قائمة الموقع

بعد صواريخ يافا.."حسابات الحقل" تُلجم الاحتلال

2022-01-02T11:14:00+02:00
مناورة الركن الشديد
الرسالة- محمد عطا الله

وضعت صواريخ المقاومة، التي انطلقت من قطاع غزة صباح العام الجديد نحو شواطئ يافا، الاحتلال وأجهزته الأمنية في حرج كبير، وبات يفكر لساعات طويلة قبل أن يقرر الرد عليها في قصف نقاط وأراضٍ زراعية شمال القطاع وجنوبه.

تلك الساعات مرت ثقيلة على المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بعد أن باتت قوة المقاومة ومعادلة الردع التي فرضتها تُملي عليهم تحركهم وخطواتهم التي أصبحت تُحسب بدقة، بعد معركة "سيف القدس" التي نجحت المقاومة خلالها في فرض معادلات جديدة.

وبعد يوم طويل من التفكير والدراسة، قرر جيش الاحتلال الرد على الصواريخ التي قال مصدر في المقاومة إنها انطلقت نتيجة تغيرات الطقس، لذا أرسلوا عبر الوسطاء بأن أي عدوان سيقابل بالرد.

وكون حسابات الحقل تختلف عن حسابات البيدر، فإن الإعلام العبري شن هجومًا غير مسبوق على حكومته لضعف الرد الإسرائيلي وخشيته من المقاومة.

ويتهكم المراسل العسكري لقناة (كان) العبرية آساف بوزايلوف، على رد جيشه بالقول "الهجوم المحدود الليلة ضد غزة، معناه أن (إسرائيل) قبلت حجة البرق، وهذا يعطي إشارة لحمـاس بأننا عاجزون ونستحق الشفقة".

ورغم ما سبق، فإن رد المقاومة على العدوان كان فورياً، واستهدفت وحدات الدفاع الجوي للمقاومة الطيران المروحي المغير بصاروخين من نوع سام 7 المضاد للطيران غرب مدينة غزة، إلى جانب استمرار إطلاقها للصواريخ التجريبية دون اكتراث لعدوان الاحتلال.

معادلة صعبة

ويرى الكاتب والمختص في الشؤون الإسرائيلية أيمن الرفاتي أن الأحداث الأخيرة تشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى أن المقاومة الفلسطينية صنعت معادلة صعبة مع الاحتلال، وفرضت عليه عدم تجاوز قواعد الاشتباك.

ويؤكد الرفاتي في حديثه لـ"الرسالة" أن الاحتلال بات يحسب حساباً كبيراً لعواقب الأمور في التعامل مع قطاع غزة، مبيناً أن الرسائل التي نقلتها المقاومة للوسطاء كانت واضحة، ولا تقبل التأويل، والوسيط قبل العدو من خلال التجربة يدرك جدية تلك الرسائل.

ويشير إلى أن الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها أنه لولا المزايدات الداخلية في الشارع الإسرائيلي، لكان الصمت سيد الموقف من حكومة الاحتلال.

الرد المتردد

ويؤكد المختص في الشأن الأمني إسلام شهوان، أن المقاومة الفلسطينية أصبحت من يحدد خطوط الاشتباك مع العدو، ورد الاحتلال على صواريخ المقاومة أمس دلالة أنه يجد صعوبة بالغة التعقيد في التعامل مع المقاومة في غزة، ويخشى ردة فعلها وستقلب حساباته وحسابات جنرالاته التي تاهت طوال الأمس في إيجاد الرد المناسب.

ويوضح شهوان في حديثه لمنصة الميدان أن المقاومة باتت لغزاً محيراً للعدو في سلوكها الميداني والاستراتيجي، وما شهدناه من رد باهت ومتردد له دلالات كثيرة أهمها أن المقاومة أصبحت اليوم فعلاً لا يمكن تجاوزه، وعبئا على الاحتلال فهو يتخبط في إيجاد آليات للتعامل معها.

ويبين أن قادم الأيام سيثبت أن المقاومة تقرأ سلوك الاحتلال؛ لذلك تصدت أثناء القصف الصهيوني لطائرات الاحتلال بصواريخ سام والتي ستقلب موازين المعادلة في أية مواجهة قادمة.

اخبار ذات صلة