قائمة الموقع

"أين وكالة معا "المستقلة" من مهرجان انطلاقة حماس؟!

2010-12-14T19:40:00+02:00

بقلم- إبراهيم المدهون

انتهى قبل قليل مهرجان انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، وقد شهد المهرجان التجمع الأكبر في تاريخ القطاع والضفة، فضاق المكان بالحشود الجماهيرية التي ليس لها أول ولا آخر، وتوافدت وسائل الإعلام من الشرق والغرب بمختلف اللغات واللهجات تشهد وترقب هذا الحدث السنوي الأهم والأبرز في قطاع غزة، وترتقب وتقيم وتقترب من اكبر حركة فلسطينية معاصرة، لتسمع مواقف الحركة، وتشاهد جماهيريتها فتتصور وتستنتج الخريطة الفلسطينية القادمة.

فهذه المناسبة وهذا الحشد وهذه الصورة تعطي للمتابع ماذا بعد في الملفات السياسية الأهم؟ لما لحماس من ثقل في المنطقة، فلم تتخلف قناة إعلامية أو خبير سياسي ومراقب دولي ومتابع ومهتم إن كان موافقا للحركة أو معارضاً لسياستها، وتوجهت الأنظار جميعها إلى ساحة الكتيبة الخضراء لتسجل وتدون وتنشر وتحلل كل حركة وصورة وكلمة وإيماءة من هذا الحسم الجماهيري والسياسي الجديد.

عشرات القنوات ومئات الصحف و المواقع الالكترونية اهتزت وأثمرت بأخبار المهرجان قبل وأثناء وبعد، باستثناء وكالة معا فالأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد، وكأن المهرجان يحدث في سنغافورة ولا يهم الشأن الفلسطيني، والوكالة المذكورة يشهد لها أنها تهتم بأتفه الأحداث، وتضخم بمنظارها الإعلامي ما لا يرى بالعين المجردة من مناسبات ومواقف، وتطبل لهذا وذاك في مشاهد هزلية تدعوا للغثيان. ومع ذلك عميت عدستها اليوم أو تعامت عن رؤية ماذا يحدث في غزة .

فلا أخبار عاجلة عن الانطلاقة ومهرجانها الرئيسي، ولا أخبار عادية عن الفعاليات التي ملأت القطاع، ولا شكوى من القمع المتزايد وتكميم الأفواه في الضفة الغربية حيث منع مئات الآلاف عن التعبير عن فخرهم وفرحتهم بحركتهم، ولا صورة تشرح الصدر عن حجم الحركة وتعاظمها في قطاع غزة، ولم تهتم بتصريحات خاصة في هذه المناسبة غير العادية لقضية رئيسية.

وكالة معا لا تهمنا لو اعتبرت أنها وكالة حزبية محسومة لحركة فتح او لمقاطعة عباس، أو تابعة لجهات معينة راس مالية موجهة، أو تدعم مشروع السلام الاقتصادي في الضفة الذي يتبناه نتنياهو وفياض، ولكن بما أنها ترفع راية الاستقلالية وتعمل على تسويق نفسها بشكل حيادي وغير منحاز أو منحرف لأحد الأقطاب والاتجاهات الفلسطينية، فلا بد لنا من تساؤل عن حقيقة دورها في الساحة الإعلامية ومن يمولها ومن يتابعها ومن له اليد في سياسة التحرير فيها؟

فتغطيتها المشينة اليوم ليست حدثا طارئا على سياسة معا التحريرية، وإنما منهج متبع منذ الحسم العسكري في قطاع غزة، فهناك تجاهل لأخبار حماس وحكومتها، فلا مقالات ولا أخبار ولا انجازات تذكر بشكل صريح وواضح، ولا اهتمام بمناسبتها، عدا عن النشر الخجول والملتوي لذر الرماد بالعيون لبعض الأخبار، في الوقت نفسه تفرد المساحات الطويلة لمناسبات وأخبار تهم حركة فتح وحكومة فياض.

ومن هنا سننتظر كيف ستتعامل وكالة معا مع مناسبات حركة فتح وكيف ستغطي ذكرى انطلاقتها القادمة بعد ايام، لو أخذنا بعين الاعتبار أن هذه الوكالة لم ترسل أي خبر sms على جوالات مشتركيها بخصوص المهرجان، ولم يتم نشر أي خبر عن المهرجان قبل الساعة الرابعة وثلاث دقائق من مساء اليوم الثلاثاء 14-12

للأسف فان وكالة معا تسير بصورة سريعة نحو الهاوية المهنية والإعلامية الفلسطينية، بدس بعض الأخبار والتركيز على توافه الأمور ومحاولة تجاهل مواقف حركة بحجم حماس بل واللعب بالكلمات ورفض نشر مقالات رأي تدعمها، ولقد تحدثت مرارا وتكرارا مع السيد عماد عيد مدير الوكالة في غزة، عن خطورة أن تنحرف وكالة إعلامية فلسطينية نحو هذا الاتجاه أو ذاك .

وعلى وكالة معا أن توضح موقفها مما يجري في كواليسها الإعلامية، وان تتعامل بمهنية وبمسؤولية اتجاه التعقيدات الفلسطينية، فعيب على القائمين عليها أن يستخفوا بالقراء وينحازوا بهذا الانحراف السخيف من اجل مصالحهم، ضاربين بعرض الحائط كل الأخلاق المهنية والإعلامية .

 

 

 

اخبار ذات صلة