قائمة الموقع

عشية انطلاقة الثورة، عباس يزور غانتس

2021-12-29T14:36:00+02:00
الكاتب
د. محمد حسن أبو شباب. كاتب وباحث سياسي

ما زالت السلطة الفلسطينية ورئيسها يلهثون خلف وهم المفاوضات، والحل السياسي السلمي، فمنذ اتفاق أوسلو لم تنقطع اللقاءات، والاتفاقات خاصة الأمنية منها.

لكن هذه المرة بلغ الإسفاف برئيس السلطة أن يزور وزير  الحرب الصهيوني "غانتس" عشية ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية، والتي من المفترض أنها انطلقت لمقاومته، ودحره عن أرضنا، ألهذا الحد وصلت قضيتنا تحت قيادة ذليلة خانعة أن نستجدي عدوّنا؛ لأخذ بعض حقوقنا؟!.

رغم أن الأعراف الدبلوماسية تحتم أن يلتقي الرؤساء، لا أن يلتقي الرئيس مع أحد الوزراء، وأن يكون اللقاء الرسمي في مكان رسمي، وليس في بيته!.

الخطير في الزيارة أنّها جاءت في ظل حراك شبابي في الضفة والقدس لمقاومة استفزازات المستوطنين، وخاصة في "بُرقة"، مما يشي أن الهدف من الزيارة سيكون للتنسيق الأمني بين الطرفين؛ لوأد هذا الحراك.

وكان الأجدر برئيس السلطة أن يزور ثوار "بُرقة" وأن يكون بينهم ويساندهم، لا أن يزور عدوهم.

وعن طبيعة اللقاء وهدفه، صرّح حسين الشيخ: إن عباس وغانتس بحثا "أهمية خلق أفق سياسي يؤدي إلى حل سياسي، وفق قرارات الشرعية الدولية"، وأضاف: "أن الجانبين بحثا كذلك "الأوضاع الميدانية المتوترة، بسبب ممارسات المستوطنين واعتداءاتهم، فضلاً عن العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية والإنسانية".

فحسب التصريح السابق، لا يختلف عاقلان أن الهدف من زيارة أمني بحت، وهو لخدمة الاحتلال، وإيقاف حراك الشباب، ومقاومتهم.

الفصائل الفلسطينية من جانبها رفضت اللقاء واستنكرتنه، فالمواطن الفلسطيني ينتظر في ذكرى إنطلاق الثورة مزيداً من المقاومة، بمختلف أشكالها، ويتلهّف أن يلمس تقدّماً في مشروعه الوطني، وليس زيارة مَن يقف عقبة في وجه مشروعه.

وخلاصة ذلك: ما تزال السلطة ورئيسها يخذلون شعبهم، ومقاومتهم، ففي الوقت الذي ينتظر فيه ثوار الضفة وخاصة "بُرقة" زيارة قيادتهم ورئيسهم؛ لمساندتهم، يذهب عباس لزيارة وزير الحرب الصهيوني، في صورة جديدة للخيانة، والانحياز للمحتل.

اخبار ذات صلة