قائد الطوفان قائد الطوفان

كاتب إسرائيلي: سياستنا ضد غزة فشلت وحماس صاحبة اليد العليا

الرسالة نت- متابعة خاصة

قال كاتب إسرائيلي إن السياسية التي تتبعها "إسرائيل" اتجاه التعامل مع قطاع غزة أثبتت فشلها، وخرجت حركة حماس بعد المعركة الأخيرة في مايو الماضي، منتصرة وصاحبة اليد العليا.

وذكر الكاتب الإسرائيلي مناحيم كلاين، وهو بروفيسور محاضر في جامعة بار ايلان ، مستشرق ومستشار الوفد الإسرائيلي للمفاوضات مع منظمة التحرير ، أنه قبل اكثر من ثلاث عقود قال اسحق رابين " ربما كان الحل الافضل لغزة هو ان تغرق في البحر ، ولان ذلك غير ممكن يجب ايجاد حل لها " .
ويضيف كلاين في مقال له قائلا: "ما هي مشكلة غزة ؟ من وجهة نظر الغزيين المشكلة هي أنهم غير متصلين  بالصفة الغربية ، المكان الذي هم جزء منه تاريخيا ، جغرافيا وسياسيا، من وجهة نظر اسرائيل المشكلة أنهم متصلين بها".

ويبين أن مما يزيد الوضع تعقيدا أنه كلما زادت "اسرائيل" من ارتباطها بالضفة أكثر وأكثر زادت رغبتها في إبعاد غزة عنها، أراد ارئيل شارون من خطة فك الارتباط زيادة الارتباط بالضفة والانفصال عن غزة.

ويؤكد أن الجدار الفيزيائي الضخم حول غزة والتي تم الانتهاء منه مؤخرا هو استمرار لهذه الاستراتيجية .
ويكمل "لكن غزة لم تترك اسرائيل، كلما زاد ارتباط اسرائيل بالضفة الغربية أكثر و أكثر من خلال توسيع المستوطنات واستخدام السلطة الفلسطينية مقاولا من الباطن، زاد ارتباط غزة باسرائيل، وتظهر استطلاعات الرأي العام الفلسطيني أنه كلما زادت اسرائيل من وتيرة ارتباطها بابو مازن وحكمه ، تبعد الفلسطينيين عنه وتقربهم من غزة.


ويذكر الكاتب الإسرائيلي أن "إسرائيل" تحاول منذ سنوات ترويض سكان غزة وجعلهم أكثر اذعانا، كل عدة سنوات تشن "اسرائيل" عمليات عسكرية وحشية تخلف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، بين  كل عملية وتلك التي تليها تحول قطاع غزة إلى سجن تشرف عليه من الخارج بالتنسيق مع المصريين.


ويؤكد أن هذه الاستراتيجية فشلت، فقد خرجت حماس من المواجهة في أيار الماضي ويدها هي العليا، لقد نظر إليها باعتبارها انتصرت وأنها الجهة الوحيدة التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي ، والتي تستطيع أن تجعله يدفع ثمن أعماله العنيفة.

ويضيف" أما  رئيس السلطة الفلسطينية فنظر إليه باعتباره عاجزا ، مرتبكا ، انهزامي ومتعاون مع إسرائيل".
ويشير أنه ووفقا لإيجازات جهاز الأمن العام الشاباك للصحافة الرسمية في اسرائيل نجحت حماس في وضع موطئ قدم في الضفة الغربية، ليس من الواضح ما هي الأسس التي اعتمد عليها الشاباك وما الذي يعنيه من خلال محاولة إضفاء الطابع المنظم جدا على خلايا محلية.
ويبين أنه بعد نشر هذه التقييمات نشر عسكريون اسرائيليون توصيتهم بشن عملية عسكرية أخرى واسعة النطاق في غزة تشمل التوغل البري  والمساس بقادة الحكم هناك لوضع حد لتعزيز نفوذ وقوة حماس.

ويلفت إلى أن الدكتور كوبي ميخائيل باحث في معهد ابحاث الامن القومي في تل ابيب نشر مقالا له  في مجلة المعهد يؤيد فيه الحاجة إلى مثل هذه العملية، تذكرنا هذه الفكرة بمحاولة حكومة بيغن مسح اثار صدمة حرب تشرين من خلال حرب عام 1982. هذه المحاولة التي عادت عليها  مرارا وتكرارا حكومات اسرائيل طوال ثمانية عشر عاما من احتلال جنوب لبنان فشلت فشلا ذريعا، والصدمة تضاعفت عدة مرات.


ويكمل الكاتب الإسرائيلي "علاوة على ذلك وكجزء من محاولة ترويض سكان غزة أجرت اسرائيل تجربة جماعية على البشر ، بشكل يتعارض مع ميثاق هلسنكي وينتهك اتفاقات لاهاي، فقد قامت إسرائيل بتقليص تزويد القطاع بالمنتجات إلى الحد الأدنى الضروري للبقاء، لقد فعلت ذلك بسبب اعتماد القطاع عليها وارتباطه بها".
ويشير إلى أنه كان الهدف هو جعل الغزيين يقارنون بين أوضاعهم وأوضاع الفلسطينيين في الضفة، حتى يصلوا إلى النتيجة التي مفادها أنه يجب استبدال حكم حماس التي حصلت على ثقتهم قبل ذلك بعامين، فشلت هذه التجربة تماما، لم يقم الغزيين بالثورة، كما أن الخسائر الفادحة التي تكبدوها  في الأرواح والممتلكات نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية لم تؤدي إلى تمرد أو تغيير للسلطة .

البث المباشر