حذر تقرير لمنظمة "أطباء لأجل حقوق الإنسان" في تل أبيب من إمكانية استشهاد الأسير المضرب عن الطعام هشام أبو هواش في أي وقت.
والأسير أبو هواش مضرب عن الطعام لأكثر من 140 يوما، في وضع صحي خطير للغاية، بحسب ما أفاد التقرير.
وكشف نص التقرير الطبي الذي تحدث عن عدم ثقة هشام بالأطباء الإسرائيليين، بعدما شاركوا في تزوير تقرير طبي بشأن حالته الصحية، وتعاملهم العنيف معه في عيادة الرملة.
ونبه التقرير لخطر تعرض الأسير للموت الفوري نتيجة عدم انتظام ضربات القلب الحاد، إضافة إلى خطر الموت وتلف الدماغ.
وإليكم النص الكامل للتقرير الذي أعدته منظمة "أطباء لأجل حقوق الإنسان" في تل أبيب.
تصور طبي حول الأسير هشام أبو هواش
يدور الحديث عن شاب بعمر 40 عاما، من سكان مدينة دورا، متزوج وأب لخمسة أطفال، يعمل كعامل في الأعمال المتاحة.
في الخلفية التاريخية، هو مدخن، كان يعاني في السابق من قرحة معدة، وتم علاجه باستخدام PPI، حتى فترة ما قبل الإضراب، حيث كان وزنه 86 كيلوغرام.
هو معتقل إداري منذ عام وشهرين، ولا يعرف سبب الاعتقال، ولكنه اعتقل في الماضي عدة اعتقالات إدارية لمدة 53 شهرا.
في تاريخ 17.08.2021، بدأ الإضراب عن الطعام كخطة احتجاجية على اعتقاله الإداري، ومنذ ذلك الوقت امتنع عن تناول الطعام، وفقط يشرب المياه، حتى فترة ما قبل 40 يوما كان يتناول الملح والسكر، ورفض أية مكملات أو فيتامينات.
في اليوم الـ 40 لإضرابه عن الطعام، نقل للمراقبة في عيادة مصلحة السجون في الرملة "مراش"، ومنذ ذلك الوقت نقل للفحص في الطوارئ عدة مرات وبعدا غادر المستشفى إلى عيادة السجون في "مراش"، الفحص الأخير كان في طوارئ مستشفى "أساف هاروفيه" في تاريخ 09/12/2021، في اليوم 112 للإضراب.
ومنذ ذلك الحين تم تحويله في أعقاب ضعف عام خطير في حالته، وآلام في كافة أنحاء جسده، وفي أعقاب خدران في اليدين، وآلام في الصدر، وخلال الفحص تم فحص ضغط الدم، وكانت النتيجة 83/111 والنبض 83.
كان يبدو الأسير هزلا للغاية، مع جفاف في الأغشية المخاطية والملتحمة، وآلام في الصدر والبطن ومنطقة الخصر، بالإضافة إلى آلام عند ملامسة العضلات في الأطراف الأربعة مع ضعف متماثل في جميع الأطراف.
أجري للأسير فحوصات مخبرية، وكانت النتائج: HGB 12.8 البوتاسيوم 3 (أعيد اختباره كان 2. CRP 2 والألبومين 41 ، تروبونين سلبي ، اضطراب كبدي خفيف في إنزيمات الكبد. لم يُظهر القلب ECG نتيجة غير طبيعية.
خلال عملية التقييم، ظهر أن الآلام ليس سببها القلب، يعاني المريض من نقص بوتاسيوم في الدم، نتيجة الإضراب عن الطعام، تم معالجته بإعطائه حبوب بوتاسيوم، ولكنه حسب أقواله لم يتناولها، وأخرج من المستشفى مع التوصية لاستخدام مكملات الملح، ومتابعة وظائف الكبد، واستيضاح تصويري ومصلي.
من الجدير الإشارة إلى أن السيد أبو هواش، تم إخراجه من المستشفى بالرغم من أنه أعلن بشكل واضح وجلي أنه يرفض مكملات الملح بما في ذلك البوتاسيوم ويرفض المتابعة المخبرية لحالته.
بعد ذلك يشكو الأسير أبو هواش، من ضعف عام خطير، ودوخة، ونزول كبير في الوزن، بما في ذلك عدم القدرة على النزول عن السرير، وتم نقله مرة أخرى للعلاج في تاريخ 24/12/2021، بعد أن فقد الوعي، وتم تعليق اعتقاله ابتداء من تاريخ 26/12/2021.
خلال الفحص الذي أجري له في تاريخ 29/12/2021، في قسم الباطني في مستشفى "أساف هاروفيه" في غرفة العناية المكثفة، (في اليوم 136 لإضرابه عن الطعام)، وبحضور زوجته عائشة، ورجل أمن من قبل المستشفى تواجد في مدخل الغرفة، بالرغم من تعليق الاعتقال، كان هشام مستلقيا على السرير، ولم يكن بوعي كامل، مع صعوبة في التركيز والحديث، وعندما كان يفتح عينيه كان يقول إنه لا يسمع ماذا أسأل، وكان يصعب عليه الحديث، وكان يتكلم ببطء شديد قليل من الكلمات المفهومة، وكان شاحب الوجه بطريقة كبيرة، وكان وزنه بحسب التقديرات 45 كيلوغرام، وكان هزلا وضعيف البنية، وغير قادر على النهوض من فراشه بما في ذلك الذهاب للحمام، إذ يقوم بالإخراج عبر الأدوات الطبية الملاصقة لسريره، وزوجته كانت تساعده على شرب المياه باستخدام "مصاصة" مع جهد كبير منه للشرب، يشير أنه يعاني من دوخة وصعوبة في حركة الرأس، وصعوبة في السمع، وتشوش في النظر، ويشكو من آلام في الصدر والبطن العلوي، كذلك حالة من عدم استقرار الوعي، وخلال فحصه تبين أنه يعاني من ضعف شديد في العضلات بالأطراف، يظهر رأرأة في العينين بشكل واضح دون فحص، وضعف عام خطير في الأطراف (في اليدين كانت القوة 1/5 وفي القدمين لا يستطيع على رفع قدميه أبدا)، يشعر بخدران، وانعدام للإحساس في كلا القدمين، بالإضافة إلى ذلك ثمة نزيف في اللثة لهذا لا يستطيع أن ينظف أسنانه بالفرشاه، حتى هذه اللحظة يقول الأسير بالتبول دون وجود دم، لا يُخرج منذ الأسابيع الأخيرة، لا يوجد أي نتائج استثنائية عند فحص القلب والرئتين، ولكن ثمة صعوبة في فحصه جيدا في أعقاب عدم قدرته على الجلوس في السرير، ولكنه كان يعاني من آلام شديدة في البطن العلوي.
رفض الأسير أخذ فحوصات حيوية له بالإضافة إلى ذلك رفض وصله بالأجهزة، بالرغم من وجوده في غرفة العناية المكثفة.
خلال الحديث معه عبر عن عدم ثقة كامل بالطاقم الطبي الذي يعالجه في القسم في مستشفى "أساف هاروفيه"، وحسب أقواله فإنه يرفض إجراء الفحوصات السريرية والفحوصات المخبرية من قبل الطاقم الطبي.
بعد فحصه، قمت بنقل تقديري لهسام عن حالته، وشرحت له حالته المتوقعة في أعقاب الإضراب المستمر عن الطعام، وشرحت له أنه بعد 136 يوما من الامتناع عن الطعام وعدم أخذ الفيتامينات فإنه من المتوقع أن يؤدي النقص الحاد في الفيتامينات وخاصة الحيوية كفيتامين (ك) والذي من شأنه أن يزيد النزيف لديه، وفيتامين (ب2) المسؤول عن الدوخة، والتي يعاني منها هشام، ومن شأن ذلك أن يؤثر على المخ بطريقة سيئة جدا، كما شرحت له تداعيات ذلك على الجهاز المناعي مع خطر التلوث، وعن خطر نقص الأملاح وخاصة البوتاسيوم، وتأثير ذلك على القلب واضطراب نبض القلب والتعرض لجلطة قلبية.
لقد شرحت له، أهمية مراقبة الفحوصات الحيوية، وecg، وأهمية الفحوصات المخبرية من أجل متابعة وظائف الكلى، وشرحت له، أنه ليس هناك تعارضا بين المتابعة الطبية وبين مواصلة الإضراب عن الطعام، كما شرحت له أن تناول الفيتامينات والأملاح لا يضر بهدف الإضراب، وشرحت له أنه في حال أراد تغيير رأيه حول المتابعة الطبية، فإنه مدعو لأن يبلغ ذلك للطاقم الطبي.
في الأدبيات المهنية حول الإضراب عن الطعام، يمكن أن تحدث الوفاة في أي لحظة بعد 55 يومًا من الإضراب لأسباب مختلفة، لذا فإنه من الضروري أن يكون هناك متابعة ومراقبة دقيقة بدءًا من اليوم الثالث والأربعين.
أقدر أنه بسبب نقص البوتاسيوم الحاد في الدم، الذي كان في الفحص الذي تم إجراؤه قبل أسبوعين تقريبًا قبل فحصه، هناك خطر مباشر على حياة هشام، وليس من الواضح بالنسبة لي على الإطلاق كيف تم إخراجه من المستشفى وتوجد هذه التقييمات وخاصة وأنه لم يأخذ العلاج. تشير التقديرات إلى أنه نظرًا لعدم تلقيه مكملات البوتاسيوم، أصبحت قيم البوتاسيوم الآن أقل من القيمة الأخيرة، مما يعرضه لخطر الموت الفوري بسبب عدم انتظام ضربات القلب الحاد، إضافة إلى خطر الموت وتلف الدماغ الذي لا يمكن إصلاحه بسبب نقص الفيتامينات الأساسية مثل فيتامين ب 12 وفيتامين ب 1.
هناك أيضًا خطر الإصابة بالعدوى في أعقاب دخوله المستشفى في غرفة العناية المكثفة، في ظل وجود جهاز مناعي ضعيف. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر حدوث نزيف من الجهاز الهضمي العلوي في شخص لديه تاريخ مرضي إذ كان مصابا بقرحة المعدة ونقص فيتامين (ك)، حالة الإضراب عن الطعام لفترات طويلة هي حالة من الإجهاد الشديد الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث تقرحات في المعدة. يجب استيضاح إذا كان هناك خللا في وظائف الكبد بما في ذلك إجراء تحليل للأمصال، وإجراء فحوصات في البطن العلوي.
اتضح خلال الحديث أن السبب الرئيسي لعدم تعاون هشام هو قلة الثقة بينه وبين الطاقم المعالج. الثقة هي أهم عنصر في معالجة الإضراب عن الطعام.
وتجدر الإشارة إلى أنني تواصلت مع الطاقم الطبي المتواجد في ذلك اليوم في قسم الباطني في "أساف هاروفيه" من أجل الحصول على معلومات عن هشام بموافقته. ورفض الموظفون إعطاء معلومات أو التحدث عن حالته وأحالوني إلى إدارة المستشفى للحصول على أي معلومات عنه. ووفقًا للموظفين كانت هذه هي توجيهات إدارة المستشفى في قضية هشام.
وكالة سند للأنباء