن يكون الإعلام متبنياً لروايته، مضيفاً: لقد كان عاماً صعباً جداً نتيجة لتعرض الكثير من الزملاء للاعتداء النفسي والجسدي.

ويذكر الصحافي عماد أبو عواد "للرسالة" التهديد الممنهج لكشف صور الصحافيات بعد مصادرة هواتفهن، وإغلاق بعض المؤسسات الإعلامية كمؤسسة "جي ميديا" ومنع إعطاء التراخيص، بالإضافة الى تغييرات كبيرة على وزارة الإعلام لتقييد عمل الإعلاميين من خلال وضع قوانين وتعديل أخرى.

لقد فضحت انتهاكات الصحافيين الوجه الآخر للسلطة ما بعد نزار بنات التهديد الذي يتعرض له الصحافيون يومياً في واقع أصبح فيه الصحافي اليوم دون حماية ودون نقابة للدفاع عن حقوقه، الوجه الذي لم يتفاجأ الصحافيون حينما رأوه.

اخبار ذات صلة