قائمة الموقع

كوخافي يحسم الجدل: "السلطة تقوم بدورنا في جنين"!

2022-01-02T12:46:00+02:00
ضباط في السلطة مع جنود الاحتلال بالضفة
الرسالة – محمود هنية

أخيراً، أماط رئيس أركان جيش الاحتلال (الإسرائيلي) أفيف كوخافي اللثام، عن سر حملة أمن السلطة الأخيرة في مخيم جنين، التي رافقتها عمليات اختطاف واعتقال وإطلاق نار على شخصيات مطلوبة للاحتلال.

يقول كوخافي، إنّ هذه العملية جاءت بديلاً عن عملية واسعة كان يستعد جيشه لتنفيذها في المخيم قبل 3 أشهر، ترافقاً مع عملية الهروب الكبير للأسرى الأبطال، مضيفاً: "حفّزنا السلطة عبر التنسيق الأمني للقيام بالمهمة فنفذت".

حديث كوخافي، الذي جاء في غرف مغلقة بحسب ما سربت الصحافة العبرية، أول أمس الجمعة، توافق مع تصريحات سابقة لرئيس السلطة محمود عباس، قال فيها مخاطبا الإسرائيليين "بقدر أجيب معلومة عمرك ما حلمت فيها".

كما أن رئيس السلطة محمود عباس، أضاف في تصريحات سابقة موجهاً خطابه لجيش الاحتلال "ليش تدخل، بلغني وأنا بقوم بدوري"، إلى جانب تصريحات متكررة عبر فيها عن "قدسية التنسيق الأمني".

وشنّت السلطة في شهر نوفمبر الماضي، حملة عسكرية واسعة على مخيم جنين، تخللها اختطاف لنشطاء مطلوبين للاحتلال من بينهم شخصيات من كتائب شهداء الأقصى.

وترافق الهجوم مع حملة إقالات واسعة طالت شخصيات أمنية في جنين، واستبدالها بأخرى، تحديداً بعيد جنازة الراحل وصفي قبها، ومشاركة الآلاف من الفلسطينيين فيها.

 نمط مفضل!

الخبير الأمني محمد أبو هربيد، قال إن التعاون الأمني للم يعد يحدث تحت الطاولة؛ بل أصبح علناً؛ "فإسرائيل من صالحها أن يكون هذا النمط من التعاون في العلن، ارتكازًا على خطة دايتون التي تعتمد في الأساس على إنشاء فلسطيني جديد".

ويضيف أبو هربيد لـ"الرسالة نت" إنّ "ما يرغب الاحتلال في إظهاره، هو الفلسطيني الذي يسعى للحفاظ على أمن (إسرائيل)، في تجاوز لكل المسائل الوطنية"، مستدلاً على تصريحات عباس السابقة التي أكد فيها قدرته على الوصول إلى معلومات أمنية لا تستطيع (إسرائيل) الوصول إليها.

وفسر اندفاع السلطة لهذه الحملات بالقول، "ثمة مخاوف لديها يعاظمها الاحتلال حول الخشية من سيطرة المقاومة على المشهد بالضفة".

وأكدّ أن السلطة لديها هاجس كبير خوفاً من حلها في ظل إفلاسها السياسي والأمني، وشعورها بالعجز في تحقيق رغبات وتطلعات الناس من الناحية الوطنية، وفي ظل تعاظم السخط الشعبي على أدائها في الضفة.

وأكدّ أنّ هذه المخاوف تتوافق مع أخرى إقليمية، تضطر السلطة لفعل كل شيء للحفاظ على الأوضاع بالضفة ومنعها من الانفجار في وجه الاحتلال.

يجدر التأكيد أن تصريحات كوخافي تأتي بعد لقاء جمع رئيس السلطة محمود عباس بوزير حرب الاحتلال بني غانتس في منزل الأخير، في ظل تسريبات إعلامية (إسرائيلية)، عن طلب الأول أدوات لقمع المتظاهرين.

معادلة متبادلة!

المختص السياسي حسن عبده، قال إن وجود السلطة قائم على التعاون الأمني، فثمة علاقة جذرية بين وجودها وهذا التعاون.

وأضاف عبده لـ"الرسالة نت": "المعادلة قائمة على مبدأ لا تنسيق بدون سلطة ولا سلطة بدون تنسيق أمني"، موضحاً أن هذه العلاقة المترابطة لخّصت الدور الوظيفي للسلطة على قاعدة العلاقة الأمنية.

وأكد أنّ هذه العلاقة وفرت بيئة أمنية تخدم مستوطني الاحتلال، ومنحت غطاءً للاحتلال للاستمرار في استيطانه وعدوانه ولم تخدم سواه.

وطالب عبده السلطة الانحياز للخيارات الوطنية والابتعاد عن التعاون الأمني؛ لتستعيد على الأقل بعدها الوطني، وإضفاء صورة مختلفة عما هي عليه الآن.

وذكر أنّ تورط السلطة المستمر في العلاقة الأمنية، سيجعلها في حالة اتهام دائماً إزاء ما يتعرض له أهالي الضفة.

 

اخبار ذات صلة