الأحوال الشتوية الأخيرة في قطاع غزة رافقها منخفض سياسي وميداني حمل معه دلالات مهمة، حينما افتتحت غزة العام الجديد، وأيقظت الاحتلال "الإسرائيلي" بعد ليلة عامرة بالاحتفالات برأس السنة الجديدة، على تحذير مهم، مفاده بأن "قواعد الاشتباك ما بعد سيف القدس ستبقى لصالح المقاومة وجرائم الاحتلال ستضر بأمنه قبل أي شي".
مسار الأوضاع الفلسطينية في الشهور الأخيرة والمستجدات حملت معها تصعيدا على أكثر من ملف، سواء فيما يتعلق بهجمات المستوطنين أو تصاعد المقاومة الشعبية والمسلحة في الضفة، إلى جانب ما يتعرض له الأسرى والأسيرات في السجون، ومماطلة الاحتلال في التسهيلات المقدمة لقطاع غزة.
كل ملف يمكنه رفع وتيرة التصعيد، ووجودها مجتمعة قادر على تفجير الساحة برمتها.
#فلسطين .. #إسرائيل .. #القدس |
— صــوت الـمـواطـن (@sawtalshaeb1) January 1, 2022
فيديو يوثق لحظة سقوط صواريخ #المقاومة امام شاطئ #يافا المحتلة".#الكويت #عام_2022 #نوادع_٢٠٢١_بكلمه#بلغ_عن_اضرار_اللقاح #كلمه_بقلبي_٢٠٢١#البزنس27 #الامارات #اجتماع_البراك #غزة#سنه_جديده_2022 #مجلس_النواب pic.twitter.com/aLgtG2a2HR
إطلاق صاروخين باتجاه بحر يافا المحتل السابعة والنصف من صباح يوم السبت ليس حدثًا عاديًا، رغم أن المقاومة قالت إنه غير متعمد وجاء نتيجة البرق، بحسب ما نقلت عنها المصادر الإعلامية ظهرًا.
اللافت أنه الشتاء الرابع منذ 2018 وانطلاق مسيرات العودة، الذي يكون البرق فيه صاحب قرار القصف، والأهم أن البرق لا يضرب إلا الصواريخ الموجهة صوب (تل أبيب).
رسائل البرق ترجمها الاحتلال والوسطاء على أنها غضب يتصاعد إزاء الأوضاع الراهنة، في دلالة على أن صبر المقاومة ينفد.
وبقدر ما تصاعد الدخان في بحر يافا، تصاعد الجدل بين مستويات جيش الاحتلال في تفسير الرسالة، وكيفية الرد عليها، وكان الحدث بمثابة اختبار حقيقي لنتائج معركة سيف القدس، فقد استطاعت المقاومة الفلسطينية إرساء قواعد اشتباك تجعل العدو "الإسرائيلي" يستنفر كل مستويات الجيش، ويعقد جلسة تقدير موقف للبت في مسألة الرد من عدمها، بل ودراسة طبيعة الرد، التي ظهرت وكأنها ضرورية أمام الإهانة الكبيرة التي تعرض لها، وفي نفس الوقت فحص حسابات الرد تجنبًا للتصعيد.
وما عقَّد من حسابات الاحتلال في الرد هو ما تناقله إعلامه بأن حماس أوصلت رسالة عبر مصر أنها تنوي الرد على أي اعتداء من الاحتلال، وربما هذا ما يفسر الإعلان المتكرر لجيش الاحتلال بأنه يستعد لقصف مواقع في غزة، ما وضعه في محل سخرية من المستوي الإعلامي والسياسي في كيانه، وظهر كأنه يمنح المقاومة فرصه لإخلاء مواقعها خشية أي خسائر بشرية، وعلّقت الصحافة العبرية في تعقيبها على ذلك بالقول: "من ينوي الرد لا يعلن".
من ناحية أخرى، فإن الوقت الذي استغرقه الاحتلال في اتخاذ قرار التعامل مع الحدث، والذي بدأ صباحاً عند تلقيه الصواريخ وحتى منتصف الليل في تمام الساعة 12 حين جاء الرد باهتًا، كان مسار سخرية مهينة من الصحافة العبرية.
تال ليف رام مُراسل موقع معاريف كتب حول رد جيش العدو الليلة الماضية على صواريخ أمس بالقول: "من طبيعة رد الجيش الليلة في غزة، يمكن فهم أن -الجيش الإسرائيلي- اقتنع برواية حماس بأن إطلاق الصواريخ باتجاه (جوش دان)- يافا- صباح يوم السبت كان حدثًا غير مقصود".
قناة كان العبرية قالت "الهجوم المحدود الليلة ضد غزة، معناه أن "إسرائيل" قبلت حجة "البرق"، وهذا يعطي إشارة لحماس بأننا عاجزون ونطلب الشفقة، لقد شاهدوا عجزنا وأطلقوا الصواريخ نحو الطائرات المقاتلة - من ينوي فعل شيء لا يتحدث، القوة هي أفضل علاج للقوة كما قال القيادي والمتحدث باسم حمـاس الليلة الماضية وكذلك بعد "حارس الأسوار".
لم تكتفِ المقاومة بالمفاجأة الصباحية للاحتلال، بل أعقبتها بإهانة أخرى حينما أطلقت المضادات الأرضية في غزة صواريخ سام 7 المضادة للطيران، وأطلقت النار على الكيبوتسات المحيطة بقطاع غزة، إضافة لتجارب صاروخية، وكل ذلك أثناء قصف الاحتلال لمواقع في غزة وتحت أعين طائراته الحربية التي كانت تغطي سماء القطاع.
حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس قال إن استهداف العدو لبعض النقاط والأراضي الزراعية في قطاع غزة الليلة رداً على سقوط صواريخ للمقاومة أمام سواحل (تل أبيب) عدوان يضاف لسجل جرائمه بحق شعبنا.
وأكد أن المقاومة ستظل تؤدي واجبها في الدفاع عن شعبنا وتحرير أرضنا ومقدساتنا، قابضة على الزناد متمسكة بسلاحها حتى تحقيق أهداف شعبنا بالتحرير والعودة.
وبذلك يكون جيش الاحتلال قد تعرَّض للإهانة مرتين؛ الأولى حين قُصفت (تل أبيب)، والثانية حينما رد على القصف بطريقه أظهرته بمظهر العاجز.
وما زال الشتاء في بدايته والعديد من المنخفضات وجولات البرق في الطريق.