قائمة الموقع

انطلاقة "حماس" .. في غزة والضفة والقدس والسجون

2010-12-15T06:52:00+02:00

الضفة المحتلة – خاص الرسالة نت

وكأن الحياة توقفت مع دقات الساعة الثانية عشرة من ظهر الثلاثاء الرابع عشر من كانون الأول، وكأن الأنفاس في الجناح المحتل اتفقت على الانتظام بتسارع مع رؤية آلافٍ بل مئات الآلاف من أهالي الجناح المحاصر يلبون نداء أمهم المتعاظمة "حماس".

وفي أزقة المحلات والمنازل الفلسطينية في الضفة المحتلة تجمع الأهالي والشبان والنساء وحتى الأطفال يراقبون بشغف تلك المظاهر التي حرمتهم منها سلطة موالية للاحتلال، يرقبون بأعين تكاد تدمع على عزٍ أسير في أرضهم حوّلته الأيادي الخائنة إلى اتفاقيات ذل وانكسار.

"جَمعة عائلية"

ولأنهم مُنعوا حتى من النطق باسم حماس التي رفعت اسم الشعب عالياً في كل أرجاء المعمورة، لم يكن أمامهم مجال إلا باتخاذ أشكال تجمعات عائلية داخل منازلهم لمشاهدة مهرجان الانطلاقة الثالث والعشرين عبر الفضائيات التي خصصت ثلاث ساعات لنقل المهرجان الأضخم في فلسطين بشكل بث مباشر.

ويقول محمد سليمان لـ"الرسالة نت": " كنت أنتظر منذ فترة مهرجان الانطلاقة وخصصت وقتي اليوم لمتابعته بانتباه عالٍ، ولأننا لا نستطيع تنظيم أي فعاليات فجمعت أصدقائي وأقربائي ومكثنا نشاهد الانطلاقة التي شفت صدورنا".

أما الفتاة علياء عبد الله من مدينة رام الله فقالت لـ"الرسالة نت" :" نحن نتحسر لأننا لا نستطيع إقامة المهرجانات كما في السابق والسبب في خيانة السلطة وأجهزة فتح الموالية للكيان، اليوم جلست مع عائلتي أتابع المهرجان وشعرت أن روحي غادرت إلى غزة وقتها".

أما الطفل حمزة رسمي من إحدى بلدات الخليل فيتابع بإصرار مهرجان الانطلاقة متزيناً بوشاح أخضر يحتفظ به في خزانة ملابسه، فيقول:" أنا أحب حماس، والدي أسير من حماس وكان اعتقل عند السلطة عدة مرات، ووالدتي فصلت من عملها في المدرسة من قبل السلطة، فنحن لن نخون حماس وسنبقى معها إلى النهاية".

وسائل أخرى

أما المعلمة سمية أحمد من مدينة بيت لحم فلم يسمح لها دوامها في المدرسة متابعة المهرجان بشكل كامل، ولكنها لم تستسلم واستعانت بسماعات الأذن كي تتابع المهرجان عبر إذاعة صوت الأقصى التي تبث من قطاع غزة.

وتتابع: "حزنت كثيراً لأنني لم أتمكن من رؤية الحشود الجماهيرية والتي سمعت من المواطنين هنا بأنها كانت ضخمة، فلجأت إلى الإذاعة وسمعت المهرجان وسأحرص على متابعته عبر إعادته على الفضائيات".

أما الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال والمكلومون من سياط السجان الصهيوني فلم يوفروا وقتاً في متابعة المهرجان، حيث أفادت مصادر خاصة أن أسرى سجني النقب ونفحة الصحراويين تجمعوا حول أجهزة الإذاعة وتابعوا المهرجان وفقراته بانجذاب وإعجاب.

وتؤكد المصادر أن الأسرى أبدوا فرحة كبيرة بالحشود الجماهيرية الأضخم في فلسطين والتي سمعوا عنها عبر مراسلي الإذاعة المنتشرين في كافة مدن القطاع، فيما حاول السجانون الصهاينة فاشلين تشويش البث الإذاعي على الأسرى.

وفي محلاتهم التجارية الصغيرة تابع أنصار حماس مهرجان الانطلاقة الذي جذب ما لا يقل عن 400 ألف مواطن غزي رغم الجو البارد، ويقول أحدهم إنه لم يفكر يوماً في وضع جهاز تلفزيون في محله التجاري إلا قبل الانطلاقة بأيام كي يتسنى له متابعتها.

ويضيف:" أثناء متابعتي أنا وزملائي المهرجان كانت تمر بعض العناصر التابعة لأجهزة فتح ولكننا لم نكترث بذلك، فلا يستطيعون حصار فكرنا ولا وقف حبنا لحماس!".

وفي القدس..

أما خيمة النواب الإسلاميين في المدينة المقدسة فتحولت إلى حشد مقدسي توافد إليه المتضامنون أمام شاشة عرض لحضور مهرجان الانطلاقة الحمساوي والاستماع إلى كلمات القادة والمجاهدين.

ومثل حال أهالي الضفة تابع المقدسيون الاحتفال من منازلهم وأعربوا عن إعجابهم الشديد به وبتنظيمه المتفاني وجهود الحركة الكبيرة لإتقانه، بينما يؤكد الكثيرون منهم على أنهم "شفوا غليلهم" في ساحات المسجد الأقصى المبارك قبل أيام عندما رفعوا أعلام حماس منددين بإبعاد نائبها الشيخ محمد أبو طير.

ويقول الشاب علي كراجة:" نحن تابعنا مهرجان الانطلاقة ولكننا وبسبب ملاحقة الاحتلال لنا واعتقالنا على كل كبيرة وصغيرة، فإننا اعتبرنا يوم تحرر شيخ الأقصى وكأنه مهرجان انطلاقة لحركة مجاهدة مثل حماس، كما أننا نتوافد يومياً إلى خيمة النواب الإسلاميين للتضامن مع قضيتهم وللتعبير عن تأييدنا لهم".

وبهذه المناسبة لم يتوان الآلاف من أهالي الضفة عن تبادل الرسائل القصيرة مع بعضهم مهنئين بها وكأنها عيد أو مناسبة دينية تفرغ غضبهم الناتج عن ملاحقات الاحتلال والسلطة لهم وغير مكترثين لها ولما يمكن أن ينتج عنها، حيث اشتملت كلها على عبارة "بإذن الله يعيده الله علينا وقد تحررنا من الظلم الأصفر"، في إشارة إلى حكم فتح وسلطتها.

وأثناء ذلك كانت جهود أبناء التنسيق الأمني تتركز على زج المعتقلين من الشبان والشيوخ والفتية داخل سجون الحقد الفتحاوية في كافة المدن، بل وزيادة على ذلك إمعان الظلم بحق المعتقلين السياسيين السابقين بمناسبة ذكرى انطلاقة حركتهم الغراء.

وتقول مصادر من داخل أقبية التحقيق إن الضباط الفتحاويين كانوا يستعينون بالأوشحة الخضراء لتعصيب أعين المختطفين وتعليقهم وشبحهم على الأبواب ومن أسقف الغرف القاتمة.. ولكن أنى لهم أن يطفئوا نوراً أشعلته حماس بمقاومتها.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00