من أطهر بقاع الأرض وأقدسها، وجهة المسلمين الأولى، المكان الذي تتوق إليه نفوس ملايين المسلمين والفلسطينيين كان "للرسالة" حديث مع مؤذن المسجد الأقصى المبارك الشيخ زهير الصباح.
من هناك حيث المسجد القبلي، وقبة الصخرة، والمصلى المرواني، ومصلى باب الرحمة ومعالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم، تقع داخل سور القدس لا يزال الشيخ زهير، منذ ما يزيد عن عشرين عاماً، يشعر وكأنه في حلم جميل في كل مرة يعانق فيها صوته مآذن الأقصى الأربعة ليصدح بتكبيرات الأذان ويعلن عن وقت الصلاة.
إحساس عبر عنه الشيخ الصباح قائلاً: "شعور لا يوصف بل فضل عظيم من الله أن جعلنا من مؤذني ومرابطي المسجد الأقصى المبارك".
وعن حجم الرباط والتواجد داخل الأقصى يذكر أن فضائل الأقصى جعلته عقيدة راسخة في صدور المسلمين ولا سيما الفلسطينيين الذين لا يتوانون لحظة للدفاع عنه، لذا هم في حالة رباط دائم بهدف منع الاحتلال من تدنيسه ومحاولة تخريبه وهدمه.
يتابع الصباح:" كل المساجد تشهد الجماعات، والاعتكاف إلا الأقصى وحده يشهد رباطاً، مؤكداً أن أهالي القدس والمدن المجاورة يأتون كل يوم إلى المسجد مرابطين؛ شيوخاً وشباباً، نساء وأطفالاً، حتى طلبة التوجيهي يتابعون دروسهم داخله بهدف الرباط.
يوثّق الشيخ زهير بعض الانتهاكات والمضايقات التي يتعرض لها المسجد الأقصى والمصلون كونه أحد شهود العيان الذين شهدوا تطور جرائم التهويد على مدار 21 عاماً حيث اقتحامات المستوطنين، واستفزازهم للمصلين برفع الأعلام وإقامة طقوسهم التلمودية وأداء صلواتهم داخل اسوار المسجد والتشديدات الأمنية على أبوابه من تفتيش وتدقيق البطاقات الشخصية وعدم السماح للكثير من المصلين دخوله وأحيانا منع الأذان.
يقول المؤذن:" يطلبون منا خفض صوت الأذان على الدوام وتقليل مدة قراءة القرآن التي تنعقد قبل أذان الفجر".
ويتابع: في أحد المواقف التي توثق مدى همجية الاحتلال واستبداده، وفي عيدهم المزعوم المسمى عيد توحيد القدس، طلبوا مني وقف الأذان؛ فرفضت؛ وما إن بدأت بالتكبيرات الأولى حتى فصلوا أسلاك الكهرباء عن المآذن".
ويبين أن زيادة على ما سبق يلجأ الاحتلال لاستدعاء الأئمة والمؤذنين وتحذيرهم من إلقاء الخطب التحريضية على حسب وصفهم، كما يمنع حراس المسجد الأقصى من العمل ويهددهم باعتقالهم في حال عملهم كحراس في الفترة الليلية دون تصريح.
وبالرغم من كل التضييقات التي يتعرض لها المصلون يومياً إلا أن المسجد يكون حافلاً بالمصلين خصوصاً يوم الجمعة، وفي رمضان، وفق مؤذن الأقصى.
ودعا الشيخ الصباح الجميع للوقوف عند مسؤولياته للدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته من محاولات الهدم والتهويد والحرص على أداء الصلوات فيه وذلك تطبيقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ائتوه فصلوا فيه، فإن لم تأتوه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله."